خروج عرض الأوبرا إلي الجامعات والمحافظات ارتبط بوزير الثقافة حلمي النمنم وكما أكدت الأخبار أنه بناء علي توجيهاته وهذا قرار جيد طالما نادينا به في هذه المساحة وللعلم هذه الخطوة سبق أن قامت بها الأوبرا مرتان الأولي كانت أثناء تولي د. مصطفي ناجي رئاسة دار الأوبرا من خلال بروتوكول تعاون بين الأوبرا وهيئة قصور الثقافة التي كان يرأسها حينئذ الفنان مصطفي الرذاذ وكان الهدف منها أن يتعرف جمهور المحافظات وخاصة مدن الصعيد بفنون الأوبرا من موسيقي أوركسترالية وعروض أوبرالية وباليه وكان يتم اختيار العروض بما يتوافق مع إمكانيات مسارح الأقاليم وأنا شخصيا عشت هذه التجربة مع أوركسترا القاهرة السيمفوني الذي قام بجولة شملت الأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف وكان قائد الأوركسترا المايسترو طه ناجي الذي نجح في تقديم برنامج بسيط قريبا للأذن المصرية ويمثل تمهيدا تعريفيا لهذه الموسيقي العالمية وقد شارك في هذه الرحلة الفنان عازف البيانو رمزي يسي وعازفة الفلوت ورئيسة الأوبرا الحالية د. إيناس عبدالدايم وكانت جولة ناجحة وهادفة ثم توالت الرحلات في بقية المدن المصرية وتنوعت بين عروض أوبرالية قصيرة وبعض مختارات من الباليه ولم يكن هناك تواجد للموسيقي الخفيفة إلا من خلال حفلات عمر خيرت التي اكتسبت شهرتها من خلال هذه الجولات وكانت تقدم مع أوركسترا الأوبرا بقيادة المايسترو شريف محيي الدين والتي بعد نجاحها كون خيرت فرقته الموسيقية الخاصة به أما المرة الثانية كانت في عهد د. سمير فرج وكانت بالتعاون مع الجامعات ولكن اقتصرت علي عروض أري أن يطلق عليها العروض المساعدة للدار والتي ليس لها علاقة بفنون الأوبرا ولم يتم إنشاء هذا المبني من أجلها وهي الموسيقي العربية ونجومها والموسيقي الخفيفة مثل فرقة نسمة عبدالعزيز ومنال محيي الدين وغيرها لأنه سهل تقديمها في أي مكان ولا تحتاج لمسارح ذات مواصفات كما أنها ليست بعيدة عن جمهور الجامعات والمحافظات ويقوم الإعلام بدور في توصيلها كما أنها لا تحتاج ثقافة في الاستماع إليها حيث إنها فنون معروفة ورغم أنها جادة إلا أنه يغلب عليها الترفيه لأن فنون الموسيقي الأوركسترالية وعروض الأوبرا والباليه فنون تحمل فكرا موسيقيا ولها مقاييس عالمية وتدخل ضمن التراث الإنساني مثل أعمال شكسبير وموليير في مجال الأدب والمسرح ولهذا من واجب الدولة تعريف الشعب بها والسعي لنشرها بل تشجيع المؤلفين الدارسين الذين يقومون بتأليفها لإبداع أعمال مصرية بمقاييس عالمية وتحمل هويتنا وتعبر عن حضارتنا. والسؤال الآن ماذا سوف تختار الأوبرا في عروضها خارج القاهرة العروض السهلة المعروفة ذات الجماهيرية أم تقدم العروض الثقافية التي تسهم في الارتقاء بالذوق والتعريف بالتراث الإنساني؟ أتمني أن يكون الأخير هو اختيارها وخاصة أن لديها حاليا رصيداً كبيراً من الأوبرات القصيرة والتي بعضها يتضمن حوارا باللغة العربية كما لديها سيمفوني وكورال وموسيقي حجرة ومختارات قصيرة للباليه لأن هذا ما تحتاج الأقاليم معرفته وخاصة مدن الصعيد المحرومة من الخدمة الثقافية.. الخطوة هامة ويجب النظر إليها بعين الاعتبار.