انطلقت بالجامع الأزهر تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. الدورة الثانية لتدريب أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر والباحثين الشرعيين علي تجديد الخطاب الديني. أكد د.عباس شومان وكيل الأزهر. أن تجديد الخطاب الديني يأتي علي رأس الأمور التي اهتم بها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم والصحابة والتابعون من بعدهم. فالتجديد سمة من سمات شريعتنا الغراء لا ينفك عنه أبدًا. وقد رأينا في عهد النبي كيف نسخت أحكام وتبدلت أحكام في وقت قصير. فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم قائدنا في التجديد. أشار إلي أن أول مسألة استُخدم فيها التجديد بعد موت رسولنا الكريم كانت موضوع الخلافة. وكيف أن اختيار الخليفة خضع للآراء المختلفة والاجتهاد. وقد علمتنا شريعتنا أنه مهما اختلفت الآراء الفقهية وآراء العلماء فهي في النهاية تؤدي الغرض ذاته. فالطريقة تختلف والغاية واحدة. فلا يمكن للشريعة الإسلامية أن تساير حياة الناس ولا أن تعينهم علي قضاء حوائجهم إلا بالتجديد وهذا ما يقع علي كاهل العلماء في كل عصر. وما يفعله الأزهر منذ نشأته قبل 1060عامًا. أوضح أن ما يناسب زمانًا قد لا يناسب زمانًا آخر. ولذلك كان التجديد مطلوبًا في كل عصر وكل بيئة. فالجمود مرفوض. والتجديد يكون بتجديد أمور الفتوي والخطاب للناس إذا ما كانت هناك مستجدات تحتاج إلي كبار علماء الأمة لإبداء رأي فقهي فيها. ونحن في الأزهر نُدرس للطلاب مذاهب فقهية مختلفة وهي في النهاية صحيحة. ولكن بعض الناس يشقون علي أنفسهم ويجادل بعضهم بغير علم. انتقد أسلوب بعض من يخرجون علي الشاشات. وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. يطالبون الأزهر بالتخلي عن بعض ثوابت الدين حتي يعجبهم الدين. وتساءل: كيف لهؤلاء أن يعترضوا علي أحاديث جاءت علي لسان خير الناس أجمعين؟ وأضاف: يجب علي هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم. فهذا الذي يقولونه إنما هو تحريف وتخريب وتدليس علي الناس. ومن المؤسف أن ينال الأزهر الاحترام والتقدير في كل دول العالم. ثم يُهان علي أرض مصر. تعجب د. شومان. من بعض الادعاءات التي يزعم أصحابها أن الأزهر لا يستطيع تجديد الخطاب الديني.. متسائلاً: "إن كان الأزهر لا يستطيع تجديد الخطاب الديني. فمن الذي يجدده.. هل أشخاص يأخذون الدين بأهوائهم ولا يملكون من العلم ما يؤهلهم لذلك. بل إن بعضهم لا يفرق بين الفقه. وأصول الفقه ولا يتمكن من العلوم الدينية وربما لا يعرف شيئًا عن علوم اللغة؟.. وأضاف: أندهش عندما أجد لقب "مفكر إسلامي" ينسب لأشخاص لا يعرفون شيئًا عن علوم الدين ولم يقرؤوا كتب التراث. حتي أصبح تجديد الخطاب الديني مهنة من لا مهنة له.