للأسف الشديد.. هناك بعض ضباط الشرطة يتسببون في "عكننة" العلاقات بين رجال الأمن والناس.. هؤلاء الضباط القلائل لا يقدرون تضحيات زملائهم الذين يتصدون بشدة لقوي الإرهاب ويضحون أحياناً بأرواحهم ليعيش المواطنون في أمن وسلام. الناس ينظرون الآن لرجال الشرطة نظرة احترام ومودة نتيجة لما يقوم به رجال الأمن في مواجهة الخارجين عن القانون سواء أكانوا إرهابيين أو مجرمين من أي نوع.. وعادت عبارة "الشرطة في خدمة الشعب" هي التي تسود العلاقات بين الجانبين. لكن البعض من ضباط الشرطة لا يريدون الحفاظ علي هذه العلاقة.. نعم هي حوادث فردية تحدث في كل فئة من الفئات.. ولكن حدوثها من رجل الشرطة بالذات تجعله هدفاً.. بل تجعل جهاز الأمن كله هدفاً للهجوم.. والبعض من الناس ينسي في ذلك الوقت تضحيات الشرطة.. ولا يتذكر إلا ما قام به هؤلاء الضباط من اعتداءات علي المواطنين دون مبرر. من يقوم بهذه الأعمال من الضباط هم أصحاب الرتب الصغيرة من ملازم حتي رائد لأنه يري أن زي الشرطة الذي يرتديه يضمن له الهيبة ويجعل الناس يعملون له حسابا.. ومن هنا فإننا نتوجه إلي السيد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ليعطي تعليمات واضحة وصريحة ومشددة بأن يتعامل رجل الشرطة مع المواطن حتي ولو كان مخالفاً بالقانون ويترك للنيابة العامة تقديمه للمحكمة التي تصدر حكمها فيه إما بالإدانة أو البراءة. دفعني إلي كتابة هذا المقال قيام الضابط محمد إبراهيم معاون مباحث قسم شرطة أول بمدينة الإسماعيلية بالتوجه إلي صيدلية الدكتورة ريم أحمد الواقعة في شارع الأهرام بمنطقة المحطة الجديدة.. وكان يقف في الصيدلية زوج الدكتورة ريم وهو الدكتور عفيفي حسن طبيب بيطري.. وقام الضابط بالتعدي علي الدكتور عفيفي بتحريض من مالك العقار. وقد اصطحب الضابط الدكتور عفيفي إلي قسم الشرطة ويبدو أنه أصيب بصدمة وتم نقله إلي المستشفي الذي ذكر أنه أصيب بنوبة قلبية توفي علي أثرها فجر يوم الجمعة الماضي. كانت مديرية أمن الإسماعيلية قالت إن الطبيب وزوجته متهمان في قضية إحراز مواد مخدرة منذ العام الماضي. وأن الضابط توجه إلي الصيدلية بناء علي إخبارية بقيامهما ببيع مواد مخدرة داخل الصيدلية. والسؤال هنا: هل هذا الضابط أخذ إذناً من النيابة لتفتيش الصيدلية؟! أم ذهب إليها من تلقاء نفسه واعتدي علي الطبيب المتوفي وأخذه إلي القسم حتي فارق الحياة؟! الدكتور صفوت عبدالمقصود نقيب الصيادلة بالإسماعيلية قال إنه لا يجوز مطلقاً الدخول إلي صيدلية إلا بوجود التفتيش الصيدلي وبإذن من النيابة العامة وهو ما لم يتوافر مع الضابط أثناء اقتحامه للصيدلية. المواطنون في الإسماعيلية كما ذكرت البوابة نيوز اجتاحتهم حالة من الغضب بسبب تلك الواقعة. وطالبوا بالتحقيق فيها وفي ملابساتها وإعلان نتائجها للرأي العام. اللواء علي عزازي مدير أمن الإسماعيلية أصدر قراراً بوقف الضابط محمد إبراهيم عن العمل وسحبه من قوة القسم لحين انتهاء التحقيقات بعد أن أخلت النيابة سبيله بعد أن اتهمته الدكتورة ريم بالتسبب في وفاة زوجها. لعلنا جميعاً نتذكر حادث "سيدة المطار" التي اعتدت علي رجل شرطة برتبة عميد وشاهد الجمهور عصبيتها وهي تهاجمه وتضربه في كتفه دون أن يحرك ساكناً.. وقد أحيلت إلي المحاكمة التي قضت بحبسها. لماذا لا يتعلم أصحاب الرتب الصغيرة من كبار قادتهم ويتعاملون طبقاً للقانون مع المخالفين.. المخالف في هذه الحالة سيأخذ جزاءه.. والضابط لا يخل بسمعة رجال الشرطة. للعلم: الطب الشرعي يؤكد أن الطبيب البيطري مات بكدمة خلف العنق!!