تعديل قانون الإشغالات شيء مش جديد لأنه لا يوجد عندنا قانون فهو صورة قانون موضوع في الأدراج لا يهش ولا ينش المهم أنه موجود سد خانة.. وأن التعديل للقانون مستمر والاعتداء علي الأرصفة والشوارع مازال مستمرا وفساد المحليات التي من دورها تفعيل هذا القانون تغطي علي الاثنين لذلك لم يكن هناك داعي أن تتعب الحكومة نفسها لتعديل القانون. إشغالات ومخالفات إيه اللي الحكومة بتفكر فيها دلوقتي بعد إيه بعد أن أكلت هذه الإشغالات نصف شوارعنا ومزقت الأرصفة إلي قطع لباعة الخبز والأدوات الكتابية وتجار الملابس.. بعد أن قام كل صاحب محل بعمل كردون حول محله بالسيراميك والطوب الحراري والإضاءة علي كل شكل ولون.. وكل هذا تحت سمع وبصر المسئولين بالمحليات الذين يشرفون بدورهم علي هذه الإشغالات لأنها تدر للمفسدين منهم دخلا شهريا وكل هذا علي حساب الناس الذين لهم الحق في كل شبر في الشارع لأن الإشغالات تعتبر سبوبة حلوة وسهلة للذين باعوا ضمائرهم. إن القانون لا يحتاج إلي تعديل ولا إلي تغليظ العقوبة أو الغرامة ولكننا نحن الذين في حاجة إلي تعديل لضمائرنا حتي تقوم الأجهزة المسئولة بالأحياء بتفعيل هذا القانون وتنفيذه علي أرض الواقع لأن الشوارع في مصر تم مصادرتها لصالح أصحاب المحلات بفعل فاعل ولأن الإشغالات موجودة عيني عينك والمسئولين لا يتحركون وإن حدث لا قدر الله وقامت حملة علي المحلات يتم إبلاغ المخالفين قبلها حتي يقوموا بإزالة الإشغالات ثم تعود من جديد بعد انتهاء الحملة وكلنا نعلم ذلك. إن شوارعنا اغتصبت منا ولابد من عودتها ويكفي ما استفاده أصحاب المحلات طوال السنوات الماضية من استغلالها فشارع مصر والسودان مازال محاصرا بالإشغالات وشارع رمسيس بوسط البلد وروكسي وبطرس غالي بمصر الجديدة وشارع الحلمية والمطراوي والمسلة بالمطرية وعين شمس وشارع 15 مايو بشبرا الخيمة وشبرا بحي شبرا وروض الفرج فالإشغالات بها رهيبة وشارع جامعة الدول بالمهندسين وميت عقبة وشارع بورسعيد والموسكي والعتبة وغيرها من الشوارع الرئيسية التي اختفت تماما أرصفتها من كثرة الإشغالات أين هذا القانون يا سادة. هذا إلي جانب انتشار المقاهي في كل مكان بصورة مزعجة لدرجة أنها وصلت لنهر الطرق وعندما يعترض أحد بدأنا نسمع أنها تبع الباشا فلان وعلان بيه و"الحدق يفهم" ولكنها مؤجرة من الباطن. إن تحقيق الردع بتعديل هذا القانون يا حكومة لن ينفع أحداً لأن قانون 14 لسنة 1956 تم تعديله أكثر من مرة. ومع ذلك يظل داخل الأدراج. نحن لا نريد أيدي مرتعشة بل نريد أيدي تضرب بيد من حديد حتي تعود لنا شوارعنا المغتصبة. كلمة أخيرة: أصبحنا جميعا غرباء رغم قرابتنا.