في 19 أكتوبر الماضي نشرتم رسالتي عنها تحت عنوان "يا لها من رائعة" والتي تحدثت فيها عن احدي شقيقاتي وكيف أنها لم تترك لأزمتها الموجعة لوقفتها مع زوجها السابق أن تكسرها حين تنكر لوقفتها بجانبه ثم رحلة صعوده لعالم الأغنياء وزواجه عليها؟! وكيف أنها بدأت تنظر للحياة بصورة مغايرة تماماً عما أعتدته واخوتي منها فاستأثرت برعاية شقيقتنا المسنة والمعاقة ذهنيا "78 سنة" حين اعتذرت دار المسنين عن بقائها لديهم لحاجتها لرعاية فائقة لا يقدر عليها طاقم التمريض!! وهنا فاجأتني أختي الرائعة بأنها هي التي ستتولي رعاية الشقيقة العجوز صاحبة الظروف الخاصة رغم أنها كانت حتي الأمس القريب تتأفف من خدمة مريض في مثل ظروف شقيقتي لا تتحكم في نفسها!! فاجأتني أختي وظلت تردد علي اخوتي هذه العبارة: "طول ما أنا عايشة لن أفرط في رعايتها.. ليه تحرموني من الثواب.. حرام عليكم". يواصل: واليوم يحزنني أن أبعث اليك وقراء النافذة بهذا الخبر. فشقيقتي الغالية تعرضت لأزمة صحية مفاجئة أدت لوفاتها في أيام معدودة.. رحلت من كانت ترعي شقيقتنا المريضة وهي بكامل صحتها ليصدق فيها قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "فكم من صحيح مات بغير علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر". باختصار وفاة أختي المفاجئ أعادني واخوتي للمربع الأول وهو من سيرعي الشقيقة المسكينة؟!.. موقف جعلنا نفكر في البحث لها من جديد عن دار مسنين إلا ان زوجتي الشابة رفضت تماما وقالت "أنا التي سأتولي رعايتها من الألف إلي الياء.. لا تحملوا هما". موقف نبيل من زوجتي طمأنني كم انني احسنت الاختيار وانه مهما فارق السن بينك وبين شريك الحياة.. بيني وبين زوجتي 20 عاما فلا توجد معضلة طالما ان الاخلاص والوفاء هما معيار التعامل بينهما..!! وبقدر حزني علي فراق اختي الحبيبة بقدر سعادتي بموقف زوجتي الكريم ووفائها بما عاهدتني به واخوتي من حسن رعاية وعناية بالأخت المسنة لتؤكد وبحق كم من الشقيقات في حياتنا لم تلدهن أمهاتنا. صديق الباب: إسماعيل حسن عيد الإسكندرية المحررة : خالص عزائي لك واللأسرة ياشيخ "اسماعيل" وكم هي قصيرة الحياة "ولله ما أخذ ولله ما أعطي" .. ورحم الله شقيقتك التي كانت تستشعر بقرب المنية ما جعلها تلتف وكما ذكرت في تعليقي علي رسالتك الأولي "يا لها من رائعة" إلي ما هو أنفع وأبقي لها في الأخرة حين تركت بريق الدنيا وبحثت عن الخير الأدوم والثواب الأعظم ولم تجد أفضل من رعايتها لشقيقتها المسنة فهنيئا لها بحسن الخاتمة. أما زوجتك الشابة باراك الله في عمرها ما كان لها القيام بهذه المبادرة الإنسانية الكريمة وتكفلها بخدمة شقيقتك المريضة الا حينما أيقنت انها باتت في وسط عائلة تتقي الله وتعرف قيمة التراحم فيما بينها وهي صفات تطمئنها بلاشك ان عطاءها سيذهب لمن يستحقه ويقدره.. فمن تشغله أحوال شقيقاته ويترفق بهن من المؤكد لن يبخسها في يوم من الأيام حقا من حقوقها. ** وداعاً .. اخفاقات الماضي أصر علي مقابلتي ليخبرني وأصدقاء الباب أنه علي الطريق الصحيح ويسعي بصدق علي تحويل اخفاقات الماضي إلي نجاحات فالكلية التي كان يتمني الالتحاق بها عقب حصوله علي الثانوية العامة صار الآن منتسباً لها. يقول القارئ "أحمد حسين" من الغربية لقد تقدمت بأوراقي لكلية حقوق طنطا "تعليم مفتوح" وسأبدأ في دراستي للقانون والتشريعات المختلفة.. التحقت بالكلية التي تأخرت عنها عشر سنوات حين أصر والدي رحمه الله علي أن التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ولم يكن لأعارض وبدأت الدراسة رغما عني حتي حصلت علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 2005 لكنني لم أعمل وأري أن دراستي اليوم للقانون ستفتح أمامي أبواب عمل كثيرة.. فادعوا لي .. انتهت المقابلة.