هي حق أصيل للجميع وليست رفاهية فالانسان السعيد هو من حصل علي كل حقوقه كمواطن له كرامة فيقدر علي صنع المستقبل ينتج بصورة مبهرة.. يربي أولاده تربية صحيحة يكون معافي جسديا ونفسيا فلا نبالغ اذا قلنا ان تقدم الدول يقاس بمدي سعادة أفرادها. لا أعرف المهام التي ستوكلها الامارات لوزير السعادة الذي ستختاره من الشباب حديثي التخرج ولكني أخذت أتخيل ما الذي يفعله وزير كهذا اذا تم تعيينه في مصر حيث تجد الكل متجهما هناك من يتحدث مع نفسه بصوت عال ومن يتشاجر مع الذباب الطائر أمام وجهه وهناك من أصيب بالخرس من شدة الضغوط والاحباط فلا يرد عليك حتي السلام. مخطيء من يظن ان كل مشاكل هؤلاء مادية فقط فالمادة هي الشماعة التي يعلق عليها الفاشلون من المسئولين أسباب اخفاقهم في توفير الخدمة التي يستحقها المواطن بحجة عجز الميزانية غير مدركين ان السعادة هي التي تجلب المال وليس العكس فمن يعمل في وظيفة يحبها يأخذ فيها كل حقوقه سينجح فيها ويبتكر ويزيد دخله. الطالب الذي نحترم عقله ونعطيه ما يحتاجه من اهتمام يدرس بطرق شيقة علي يد مدرسين تربويين سينمو ذكاؤه ويتفوق في أي مجال يعمل فيه. المشكلة ان معظمنا أصبح يدور كالتروس في الآلة.. الوظيفة لكسب المال والزواج كمظهر اجتماعي.. والحياة أيام تمضي وحسب.. فكيف لمجتمع يعيش أفراده بهذا الشكل ان يحلم بالتقدم؟! لهذا لابد أن تأخذ التنمية البشرية ما تستحق من اهتمام فهي أمر حتمي علي كل المستويات العمرية والمجتمعية خاصة انها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقيم الدينية والخلفية فتحقق كل ما تتمناه في بناء شخصية منتجة واعية تعرف كيف تدير كل أمور حياتها حتي في أشد الضغوط والمحن. أما اذا ظلت نظرتنا للتنمية البشرية علي انها ضرب من الرفاهية في مجتمع يفرق في المشاكل والفقر والفساد فسيظل هذا المجتمع يلهث في آخر طابور أي نوع من التنمية مهما جري بكل ما أوتي من قوة لانه يجري في الطريق الخاطيء.