كشفت دراسة حديثة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المرأة المصرية أصبحت نكدية جداً وتميل إلي افتعال المشاكل والخناقات داخل الأسرة!! أشارت إلي أن الظروف الاقتصادية الصعبة وتردي الأحوال المعيشية جاء في مقدمة الأسباب بنسبة 63 في المائة بينما جاء الشك في تصرفات الزوج في المرتبة الثانية بنسبة 26 في المائة. تقول الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة: أن كثيراً من الزوجات ينكدن علي حياتهن بسبب الشك الدائم في الزوج.. حيث أنها تبدأ في البحث خلف زوجها وتقوم بالتفتيش في تليفونه المحمول وفي الفيس بوك حتي تثبت أنه يخونها ثم تبدأ في افتعال الخلاف بين الطرفين لأنه تراكم مشاعر الغضب دون افصاح كل طرف عنها للآخر تكون نتيجته سيئة وبالتالي لا بديل إلا بالحوار وعدم العناد ومن الضروري أن تكون الابتسامة هي العنوان بين الزوجة لأنها تجدد الحياة وأن لا يطغي الصمت علي العلاقة كما يجب الابتعاد عن السخرية سواء من الزوج أو الزوجة ومن حق كل طرف أن يجد اهتماماً من الطرف الآخر ولن يتم تجاهله. وتوضح الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أن المرأة المصرية خاصة في هذه الأيام تواجه ضغوطاً نفسية صعبة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة مما يجعلها تعاني من مشكلات لا تضع نفسها فيها بل تثبت بالتجارب أنها من نوعيات النساء اللاتي لا يقبلن علي المشاكل ولا الخناقات ولكن الظروف والحالة النفسية السيئة بشكل دائم هي التي تدفعها للخناقات معه مرة بسبب عدم كفاية المصروف لتوفير احتياجات المنزل ومرة أخري لكثرة تغيبه عن البيت وعدم متابعة الأولاد. أكدت د. سمية علي ضرورة أن تدرك الزوجة طبيعة الظروف التي تعيشها وأن تكيف نفسها معها وأن تعمل علي رفع معنويات زوجها وعدم إصابته بالإحباط أو الاكتئاب. * الدكتورة هناء المرصفي أستاذ علم الاجتماع بكلية بنات جامعة عين شمس: صفة النكد توجه دائماً للزوجة ولكن الحقيقة أن هناك زوجة نكدية وهناك أيضاً زوج نكدي وغاوي مشاكل ويسعي إلي انتقاد زوجته دائماً ويفعل ما يضايقها مشيرة إلي أن هذه سلوكيات غير مرغوب فيها في الحياة الزوجية ولكن لا يجب إلقاء اللوم علي طرف واحد دون الآخر بل يجب البحث عن الطريق السهل لتحقيق حياة زوجية سعيدة جداً بعيداً عن النكد والمشاكل. * الدكتورة نسمية خطاب استاذ علم الاجتماع تري ضرورة أن نواجه هذا النكد ونعالجه فلا يجب أن يصل الخلاف في وجهات النظر بين الزوجة والزوج لدرجة يصعب الرجوع منها وأنه لا سبيل إلا النقاش الهادئ بردود أفعال غير حقيقية ومعاكسة للواقع ولا تعكس حقيقتها الداخلية النفسية. أضافت أن المرأة بوجه عام تكون نظرتها للحياة تختلف عن الرجل فهي لها أهدافها وطموحاتها المتعددة ولكن إذا شعرت بالانهزام العاطفي والانخفاض النفسي كأن ذلك سبب وجيه من وجهة نظرها لكي تكره حياتها ولا تعد تجد سبباً وجيهاً للعيش فيها ونصل إلي حد أنها تمني الموت مشيرة إلي أن المرأة المصرية ضحية فكر قادها إلي هذه الحفرة التي لا تنجو منها أبداً وهو ما يجعل نسب السيدات المصريات اللاتي يكرهن الحياة ولا يشعرن بالسعادة فيها ولا يجدون سبباً وجيهاً للعيش فيها سوي الواجبات الملقاة علي ظهورهن وليست حقوق من حقهن الحصول عليها راغبات في تركها وعدم التمسك بها وهي بالنسبة لهم مجرد "أيام وتعدي". الدكتورة ايمان بيبرس رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة:: السبب هو الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم الزوجات الآن.. فكثير من الأزواج يهربون من هذه المسئولية ويتركونها كاملة للزوجة.. وأحياناً الأزواج وخاصة في المناطق العشوائية لا ينفقون علي الأبناء.. ولا تجد الزوجات سوي أن تنتقد الزوج وتتهمه دائماً بأنه غير قادر علي مواجهة ظروف الحياة لأن غالباً ظروف عمله غير مستقرة فهو "أرزقي" ويعمل بمهن حرة!! مع السيدات تقول سميرة عبدالصمد "ربة منزل" إنها تزوجت منذ 5 سنوات وزوجها عامل بسيط وانجبت طفلين.. ولكن ترك العمل بدون سابق انذار واستطاعت بمجهودها أن اقيم مشروعاً صغيراً وأصبح يستحوذ علي كل أرباحها.. وعندما امتنعت عن اعطائه أي مبلغ تحولت الحياة بيتها إلي جحيم ويتهمها بأنها نكدية.. في حين أنه هو وراء كل هذه المشاكل مما يضطرها إلي اشتعال الموقف بينهما بسبب هذه المشاكل المادية. * فريدة محمود بكالوريوس تجارة: تزوجت منذ عام من محاسب بأحد البنوك.. ولكن بعد مرور عام تحولت حياتنا إلي جحيم دون ابداء أي أسباب وأصبحت المشاكل بيننا علي أتفه الأسباب بالرغم أن ليس لدينا أي مشاكل مادية.. ودائماً يتهمني بأنني نكدية وأنني دائماً ابادر بالمشاكل فيترك البيت بل يسافر إلي أهله في الريف "المنوفية". * ليلي محمد "ليسانس آداب" : الزوجة النكدية.. لا تأتي من فراغ ولكن نتيجة تراكمات من أسرتها الأم ويمتد هذا إلي الزوج وتحول حياتها إلي جحيم دون أن تدري نتيجة العصبية الزائدة وعدم تفهم الزوج لطبيعة شخصيتها مما يضطرها ترك المنزل أو بالعكس.. فالمفروض أن الزوجة تغير حياتها بشكل كبير.. وأن تحتوي هذا الزوج مهما كانت درجة انفعاله فالزوجة الذكية هي التي تجعل حياتها دائماً في سعادة.