أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الاستقرار الأمني والسياسي ضروريان للعمل والاستثمار في مصر مشيرا إلي أن الجيش المصري يجابه الإرهاب لحماية البلاد وأنه لا توجد جماعة باستطاعتها هزيمة الدولة. وقال الرئيس في حديث لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أذيع الليلة الماضية انه ليس لدينا بمصر فرصة لتحسين حياة المواطنين إلا من خلال خطة اقتصادية طموحة. لافتا إلي أن حل جميع المشكلات التي تواجه مصر ستستغرق وقتا لحلها ونعمل علي تخفيف معاناة البسطاء. أكد الرئيس السيسي أننا نعمل علي تحسين المناخ الأمني والتشريعي أمام المستثمرين وأننا قمنا بحل مشكلات الطاقة في مصر للتيسير علي المستثمرين.. وأشار إلي أن التحدي الأكبر الذي تواجهه مصر هو الوعي بمفهومه الشامل. مضيفا ان الوعي المصري تطور خلال الخمس سنوات الماضية بشكل كبير وأن هناك تجربة صقلت الشعب المصري بشكل كبير وأن الصورة أصبحت أكثر وضوحا لدي الشعب المصري. وأوضح ان المصارحة مع الشعب هي أفضل السبل الآن علما بأن هناك وجهة نظر تدعو إلي عدم كشف كل الحقائق.. إلا أن مخاطر عدم الحديث أكبر من الحديث نفسه. أضاف الرئيس أن هناك إرادة للشعب المصري بدليل ان هناك ملايين من المصريين تحركوا مرتين في 25 يناير و30 يونيو مشيرا إلي أن الجيش كان لابد أن يحترم إرادة الشعب في 30 يونيو لأن البديل كان خطيرا قد يؤدي إلي حرب أهلية وانه كان هناك العديد من التحذيرات حول هذه النقطة. وردا علي سؤال حول ما إذا كان الجيش المصري قادرا علي التخلص من ظاهرة الإرهاب أكد الرئيس ان أجهزة الدولة الوطنية التي تجابه الإرهاب أمر وتجارب الدول في مواجهة الإرهاب أمر آخر. أشار إلي أن أي جماعة لا تستطيع هدم دولة مشيرا إلي أن فكرة القضاء علي هذه الجماعات هي مسألة وقت موضحاً أن القوات المتواجدة علي الأرض في سيناء تعمل في مواجهة هذه الجماعات وأن هناك محاذير في التعامل بألا يتم سقوط ضحايا أبرياء في المجابهة مع هذه الجماعات ولكن عندما يسقط ضحايا من السكان المدنيين في سيناء نقوم بشكل مباشر وسريع بتعويض هؤلاء الأبرياء.. قال ان ثمن الاستقرار والتنمية الذي هو نعمل ونقوم به في سيناء بحيث يتم التخلص من هذه العناصر مشيراً إلي أن الوضع الآن أفضل مما كنا عليه في الماضي لأنه كانت هناك عناصر وجماعات مسلحة بمعدات ولديها حرية حركة في سيناء وتسيطر علي جزء صغير من هذه الأرض وكان ذلك غير مقبول. أضاف أن هذه الجماعات كانت تحاول عرقلة حياة السكان وهم أهلنا في سيناء والآن قطعنا مسافة كبيرة وبلغت نسبة القضاء علي هذه العناصر والجماعات المسلحة بنسبة 90 في المائة حتي الآن. ورداً علي سؤال بشأن وجود خطة واضحة للاقتصاد المصري قال الرئيس إن هناك خطة اقتصادية طموحة ونعمل في هذا الاتجاه الآن علماً بأن مصر عانت خلال الأعوام الماضية بسبب الاقتصاد ولأن عدد السكان الكبير يحتاج جهداً كبيراً لتحقيق آمال هذا الشعب. وأوضح أن استمرار حالة الثورة خلال الأعوام الخمسة الماضية كان لها تأثير علي الاقتصاد في البلاد مشيراً إلي أن هناك خطة واضحة المعالم مخطط لها حتي عام 2030 وتساءل قائلاً: كيف نجعل هذه الخطة قابلة للنجاح والتنفيذ؟ واستشهد الرئيس بخطة حل مشكلة الكهرباء في البلاد والقضاء علي انقطاع الكهرباء بشكل مستمر. وأن هذا ما تم بالفعل. علماً بأن هذه المشكلة كانت ولازالت في دول أخري ولم تحل حتي الآن. وأكد الرئيس أن الدولة لديها خطة اقتصادية طموحة للارتقاء بمعيشة المصريين واتاحة الفرصة لكل المستثمرين العرب والأجانب بالعمل في مصر وازالة كل المعوقات للاستثمار في مصر. واستعرض الرئيس عدداً من المشاريع والتعاقدات التي أبرمت في شرم الشيخ مع عدد من المستثمرين العرب والأجانب وكانت واعدة.. وقال إن المطلوب الآن هو التحرك بسرعة وتنفيذ هذه المشاريع علي الأرض. وحول العملة المصرية.. أكد الرئيس السيسي أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الاستقرار للعملة المصرية مع الوضع في الاعتبار أن نترك للمسئولين فرصة القيام بأعمالهم. وقال إنه ليس من أول اشكالية يكون هناك اجراء. بل يجب أن نترك من يعمل في وظيفة عامة أن يطمئن حتي يعمل. وفيما يتعلق بالبرلمان القادم الذي يترقبه المصريون أكد الرئيس أن هذا البرلمان سيكون مسئولاً عن الرقابة والتشريع وأنه بصفته مسئولاً.. سيكون متعاوناً بقدر الامكان مع البرلمان لأنه يمثل الشعب المصري موضحاً أنه لا يتعامل مع الشعب المصري علي أنه رئيس دولة ولكن يعتبر نفسه في مهمة يحمي فيها أهله وناسه من كل شر. وأن نجاحه في ذلك سيكون مبعث فخر وسعادة. وحول المصالحة الوطنية.. وعما إذا كان من الممكن أن تكون هناك مصالحة مع الإخوان علي غرار المصالحة مع بعض رجال الأعمال من النظام السابق.. قال الرئيس السيسي إن المشكلة أصبحت موجودة عند المصريين والرأي العام. لأن المصري بالتعبير المصري "واخد علي خاطره".. الشعب غضبان وبيقول "ليه عملتوا كده فينا" لأن الموضوع لم يكن يستحق كل هذا. مضيفاً أنه كان يجب أن نشارك كلنا مع بعض في بيان 3 يوليو ونتجنب الأزمة التي حدثت. ولكن هم "الإخوان" لجأوا الي العنف وكانت هناك التفجيرات هنا وهناك. وقال الرئيس إن المصريين فعلاً غاضبون لأن الذي حصل بالفعل صعب جداً ومر عامان. وكان ممكن البلد تضيع. وأضاف: الجيش والشعب جزء واحد. ولا أحد يستطيع التحدث الآن عن المصالحة. وأن الأزمة التي حدثت كان ممكن أن تنتهي في بيان 3 يوليو. ولكن أصبح الآن يوجد مجابهة.. ما يسمي بالعمل العنيف والإرهاب والتطرف. مشدداً علي أن الشعب دفع ثمناً كبيراً جداً وقدم شهداء من الجيش والشرطة في هذه المجابهة. وهذا ما لم يتم نسيانه. وحول العفو والإفراج عن بعض الناشطين. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن "الدولة تقوم بشكل مستمر بدراسة هذا الموضوع وعند الوصول الي فرصة حقيقية للتخفيف عن هؤلاء نقوم بالعمل علي ذلك وتم تنفيذ ذلك أكثر من مرة. وأكد الرئيس أن الدولة قامت بتشريع قانون التظاهر بهدف تنظيم التظاهر وليس منعه.. مضيفاً أن من يريد أن يعبر عن رأيه بكل حرية في مكان معين لن يتم رفض ذلك. ولكن لا نقبل أن يكون التظاهر القيام بأعمال شغب وتدمير الممتلكات. أشار الي أن أحد أسباب الاستقرار في الدولة هو الجيش المصري الذي عمل علي منع