* سيدتي: أقسم لك أنني علي وشك الجنون.. هل هناك أب يغار من أولاده ويعتبرهم السبب لو طلقني!! هذا هو حالي مع زوجي المجنون وبدون مبالغة.. فقد وصل به الحال أنه طلب مني أن أعطيهم لأمي حتي تربيهم أما هو فلم يعد يطيق "دوشتهم" ولا يرغب بهم. وحاولت معه ولكنه يصر فقلت له بل تذهب أنت لأمك لتعيد تربيتك فقام بجمع ملابسه وترك البيت والغريب أن أمه تقول لي اعطني الولد واعطي البت لأمك وعيشوا حياتكم.. فأي حياة بعيدا عن أولادي وأي حياة تلك التي اعيشها مع هذا الأناني الذي بلغ الثلاثين ومازال يرغب في أن يعيش حياته كمراهق يجري ويسهر ويلعب ولا يتحمل مسئوليته كأب لماذا أنجبنا إذن؟ سألته ذلك السؤال فقال لكي تشبعي أمومتك وأثبت للجميع أنني رجل!! هكذا يفكر زوجي فماذا أفعل علما بأنني لا أعمل ولا أجد العمل الذي لا يضر بترك طفلين توأم بمفردهما وهما لم يكملا عامهما الثالث.. بربك دليني هل الطلاق هو الحل؟ ** عزيزتي: الطلاق كلمة بشعة ويهتز لها عرش الرحمن غضبا.. فلا تفكري فيها قبل أن تفكري في الحلول.. المعلومات التي كتبتها عن زوجك غير كافية ولكننا سنمسك بالخيط الذي منحته لنا رسالتك قدر المستطاع.. أولا هذا الزوج مازال طفلا مدللا ولا يري غير نفسه وقد تربي علي أن يكون أنانيا لا يري غير نفسه ولا يبصر غير صورته ولا يلبي غير طلباته وهذا العيب في تربيته مسئولة عنه أمه التي مازالت تغذي هذا فيه والدليل طلبها بأن تقسمي أطفالك بينها وبين أمك لتلبي الطلب الأناني لطفلها الذي أراد أن يثبت ذكورته وليس رجولته.. فالرجولة التزام ومسئولية وهو لا يملك هذا إذن هو ذكر ربما يصبح رجلا وربما لا!! لذلك عليك أولا بالحوار معه وإخباره بأنه يخسر أجمل الميزات التي منحه الله إياها وهي أن يصبح أبا ومسئولا عن أولاد غدا يكبرون ويصبحون سندا له ماديا ومعنويا.. وغدا يفارقونه لبيوتهم وأعمالهم.. فإن كان زارعا للعطاء والحب والايثار حصدهم وإن كان زارعا للأنانية والعقوق حصدها.. فأولادكما حصاد ايديكم.. ابلغيه أن الزواج ليس متعة وأن مسئوليته مفروضة عليه ليست رفاهية أو اختيارية.. وأعلميه أيضا أن ما يفعله لن يعود عليه إلا بالخسارة وأنك لن تتركي أولادك ليتربوا بعيدا عنك حتي وإن كانت امهاتكما هما الراعيتان لهما. ولكن دعيني اسألك السؤال الواجب هنا.. هل تعطين هذا الزوج حقه من الرعاية والاهتمام والحب.. فمازلتما في بداية مشواركما ولربما شعر بإهمالك له خاصة مع وجود توأم حفظهما الله لك.. تنشغل المرأة وتهتم بالوافد الجديد ناسية الزوج وتختلف هنا ردود الأفعال فهناك من يخون ويقبل بانشغال الزوجة وهناك من يتفنن في النكد عليها وعلي أولادها كشكل من الاسقاط النفسي لحالة فقده للرعاية وهناك الطفل الأناني كزوجك يتعامل بندية مع أطفاله ناسيا انه الراعي لهم وانه المسئول عن رعيته فهو الولي لهم ولا يوجد غيره. واسأليه هل يحب أن تنفصلا وتتزوجي بآخر يكون لهم الأب البديل؟ وإن لم يتحسن فهناك أحد أمرين الأول أن يذهب زوجك لمستشارة صحة نفسية أو تشرفاني بالحضور فأنتما بحالة لمعالج أسري يجلس معكما أنتما الاثنين.. فكري وانتظر ردك لكن لا تتخلي عن أبنائك ولا تنفصلي حتي تؤدي ما عليك من إعادة تأهيل زوجك فربما كسبت زوجا رجلا لا زوجا كالأطفال.