أصبحنا في أشد الحاجة للاستماع ومشاهدة الأعمال الكوميدية التي تساعدنا علي التخلص من حالات الاكتئاب "المزمن" والخروج من الأجواء التي نعيشها في السنوات الأخيرة وتحيطنا من كل الاتجاهات. لماذا لا تعيد الإذاعة تقديم بعض البرامج الضاحكة مثل برنامجها الراحل الشهير "ساعة لقلبك" خاصة أن الإعلامي الكبير "فهمي عمر" بارك الله في عمره والذي كان يتولي تقديم هذا البرنامج لسنوات طويلة.. الحمد لله.. مازال حيا يرزق وفي كامل لياقته الذهنية ويستطيع التعاون والإشراف علي طاقم جديد تختاره الإذاعة لإعادة تقديم البرنامج وغيره من برامج المنوعات الخفيفة مثل: جرب حظك. الغلط فين. أمشير أفندي.. يا عباد الله.. يا جهابذة ماسبيرو.. الكوميديا مطلوبة أيضا في المسلسلات والأفلام.. ولكن خطورتها أن الكثير من الأعمال التي يتم تقديمها علي أنها كوميدية نجد معظمها تتجه نحو الإسفاف بدون مضمون أو هدف.. والخوف كل الخوف أن تؤثر تلك النوعية من الكوميديا علي سلوكيات شبابنا وأطفالنا.. كما تساعد علي تدمير القيم والأخلاق التي يجب أن نحافظ عليها.. وألا يقف العمل علي الضحك فقط. وفي حالة تقديمكم برامج الكوميديا والمنوعات سوف ترحمونا من كل هذا الكم من العنف والإرهاب والدبح والقتل والخطف والاغتصاب وآكلة لحوم البشر ومصاص الدماء والموتي تعود للحياة للانتقام من الأحياء.. كل ذلك نسمعه من الراديو ونشاهده علي شاشة التليفزيون طوال النهار والليل.. والغريب أن كل هذه النوعية من البرامج والنشرات التي تبث أخبار العنف ويشاهدها الملائكة الصغار الذين يجلسون طويلا أمام الشاشات التي لا تراعي المراحل السنية لمن يشاهدونها. وسؤال إلي "عمالقة" الفضائيات: اليس ما تبثونه هو العنف نفسه والذي يقتحم منازلنا وأنديتنا والكافيتريات عنوة مما ساهم في انتشاره.. في غيبة الآباء والأمهات لإنشغالهم الدائم بأمور الحياة وتوفير سبل العيش للأبناء. بصراحة.. معظم ما تقدمه الفضائيات الآن جرائم ترتكب في حقنا وحق أبنائنا ولابد من وقفه حاسمه لمواجهتها حتي يعود الإعلام قوة ناعمة مؤثرة "ويا إعلام" "نكسة".. كسفتونا جاتكم "وكسة"!..