عندما يقع اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي علي شخصية ذات قيمة وقامة قانونية كالمستشار سري صيام للتعيين نائباً في البرلمان فلابد أن يكون وراء هذا التعيين هدف محدد وهو الاستفادة من تلك الخبرات في مجال تخصصها لإثراء العمل البرلماني والوصول به إلي أسمي مكانة لينال احترام جميع فئات الشعب. لاشك أن الرئيس عند استعراضه لأسماء الذين سيتم تعيينهم في البرلمان لابد أن يكون قد أخذ خلفيات محددة عن كل إنسان تم اختياره لهذه المهمة.. ثقافته.. تعليمه.. خبراته المتراكمة.. كفاءته.. نزاهته. ومدي الاستفادة التي يمكن أن يؤديها تحت قبة البرلمان. إذن.. لم يكن اختيار هؤلاء المعينين عشوائياً.. ولم يكن مجاملة لأحدهم علي حساب المهمة التي سيقوم بها.. وإنما نظر الرئيس لدعم الخبرات الموجودة في مجلس النواب بخبرات أكثر تخصصاً حتي تأتي قرارات المجلس محكمة لا يمكن لأحد أن يعترض عليها. والمستشار سري صيام قضي في عمله السابق كقاض نحو 50 عاماً.. وكان نائباً لوزير العدل الأسبق.. وهو من الشخصيات ذات السمعة الطيبة ليس في الوسط القضائي فقط وإنما علي المستوي الشعبي.. ومن هنا كان يجب علي الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب المنتخب أن يضع زميله في القضاء في المكان اللائق به باللجان التي يستطيع أن يثري بها عمل هذه اللجان وتكون قراراتها محل تقدير الجميع. عندما رأي المستشار سري صيام أن المناخ في البرلمان تعمد تجاهله وتجاهل خبراته وتاريخه. وأن هناك من يعمل علي تقليص دوره وتهميشه. وأن الهدف من اختيار رئيس الجمهورية له لم يتحقق أبت نفسه أن يكون مجرد صورة لا تسمن ولا تغني من جوع فتقدم باستقالته. قال المستشار في تصريح له نشرته صحيفة "الأهرام" إنه عندما تم تشكيل لجنة إعداد اللائحة الداخلية لمجلس النواب والتي ضمت 7 خبراء اختارتهم هيئة مكتب المجلس فوجئ بعدم اختياره ضمن هؤلاء الخبراء الذين سيضعون اللائحة!! أضاف المستشار سري صيام في تصريحه: دارت التساؤلات بداخلي بشأن قيام رئيس الدولة بتعييني في المجلس للاستفادة بخبراتي في الجانب التشريعي وليس الرقابي بحكم عملي في القضاء لأكثر من نصف قرن.. وبالتالي فأنا لم يتم اختياري لتقديم استجوابات أو بيانات عاجلة أو طلبات إحاطة. ولكن عندما يتم إعداد اللائحة وهي أهم عمل للمجلس في الفترة الحالية وأول مرة ستصدر بقانون ويتم استبعادي. فمتي تكون الاستفادة من خبراتي؟! شدد المستشار سري صيام علي أن هذه الاستقالة نهائية ولا رجعة فيها. كانت أحاديث قد دارت عندما رشح المستشار سري صيام للتعيين في مجلس النواب بأنه سيتم اختياره ليكون رئيساً للمجلس باعتباره شخصية قانونية ذات خبرات قيمة وواسعة.. لكن استقر الرأي علي أن يكون رئيس المجلس من الشخصيات المنتخبة وليست المعينة وترشح الدكتور علي عبدالعال واختير رئيساً للمجلس بأعلي الأصوات وهو أيضاً شخصية قانونية. والسؤال هنا: هل هيئة مكتب مجلس النواب عندما اختارت الخبراء السبعة لوضع اللائحة الداخلية للمجلس وعرض الأمر أمام الدكتور علي عبدالعال ألم يلفت ذلك نظره بأنهم تجاهلوا المستشار سري صيام في هذا الاختيار؟! ظني وبعض الظن إثم ان ذلك لفت نظره ولكنه لم يعلق وتجاهل الأمر.. فهل قصد ذلك أم لا؟! وهل للخلفية السابقة عن تعيين المستشار سري صيام لرئاسة المجلس دخل في هذا التجاهل؟! الله أعلم!! رأيي الشخصي أنه إذا كان المجلس حريصاً علي الاستفادة من الشخصيات المميزة التي اختارها الرئيس السيسي لتعزيز خبرات النواب في المجلس ألا يقبل استقالة المستشار سري صيام.. وعلي رئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال ان يعيد تقدير الأمور ويلتقي شخصياً بالمستشار سري صيام ويقنعه بأنه لا غني عنه في المجلس. ولو حدث ذلك فإننا نرجو أن يتراجع الرجل عن الاستقالة ويعتبر اختيار رئيس الدولة اعتزازاً بشخصه وبتاريخه وخبراته.. وتنتهي المشكلة.