* لا أدري كيف أقص عليك حكايتي فأنا شخص خائن للأمانة بكل المقاييس التي تضعين فيها مشاكلنا تحت المنظار.. لتقولي رأيك. أنا ياسيدتي شاب تخرجت في الجامعة ولم أجد عملاً مما دفعني أنا وبعض الزملاء إلي التجمع في مشروع بسيط ولكنه يحمينا من الفقر ومد الأيدي لأسرنا التي لم تقصر معنا. مما سبق قد تقولين انني شاب مثالي خاصة وانني أصلي وأصوم وأؤدي كل الفروض التي تجب علي كل مسلم.. إلي أن التقيتها. أخت أحد الشركاء من الاصدقاء.. عادت من الخارج بسبب مشكلة مع زوجها ولا تريد أن تعود إليه. جميلة بشكل يستفز المشاعر ويحركها لحبها. وهذا ما حدث.. وقعت في حبها ولصلتها بنا كانت تأتي إلينا في المشروع وتجلس معي واحياناً كنت أقوم بتوصيلها لمنزلها بحكم الثقة الشديدة التي وضعها أخيها فيَّ.. بالتدريج وجدتني اتعلق بها وأصارحها بحبي.. هي الأخري احبتني جداً وبدأت لقاؤنا يتكرر حتي أهملت في المشروع لأكون معها. وتطور الأمر بأن اصبحنا نلتقي في شقتها البعيدة عن منزل الأسرة. وفي اللقاء الثاني لم أشعر إلا وأنا اتعامل معها معاملة الأزواج. شهور وعلاقتي بها تتطور.. إلي ان بدأت الأمور تتوتر. والدتها اصبحت تضغط عليها للعودة لزوجها.. هو نفسه وأقصد زوجها قرر العودة نهائياً إلي مصر ويرغب في الصلح.. وهذا يعني أننا لن نلتقي بعد الآن في الشقة. وعندما طلبت مني أن ابحث عن مكان وتطلب هي الطلاق أو ترفع قضية خلع أسقط في يدي فلا حيلة لي. عندما عرضت الأمر علي والدتي وبالطبع لم أصف لها الصورة كاملة فكان كل ما قلته لها انني أرغب في الزواج من مطلقة جميلة جداً.. غضبت أمي ورفضت ذلك وهددت بمقاطعتي. سيدتي مازالت العلاقة مستمرة بيننا وإن كانت تعقدت أكثر بسبب أحد الاصدقاء الذين عرفوا قصتي معها وشاهدها معي أكثر من مرة وقال لي أن هذا السلوك شائن وانني غير أمين وسارق لشرف صديقنا. حاولت الامتناع عن لقاؤها ولكنها تطلب ذلك وتصر عليه بل وتقول إنها آخر فرصة لنا قبل عودة زوجها من الخارج. أرجوك دليني كيف اتصرف معها وكيف اتزوجها وأنا لا أملك مصروفاً يومياً وليس لدي سكن وكيف سأخبر أخاها.. وهل حقاً أنا لص أعراض؟.. لقد احببتها ولم يكن غرضي العبث معها أبداً.. أرجوك ساعديني فأنا أحب الله ولا أرغب في غضبه أكثر من ذلك. بدون توقيع ** كدت أقول حقاً عندما قرأت بداية كلامك أنني أمام شخص مثالي لم ينتظر الوظيفة وقرر العمل والكفاح. وهذه البداية وحدها تدفع أي شخص لاحترامك.. إلي أن قررت القفز من النافذة الخلفية للوصول إلي احدي الرغبات التي تحول ظروفك دون الوصول إليها الآن علي الأقل وهي الزواج.. ولكن ياصديقي الزواج شيء وما فعلته شيء آخر لا يليق بموقفك من العمل. ولأن الإنسان يجب ألا يكون مجزأ ويجب ان تتوافق الأفكار مع الأخلاق ليكون الإنسان سوياً.. تعجبت مما فعلت فقد بهرك جمال أخت صديقك ولم يلفت نظرك سوء الأخلاق.. فهي زوجة لم تطلق بعد. لكنها قبلت أن تعيش حالة الحب والعشق في المخبأ السري الذي أعده زوجها ليكون عشاً سعيداً لهما!! أياً كانت أسباب تركها لزوجها والعودة إلي مصر فلا يجب ان تستبدل رجلاً برجل دون وجه حق.. فكيف رأيت جمال الوجه ولم تر قبح الداخل؟! أقول لك: إن المرأة التي تبيع شرفها دون مراعاة لرباط مقدس وميثاق غليظ قادرة علي بيك بالقطعة إن استطاعت. أذكر انني ناقشت يوما في ندوة أن الشيطان مؤكد له وجه جميل أو عدة أوجه جميلة ليغري بها من يتبعه.. وله قدرة علي التأثير وإلا ما استطاع الغواية. ياصديقي لقد قلت أنك تحب الله ولا ترغب في غضبه ومع ذلك لا تطيعه.. لقد نهي الله عن الزنا والفواحش.. فكيف تحبه وان تقترف أبغض الذنوب.. وتكره الشيطان ومع ذلك تطيعه؟! أليست مفارقة عجيبة لمن يحب الله ولا يطيعه ويكره الشيطان ويطيعه؟ هذه هي الطبيعة التي تجعلنا لا نبحث خلف أفعالنا بعقل محايد. ولهذا نقع في الأخطاء لأننا نبررها لأنفسنا حسب هوانا. نعم ياصديقي أنت سارق ولص أعراض ولم تسرق صديقك فقط.. بل نفسك أولا. وزوج هذه الجميلة ثم صديقك.. وقبل كل هؤلاء -الله- أترك هذه الفتاة التي تركض خلف نزواتها وهواها فليست هي الزوجة الصالحة التي تحفظك. وعد إلي عملك واعتذر بشكل عملي لصديقك دون أن تخبره بالإخلاص في العمل.. وأكد يا صديقي أن باقي المشاكل ستحل في حال أن تتقي الله فيجعل لك مخرجاً- إن شاء الله.