في عيد ميلاد "جميلة" ابنة الفنانة والمطربة الشعبية "هدي". كانت المرة الأولي التي أري فيها أبطال أغنية "مافيش صاحب يتصاحب". وفزعني الحقيقة صغر سنهم علي الكلمات التي ينطقون بها في الأغنية. حيث تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة تقريباً. كونوا فرقة فيما بينهم وأطلقوا عليها "شبيك لبيك". كنت قد استمعت منذ شهور إلي الأغنية. في رحلة من رحلات الميكروباص المرعبة. ووقتها كتبت متسائلاً: "أين تقع عزبة محسن؟!" وجاءتني الإجابة من الصديق الجميل الإعلامي محمد فوزي سعيد: "اسأل ولاد سليم اللبانين". من يومين وجدت ابني الصغير "7 سنوات تقريبا" يدندن بالأغنية. في مقطع منها يقول: "ها تعورني أعورك.. وهابوظلك منظرك"! نهرته بشدة. وقلت له إياك اسمعك تردد مثل هذه الكلمات الفجة مرة أخري. لا أخفي عليكم أنني أعاني "شيزوفرينا" عجيبة. ففي الوقت الذي كنت أعنف فيه ابني علي غناء "مافيش صاحب يتصاحب". كنت أرقص مع ابنتي "3 سنوات" علي أغنية "فرتكة فرتكة" وهي من أغاني المهرجانات أيضا ولكن لفرقة أخري غير "شبيك لبيك". عذري الوحيد في ذلك الفعل وهذه التفرقة أن أغنية "فرتكة" تحمل بين كلماتها "فرتكة فرتكة.. تخطيط مع التكتكة" أي أنها ليست أغنية عشوائية! الدكتور خالد الغمري أستاذ اللغويات الكبير في كلية الألسن نشر خبراً في منتهي الخطورة والأهمية يفيد بأن محرك البحث "جوجل" كشف عن أكثر الكلمات البحثية التي شغلت بال المصريين في عام 2015 هي أغنية المهرجان "مافيش صاحب يتصاحب" أو "عزبة محسن" وهما مرادفان لأغنية واحدة! علي فكرة.. أنا كنت واحداً من هؤلاء المصريين الذين "فتن" عليهم "جوجل"! في النهاية تبقي كلمة بعيداً عن السخرية. أري أن أغاني المهرجانات هي "ابتكار" مصري. اتفقنا أو اختلفنا مع ما يقدمونه ولكن هذه الموسيقي "بتاعتنا" ومن أهم روادها "أوكا وأرتيجا وشحتة".