عالم مصري كبير.. ذو سمعة إفريقية وعالمية واسعة.. قام بنشر 81 بحثاً علمياً و62 رسالة دكتوراه وماجستير.. توصل إلي عدة اكتشافات تطبيقية حصل بها علي 8 براءات اختراع من مكتب البراءات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومنها براءتان دوليتان مسجلتان في170 دولة بمكتب "PCT) الدولي.. وأهمها الطريقة العلمية الآمنة للقضاء علي الملاريا بنسبة 100%. إنه د.محمود هاشم رئيس الجامعة الألمانية والذي نجح في تحقيق انطلاقة عالمية تدفع اسم مصر عالياً في مجال البحث العلمي في تطبيقاته المباشرة للقضاء علي أكبر مشكلة صحية في إفريقيا وهي القضاء علي الملاريا والفيلاريا وحمي الفتك وحمي الوادي المتصدع وقد أشادت به منظمة الصحة العالمية بسبب هذه الجهود الكبيرة. * في بداية حوارنا السريع معه.. سألناه سؤالاً هاماً وهو لماذا يلقبونك بقاهر الملاريا في إفريقيا؟! ** لأنني أخلصت في ابتكاري وتمكنت وبفضل من الله في القضاء علي الملاريا في بعض البلدان منها أثيوبيا وأوغندا.. وقد أشاد رئيس الوزراء الأثيولي "ملس زيناوي" بهذا الاكتشاف مؤكداً علي دور مصر المحوري في القارة السمراء. * متي كانت هذه الإشادة؟ ** في أكثر من لقاء.. وآخرها عندماكنت ضمن الوفد الشعبي والبرلماني الذي سافر إلي أثيوبيا وأوغندا بعد الثورة وقمت بإلقاء محاضرة في جامعة أديس أبابا حول مجالات التعاون العلمي والاقتصادي في مكافحة البلهارسيا والملاريا واستغلال ثروات الجبال والمناجم في صناعة الأدوية.. وفي أوغندا رحبوا بنا كثيراً لأن لنا تجارب ومشروعات قيد التنفيذ.. بل فوجئت برئيس الجمهورية الأوغندي "يوري موسيفيني" في لقاء جمعني به بأنه يعلم تفاصيل مشروعي. * هل كانت الزيارة ناجحة وهل تتمني أن تتكرر؟! ** طبعاً كانت ناجحة جداً وأتمني أن تكون هناك زيارات كثيرة ومتكررة خاصة لدول حوض النيل والتي لابد أن يكون لنا معها علاقات مبنية علي تبادل المصالح.. وأقول ذلك لأنني وجدت كل الترحاب من شعوب هذه الدول. المياه الراكدة * نعود إلي ثورة 25 يناير.. وكيف نري تأثيرها في المجتمع المصري؟! ** هذه الثورة المجيدة حرَّكت المياه الراكدة في كل المجالات خاصة البحث العلمي الذي يعاني من ركود كبير ومنذ سنوات وإذا استطعنا حماية وتنمية هذه الثورة فسوف نقفز إلي الأمام خاصة أن مصر زاخرة بعلمائها لكن ينقصها التمويل المادي.. ولذلكأرجو توفيرهذا التمويل من أجل انطلاقة علمية كبري. * بصفتك رئيساً للجامعة الألمانية.. هل بدأتم بخطوات في هذا الأمر؟! ** نعم.. نحن نسعي دائماً إلي الانطلاق بالمجتمع المصري إلي ماهو أفضل.. بل وأيضاً الانطلاق في المجتمعات الإفريقية والاسيوية والأوروبية.. ومن ثم خصصت الجامعة الألمانية 15 منحة لأبناء أثيوبيا للدراسة في الجامعة وتتضمن بنودها الإقامة المجانية للتحصيل والدراسة والتدريب والتطبيق العملي لمدة 5 سنوات بالجامعة بالقاهرة والتي تضم كليات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.. والهندسة وتكنولوجيا الإعلام الهندسة وعلوم المواد الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية إدارة والعلوم الفنون التطبيقية هندسة العمارة والمدني. * نعود مرة أخري للملاريا.. وهل هي موجودة في مصر؟ ** الملاريا لا تنتشر في مناطق المياه الجارية مثل مياه النيل.. لكنها تنتشر في أماكن المياه الراكدة والترع والمستنقعات ونحن حالياً لا توجد لدينا حالات بهذا المرض. العلاج الضوئي * بجانب جهدك المبذول كرئيس للجامعة الألمانية والإشراف علي الرسائل العلمية.. هل هناك أبحاث أو ابتكارات جديدة؟ ** قمت بتطوير ابتكار معين أتمني أن ينتشر في كل مصر وهو العلاج الضوئي الديناميكي.. وهو عبارة عن استخدام الضوء في التشخيص والعلاج لأسوأ الأورام السرطانية الخبيثة.. وفكرته تأتي من حقن المريض في الجزء المصاب من الجسم حتي لوكان في المخ.. حيث تتجمع الخلايا السرطانية داخل "الصبغة" التي هي عبارة عن مشتقات الكلوروفيل والدم دون الحديد والتي تساهم في تجمع الخلايا ثم نسلط عليها شعاع الليزر حيث يعمل بنفس طريقة تكون النبات ويتم تحديدمكان الخلايا السرطانية بالضبط وعمق الورم وحجمه وانتشاره ويتم تفتيت الخلايا والقضاء عليها. وكل أمنيتي أن يتم إنشاء أول مستشفي في مصر لتشخيص وعلاج الأورام السرطانية باستخدام تقنيات العلاج الضوئي الديناميكي.. وهي امتداد طبيعي لماقدمه د.مصطفي السيد للعلاج بالذهب والذي يحتاج لسنوات حتي يثبت فاعليته أما العلاج الضوئي فقد تم تسجيله دولياً ويستخدم في دول أوروبية كثيرة وبنجاح كبير. تركنا العالم الكبير مع طموحاته وابتكاراته.. ودعونا الله أن يوفق كل علماء مصر إلي ما فيه خير هذه البلاد.. خاصة بعد ثورة 25 يناير العظيمة التي حرَّكت كل المياه الراكدة.