نعم.. كل مؤسسات الدولة بلا استثناء مستهدفة من الإرهاب لكننا نتحمل توابع هذا الاستهداف مهما كلفنا أو اثر علي معيشتنا.. والمتابع لما يجري يدرك جيداً أن هناك 3 مؤسسات اكثر استهدافاً هي الجيش والشرطة والقضاء لأنها حائط الصد عن البلاد وتحمي حقوق العباد.. واي دولة في العالم تسقط مؤسساتها العسكرية والأمنية والقضائية بالذات فإن هذا معناه ضياع الدولة ذاتها بما فيها ومن فيها.. وهذا ما يريده الظلاميون "خوارج العصر". المعركة الميدانية للجيش والشرطة مع الإرهاب مستعرة وهما يواجهان هؤلاء "الكفرة" بشجاعة وصلابة ويسقط لهما شهداء ومصابون علي مدار الساعة دون أن يفت ذلك في عضدهما وعضدنا. وهناك معركة أخري لا تقل خطورة عن الحرب الدائرة ميدانياً مع الإرهاب.. معركة تستهدف اسقاط القضاء.. والسؤال : هل اسقاطه أمر مهم بالنسبة للإرهابيين؟؟.. والرد قولاً واحداً : نعم.. نعم.. نعم. ارجعوا إلي الأمس البعيد.. وتذكروا كلمة وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما رأي أوروبا وخصوصاً ألمانيا وانجلترا وقد تحولت البلدان الي خربات واطلال وسأل سؤالاً مهماً وذكياً وله مغزاه : وما حال القضاء؟؟.. فقالوا : بخير.. رد فوراً : إذن كل شيء سيصبح جيداً.. وهذا ما حدث فعلاً.. فالقضاء هو رمانة الميزان في أي دولة ومن هنا يريد الإرهابيون ان يحطموا هذا الميزان لتعم الفوضي والخراب. ارجعوا إلي الأمس القريب.. بعد احداث 25 يناير "السوداء".. فقد استهدف المخربون الممولون من الخارج والداخل المحاكم والنيابات.. وتذكروا ايضا ماذا فعل صبيان الإخوان خلال حكمهم من محاصرة المحكمة الدستورية العليا ودار القضاء العالي وغيرهما من صروح العدالة.. وحاولوا اسقاط "القضاء" لنشر الفوضي والجريمة ودون رادع. اليوم.. يكررون نفس السيناريو بطريقتين : * الأول.. حملات ضخمة تحت ذريعة "حرية الرأي والتعبير" تهاجم القضاء واحكامه علانية وتصفها بأنها مسيسة وتتهم القضاة بالحصول علي اموال لا يستحقونها في حين أن الشعب يئن من الفقر.. ومع ان هذا هراء فإن هناك بلاداً وفي مقدمتها بريطانيا يحصل فيها القضاة علي مستحقاتهم بشيكات علي بياض.. هم الذين يحددون المرتبات حسب احتياجاتهم. * الثانية.. تهديدهم بالقتل أو تصفيتهم جسدياً بالفعل لبث الرعب في نفوسهم ودفعهم الي الابتعاد عن منصة القضاء مثلما حدث مع 6 من اصحاب المقام الرفيع.. أربعة منهم منذ شهور اثناء عودتهم من العريش ثم النائب العام الشهيد واخيراً اثنان أمس الأول في هجوم انتحاري علي مقر اقامة القضاة المشرفين علي الانتخابات البرلمانية بالعريش. وجريمة أمس الأول.. لها هدفان لا ثالث لهما : 1 محاولة تعطيل الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل. 2 الاعتقاد بأن "التصفية" تبث الرعب في نفوس القضاة فيمتنعون عن الاشراف علي الانتخابات في مرحلة الاعادة مما يصيبها بالعوار وهناك اعلام "عرة" جاهز لتسويق ذلك.. كما يمتنعون عن اعتلاء منصة القضاء فتضيع حقوق العباد وتنتشر الفوضي والجريمة دون رادع أو محاسب.. وهذا هو المطلوب. انها احلام يقظة لاناس مرضي واغبياء لن تتحقق ابداً.. فالقضاة مصرون علي الاستمرار وعدم الانسحاب من المشهد سواء بالنسبة للانتخابات أو التقاضي مهما كلفهم ذلك.. ومن ثم فإن القضاء لن يسقط أبداً.. مثله مثل الجيش والشرطة وباقي مؤسسات الدولة.. كلنا مستمرون.. والله معنا. اعزائي القراء.. انتظروني بعد غد إن شاء الله.. في مقال "صادم جداً".