عندما حرم الله الظلم علي نفسه كان رحيما بعباده ويعلم أن الظلم كسر للنفس البشرية وتضيع به الحقوق بين الخلق وهو الطريق الموصل إلي الجحيم من هنا كان الله حريصا علي عباده بالبعد عن الظلم فقد حذر الله في كتابه العزيز واحاديثه القدسية وقال تعالي "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار" "24" سورة إبراهيم ويقول سبحانه وتعالي "يوم يعض الظالم علي يديه. يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً "يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا.. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" "2730" سورة الفرقان. هذا التحذير الالهي من الظلم رحمة من الله لخلقه لكن هناك من استهواهم حب الشهوات وسيطرت علي عقولهم العظمة والكبرياء واتخذوا من الظلم وسيلة لتحقيق مأربهم وفرض السيطرة علي الغلابة والفقراء لكن الله سبحانه وتعالي يدافع عن المظلوم بتسخير اولاد الحلال الذين يقفون بجوار المظلوم لنصرته وينتقم الله من الظالم. منذ يومين قام ضابط شرطة بتلفيق قضية مخدرات لسائق سيارة ميكروباص عقابا له علي محاولته اسبقية المرور أمام الضابط لكن وكيل نيابة 6 أكتوبر ضرب المثل الاعلي في الصدق والشفافية والايمان وكشف المستور وتبين أن الضابط هو الذي لفق القضية للسائق وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الضابط. هذه الواقعة فريدة من نوعها في هذا الزمن العجيب كيف يتم حبس ضابط بسبب سائق ميكروباص لكن هذه الواقعة ذكرتني بواقعة مماثلة في التسعينيات وقت أن كنت محرراً في قسم الحوادث وتوجهت إلي نيابة مدينة نصر لمقابلة صديق لي كان يدعي محمد رضوان وكيل نيابة مدينة نصر وعندما وصلت مكتبه وجدت حركة غير طبيعية خارج المكتب وعندما شاهدته وجدته ثائراً وغاضباً لدرجة أنه لم يشاهدني وعندما فاق من غضبه جلس يضرب كفا علي كف سألته ماذا حدث قال لي ان هناك فتاة طالبة بكلية الهندسة من أسرة فقيرة بالشرقية حاولت أن تجد وسيلة لتدبير دخل شهري لها للانفاق علي تكاليف الدراسة بالكلية فأشارت اليها زميلة بالكلية أن تتوجه إلي مكتب خدمات في مدينة نصر للعمل به بعد الظهر وتوجهت الطالبة الغلبانه إلي هذا المكتب دون أن تدري بما يخبئه لها الزمن وعندما وصلت إلي العنوان طرقت باب الشقة وبسرعة وجدت الباب مفتوحا فسألت الشخص الذي فتح الباب عن مدير المكتب فانقض عليها وادخلها الشقة بمساعدة شخص آخر تعالت صرخات الفتاة لكن لم تجد من يرد علي صرخاتها فأبلغوها انهم ضباط مباحث وأن هذه الشقة كانت تدار للدعارة وانها هي من ضمن الشبكة وجاءت للحصول علي نصيبها لكن الفتاة بريئة ولا تعلم شيئا عن هذه الشبكة فألقت بنفسها علي الارض وقبلت حذاء الضابط خشية افتضاح أمرها وهي بريئة وطلبت منه أن ينقذها من هذه الورطة التي وقعت فيها فانها تحملت الفقر فكيف تتحمل العار والفضيحة وهي تبحث عن عمل شريف للانفاق علي دراستها لكن الضابط حرر محضراً مشيراً إلي أنها من بين شبكة الدعارة بهذا المكان لكن عند استجوابها النيابة فصحت بكل الصدق والصراحة عن هذا الملعوب الذي وقعت فيه.. وتبين لوكيل النيابة محمد رضوان أن الفتاة صادقة في فأمر باخلاء سبيلها من سراي النيابة واستبعادها من القضية لانها مظلومة وقد اثبتت تحريات المباحث أن الفتاة بريئة لكن ظروفها الصعبة هي التي قادتها إلي المكان المشبوه. ورفض الاستجابة لما ذكرة الضباط في المحضر. وبعد أن نشرت الواقعة في جريدة المساء تلقيت اتصالا تليفونيا من شخص يدعي كامل ابوكرم صاحب شركة مقاولات وطلب مني مساعدته في الوصول إلي منزل هذه الطالبة لمساعدتها في مصاريف الدراسة حتي تخرجها علي نفقة الشخصية وتم هذا بالفعل اكرم الله محمد رضوان وكيل نيابة مدينة نصر في التسعينيات والحاج كامل ابو كرم صاحب شركة المقاولات الذي شارك في انقاذ هذه الطالبة المظلومة وتكرر هذا المشهد الجميل من وكيل النيابة في مدينة 6 أكتوبر منذ يومين وانقذ "سائق" كاد يدخل السجن في قضية مخدرات ملفقة وكم من ابرياء يعيشون في السجون ولكن يا هل تري كيف يعيش الآن من لقف هذه القضايا وماهو الذي استفادة من هذا الظلم وهناك فرق بين من يرفع الظلم عن مظلوم وبين من يظلم بريئا.