أكثر من عشرة قنوات فضائية وأرضية عربية قررت عرض مسلسل "الحسن والحسين" في شهر رمضان الكريم أي ان المشاهد المصري يستطيع متابعة هذا المسلسل الذي آثار جدلا واسعاً ورفض الأزهر عرضه علي المحطات المصرية الأرضية والفضائية بل أوصي بعدم بثه عبر القمر الصناعي المصري ما نريد تأكيده ان منع الأزهر للمشاركة في إنتاجه ثم منع عرضه لن يكون عقبة في انتشار المسلسل وقد يدفع ذلك المنع المشاهد المصري من متابعته عبر فضائيات عربية عديدة عزمت علي عرضه وان لم يتيسر له متابعته علي القنوات التي تبثه عبر النايل سات فسيحول إلي أقمار أخري ليشاهده. لقد أصبحنا أمام أمر واقع الآن فما كان يحدث من قبل لا نستطيع تنفيذه الآن فقد كان الأزهر الشريف يمنع أعمالا وسيناريوهات معينة أو يعترض عليها وكانت الإدارة داخل مصر قادرة علي تنفيذ هذا المنع وها هي الآن تنفذ منع الأزهر لعرض مسلسل "الحسن والحسين" ولكن ذلك التنفيذ لن يتعدي حدودها ولن يحول بأي شكل من الأشكال من انتشار المسلسل وخروجه إلي النور ولن تستطيع هذه الإدارة ان تمنع الجمهور المصري من متابعة المسلسل. من المعروف ان الأزهر الشريف يرفض عرض المسلسل استنادا علي قرار راسخ وقديم لمجمع البحوث الإسلامية الذي يحرم ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت وجدد المجمع قراره برفض ظهور اسباط رسول الله صلي الله عليه وسلم في أعمال درامية وأيدت نقابة الاشراف هذا المنع وهذا الرفض. لكن لا توجد اليه لتنفيذ المنع فالشركة التي انتجت المسلسل شركة كويتية ووصلت ميزانية العمل إلي 7 ملايين دولار وتم تصويره بالفعل وتم تسويقه أيضا وان كان الأزهر قد رفض في مصر فقد حصلت الشركة المنتجة علي تصريحات وموافقات العديد من علماء المسلمين كان علي رأسهم الإمام الداعية يوسف القرضاوي وفضيلة الشيخ قاضي القضاة الأردني أحمد هليل ووزير الأوقاف اليمني حمود الهتار والداعية السعودي الشيخ سليمان العودة والمشايخ السعوديين عبدالوهاب الطريفي وعبدالله الطريفي وقاضي المحكمة العامة بمكة المكرمة هاني الجبير وقطاع الأوقاف والافتاء في الكويت والشريف حسن الحسيني خادم تراث آل البيت في البحرين. وهذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها تجاوز قرارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فقد تجاوز من قبل المخرج ا لسوري مصطفي العقاد في فيلمه "الرسالة" الذي ظهر فيه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ومثل دوره انتوني كوين وفي النسخة العربية عبدالله غيث وتجاوز أيضا الايرانيون في مسلسل ظهرت فيه السيدة العذراء والنبي يوسف عليه السلام وغيره. المهم ان بعض رجال الدين في الدول العربية والإسلامية لم يضعوا قرار المجمع في اعتبارهم وقد يكونون قد نظروا إلي الموضوع برؤية مختلفة فهناك حوالي 35 فتوي من جهات وعلماء ومشايخ أجازت تصويره وعرضه ولأول مرة في الأردن تتدخل جهة دينية ممثلة في أمام الحضرة الهاشمية وقاضي القضاة الذي قال ان العمل يدعو إلي وحدة المسلمين وجمع كلمتهم ونبذ التعصب والطائفية وأوصي بتسهيل مهمة تصويره وتم تصويره بالفعل في عدة أماكن بالأردن منها البتراء والانموار وأودي الأردن وسد الملك. وبما ان هؤلاء العلماء قرأوا السيناريو وسمحوا بالتصوير أو افترا به لن يتبقي أمام الجمهور وأصحاب الأراء المخالفة إلا الانتظار ومشاهدة العمل وعدم الحكم المسبق عليه فقد أصبح عرضه في رمضان أمراً واقعاً ويتحمل من أفتي ومن انتج المسئولون أمام الجمهور العربي.. مع العلم ان الشركة المنتجة أكدت انه لن يثير أي فتنة بين السنة والشيعة وانه عمل درامي توافقي يجسد حقبة تاريخية مهمة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ومتي استشهاد الأمام الحسين في كربلاء قالت: أنه توافقي ومبني علي حسن النية والعلاقة الطيبة بين الصحابة وآل البيت وطرح القضايا الجدلية بشكل توافقي ويعالج الفتنة التي مازلنا نعاني منها حتي الآن كمسلمين. مفهوم ان موضوع المسلسل ذاته ليس هو محل الجدل الاساسي ولكن الخلاف يدور حول ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت وتجسيدهم علي الشاشة ففي الوقت الذي يقوم فيه المعارضون ان منتجي المسلسل اتجهوا للعلماء الشيعه في فتواهم بجواز الظهور يري البعض ان بعض علماء السنة أيضا أجازوا التصوير من حكم مفتي الجمهورية السابق نصر فريد واصل وغيره. وكما رأي الدكتور سعد الهلالي استاذ الفقة بجامعة الأزهر ضرورة التعامل مع الأعمال الدرامية وبحثها ووضع قواعد شرعية لها للخروج من الجدل خاصة في ظل انفتاح العالم علي نفسه ويجب علي من يعترض علي عرض هذه الأعمال ان يواجه أصحابها بالحجة والبرهان والوقعية في التعامل مع واقع جديد فرضته الفضائيات وأوضح في تصريح له ان فتوي مجمع البحوث التي رفضت تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية وأي فقهي رشيد يحترم ولكن ربما يأتي يوم ليغير فيه الجمع فتواه تظرا لتغير الظروف. خاصة ان هناك آراء فقهية لعلماء ومسلمين آخرين مختلفة مع فتوي المجمع. علي أي الأحوال تأكد عرض مسلسل "الحسن والحسين" علي عدد كبير من القنوات الفضائية العربية والاسلامية في دول ليست عربية مثل اندونيسيا وتركيا وماليزيا ومازال تسويقه جارياً في العديد من الدول ومن الصعب وقف عرضه أو حتي الحصول علي أحكام قضائية توقف عرضه ومن لم يشاهده علي قنوات التليفزيون المصري سيشاهده علي قنوات أخري ومن لم يشاهده علي القنوات الخاصة بالنايل سات سيشاهده علي أقمار أخري ويبقي في النهاية مشاهد المسلسل وطرح آراء جادة حوله سواء علي مستوي الموضوع أو المستوي الفني.. ويبقي ان المسلسل من انتاج كويتي وصور في العديد من الدول العربية ويلعب بطولته رشيد عساف وعلاء القاسم ورامي وهبة وتاج حيدر وطلعت حمدي وعبدالله بهش وزهير سعدي وعيد أحمد أبوالقاسم وأخيراً خالد مغويري ومحمد المجالي في دوري الحسن والحسين.