سقوط الدولة.. كما نشاهد في دول أخري تعاني من ذلك الآن.. مؤكداً أن "الجيش في مصر لم ينخرط في السياسة.. ومنذ ثورة 1952 الجيش لم يتدخل في الأمر إلا عام 2011 لما طلب منه الشعب وانحاز له ولم يفعل شيئاً آخر.. والظروف فرضت عليه ذلك ولم يقم بأي إجراء آخر". وحول نظرته للمرأة المصرية. أكد الرئيس السيسي أنها تبذل جهوداً وتتحمل المسئولية وتخاف علي أسرتها وعلي بلادها. مشيراً الي أنه يحترم المرأة وبالأخص المرأة المصرية ويقدم لها كل التقدير والاحترام. وعن موقف مصر تجاه سوريا. أكد الرئيس السيسي أن كل ما نتحدث عنه بشأن أشقائنا في سوريا وليبيا وفي أي دولة من الدول العربية هي.. إرادة شعب.. والاستقرار.. ومكافحة التطرف. وأوضح الرئيس السيسي أن موقف مصر تجاه سوريا منذ عامين لم يتغير وهو "إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.. واحترام إرادة الشعب السوري.. وعدم تجزئة أو تفتيت الدولة السورية.. والتخلص من العناصر الإرهابية التي تشكل خطرا علي الأمن والاستقرار.. وإعمار سوريا وهذا هو موقفنا تجاه سوريا ولم يتغير. وعن المبادرة المصرية بشأن سوريا قال الرئيس: هناك جهد دولي موسع لإيجاد حل ومخرج للأزمة السورية ومصر تشارك في ذلك الجهد.. وعن رؤية مصر لإيران وامتلاكها السلاح النووي. قال الرئيس السيسي إن مصر ضد أي حرب جديدة في الشرق الأوسط لأن المنطقة مضطربة بما يكفي وأي إضافة لها لن يكون في صالحنا بالكامل.. وكما قلت إن مصر جزء من الأمن القومي العربي لا يمس.. ومسئولية ذلك تقع علينا وعلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وبمنتهي الوضوح تحدثت عن ذلك. مؤكداً أن مصر ليس لها علاقة مع إيران. أضاف الرئيس أن علاقة مصر بالسعودية قوية وليس هناك خلاف معها وأن الانطباع بأن هناك علاقة غير جيدة معها غير موجود علي الإطلاق بل إن هناك شراكة بيننا وبين الأشقاء في السعودية.. فهناك تحالف بيننا ونحن في اليمن وقواتنا البحرية والجوية هناك. وعن تقديم دعم مالي من السعودية لمصر قال الرئيس ممكن أن يكون هناك استثمارات مصرية وسعودية وأقصد خليجية ولا يمكن أن نستمر في الاعتماد علي المساعدات. وعن الانزعاج من الفكر الناصري الذي يمكن أن يظهر علي الرئيس السيسي قال الرئيس إن أدبيات هذا الفكر كان في عصره ومضت 50 سنة مع كل التقدير والاحترام لهذا الفكر ولكن الواقع الذي نحن نسير فيه ليس ذلك إطلاقاً.. وأنه ليس ضده أو يوجه الانتقاد له. قال الرئيس السيسي: لماذا يتم شخصنتي بذلك فالظروف التي تمر بها مصر الآن غير التي كانت موجودة منذ 50 عاماً وأيضاً الظروف الدولية والإقليمية وهناك واقع جديد في كل شيء. وعن علاقة مصر بقطر قال السيسي: نحاول بقدر الإمكان أن نعطي الفرصة للآخرين بأن يراجعوا مواقفهم معنا ولم نطور العلاقات سلباً مع أحد ولكن هي لم تتطور إيجاباً بل هي علي وضعها.. ونحن لم نعمل أي إجراء لكي نعجل تلك الإجراءات السلبية. وبشأن علاقة مصر وتركيا قال الرئيس السيسي: لا يوجد اتصالات أو وساطات بشأن تركيا.. وأقول لكل المتابعين إن تركيا عليها أن تنظر لما يدور في مصر ويفهموه جيداً. مشيراً إلي أن الموضوع ليس شخصياً أبداً. بل إرادة الشعب المصري وتفهم الأوضاع التي نعيشها ومخاطر الانزلاق لأي مشاكل أو شرور ونحن لم نتدخل في شئون الداخلية لأي أحد ونتمني ألا يتدخل أحد في شئوننا. وحول تراجع موقف مصر من القضية الفلسطينية أكد الرئيس السيسي أن مصر طلبت ايجاد حل للقضية الفلسطينية علي أساس الدولتين علي الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية فهذا موقف مصر ولم يتغير ونسعي لتكملة المشوار. وقال: علاقتنا تسمح بالعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين والقيام بدور ايجابي بشأن هذا الموضوع وإقناعهم بمنتهي الوضوح بأن ذلك سيعمل واقعاً جديداً في المنطقة العربية لو تحقق لأنه سوف يعطي أملاً للشعب الفلسطيني مشيراً إلي أن أحد عناصر الاحتقان في المنطقة سوف ينتهي وهذا حديثنا وجهدنا. وعن دور مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية قال الرئيس السيسي: تجري اتصالات من طرفنا ولكننا لسنا الفاعل الوحيد لإجراء المفاوضات بل عمل يقوم به أطراف هم الفلسطينيون والإسرائيليون وأيضاً أطراف دولية وعربية فاعلة في المنطقة وشدد علي ضرورة أن تقوم جميع الأطراف وتتوحد وتتجمع لكي تتحرك هذه المسألة ويجب أن يكون هناك اتجاهان نتحرك علي أساسهما أولهما ان يكون هناك تشكيل للكتلة الفلسطينية لكي ينجح أي تفاوض نسعي إليه والثاني نعمل علي تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي علي ااستئناف المفاوضات ولكن حتي الآن لم يتم تحقيق نتائج في ذلك الموضوع. وعن قطع الاتصالات المصرية مع حكومة غزة قال الرئيس السيسي إن الاتصالات ليست مقطوعة ولكن علي مستوي أجهزة معنية مشيراً إلي أن معبر غزة "رفح" يتم فتحه بين حين وآخر لأنه مرتبط بالاستقرار والأمن في مصر موضحاً أن الفلسطينيين عندما يعبرون المعبر فهم في ضمانة مصر أمنياً أثناء عبورهم وقال إن معبر رفح قريب من مدينة رفح المصرية والشيخ زويد والعريش ونحن نبذل جهداً كبيراً لتحقيق الأمن والاستقرار هناك وليس لدينا استقرار كامل مائة بالمائة في تلك المنطقة كما تحدثت. وعن دور مصر بشأن ليبيا قال الرئيس السيسي: نحن ندعم كل الجهود الليبية لإنجاح مفاوضات السلام وايجاد حكومة وطنية ليبية موسعة و ندعم جهود برناردينو إلي ليبيا إضافة إلي ذلك لابد ان تكون إرادة الشعب الليبي هي الحاكمة والبرلمان الليبي المنتخب يدعم شرعيته والجيش الوطني الليبي يدعم لكي يقوم بدوره في بسط الأمن في ليبيا مؤكداً أن أول العناصر بتأمين ليبيا هو الجيش الوطني الليبي ومصر سوف تدعمه ومازالت. وفي سؤال عن رؤيته لمصر بعد انتهاء ولايته التي ستنتهي بعد عامين ونصف العام قال الرئيس السيسي كل الخير.. كل الخير.. الذي تحقق في 17 شهراً والذي سيتم انجازه في عامين ونصف العام لم يتم عمله في أعوام طويلة. وبشأن المصالحة مع النشطاء والتيارات في مصر أكد الرئيس السيسي أنه ليس في خصام مع أي من النشطاء أو التيارات ولكن المطلوب أنهم لو يعلمون أن مصر البلد في خطر شديد سوف يكونون بجواري بل أمامي. وعن سؤال بشأن ترشحه لولاية أخري قال الرئيس السيسي في ختام حديثه مبتسماً "بكير أوي السؤال ده".