انتشرت في الفترة الحالية سينما "المخرج المؤلف" والتي كانت قد اختفت وأصبح من يقوم بها عددا محدودا من المخرجين الذين يجمعون بين الإخراج والكتابة حيث كان أبرزهم المخرج داوود عبدالسيد وهذه النوعية يكون المخرج والمؤلف شخصا واحدا إما مشاركا بالقصة أو السيناريو والحوار وهناك العديد من النماذج منها فيلم "هز وسط البلد" تأليف وإخراج المخرج محمد أبوسيف بطولة إلهام شاهين وفتحي عبدالوهاب وحورية فرغلي وفيلم "نوارة" الذي قامت بتأليفه وإخراجه هالة خليل وتلعب بطولته منة شلبي وأمير صلاح ومحمود حميدة وأحمد راتب وشيرين رضا وكانت هالة قامت بإخراج فيلمين من تأليفها هما "قص ولصق" لحنان ترك وشريف منير وفتحي عبدالوهاب و"أحلي الأوقات" لحنان ترك وهند صبري ومنة شلبي. يعرض قريبا فيلم "قدرات غير عادية" من تأليف وإخراج داوود عبدالسيد وبطولة خالد أبوالنجا ومحمود الجندي ونجلاء بدر وعباس أبوالحسن ويعد داوود من أكثر المخرجين الذين شاركوا في كتابة أفلامهم حيث كتب القصة لبعضها والسيناريو والحوار لبعضها الآخر كما حدث في أفلام "رسايل بحر" لآسر ياسين وبسمة ومحمد لطفي ومي كساب و"مواطن ومخبر وحرامي" لخالد أبوالنجا وهند صبري وصلاح عبدالله وشعبان عبدالرحيم ورولا محمود و"أرض الخوف" لأحمد زكي وحمدي غيث وعبدالرحمن أبوزهرة وفيدرا وغيرها من الأعمال. وينتظر محمد خان عرض فيلم "قبل زحمة الصيف" الذي كتب فكرته ويقوم ببطولته ماجد الكدواني وهنا شيحة وأحمد داوود علما بأن خان كتب القصة لعدد من الأفلام الجاهزة للتصوير والتي تأجلت طوال الفترة الماضية لأسباب إنتاجية ومن بينها الأستاذ إحسان ونسمة في مهب الريح وكان كتب من قبل القصة أو السيناريو لعدد من الأفلام التي تولي إخراجها ومنها "سوبر ماركت" و"أحلام هند وكاميليا" و"شمس". استطلعت "المساء الأسبوعية" هذه الظاهرة العائدة بقوة للسينما المصرية وسؤال مرتديها وأهل الفن عن المميزات والسلبيات من ورائها. رحب المخرج علي عبدالخالق بهذه التجارب مؤكدا علي وجودها في السينما منذ سنوات ولكنها لم تظهر بهذا الشكل المكثف. أضاف عبدالخالق: ما المانع أن يقوم المخرج بكتابة فيلمه طالما لديه الموهبة والقدرة علي سرد التفاصيل والموضوع بكافة محاوره؟ قال: عندما يقوم المخرج بكتابة الفيلم يتمكن من عرض أفكاره كاملة من وجهة نظره تجاه الموضوع. أشار عبدالخالق إلي أن هذه الظاهرة ليس لها عيوب أو سلبيات علي العمل الفني طالما أن المخرج لديه الموهبة والحس الكتابي. أكد المخرج محمد خان أن من يجمع بين الموهبتين الإخراج والكتابة يعتبر مخرجا شاطرا. قال خان: أشارك في كتابة فيلمي "قبل زحمة الصيف" مع الكاتبة غادة شهبندر حيث شاركتها بالفكرة الرئيسية وهي من قامت بكتابة السيناريو والحوار. أضاف: لا أجد هناك سلبيات من تجاربي الماضية والتي قمت فيها بنفس الشيء أو هذه التجربة حيث يكون هناك اتفاق مسبق علي كافة التفاصيل. وأثنت الفنانة شيرين رضا علي هذه الظاهرة حيث أكدت أنها انتهت من تصوير دورها في فيلم "نوارة" مع مؤلفة الفيلم ومخرجته هالة خليل. قال شيرين: بالفعل "هالة خليل" استطاعت أن تقوم بكتابة فكرة وسيناريو وحوار بشكل مؤثر ومبهر للجميع وأتوقع أنه سيفاجيء الجمهور عند مشاهدته. أكد المؤلف أحمد عبدالله علي أن السينما اعتادت علي هذه الظاهرة من أيام شارلي شابلن مشيرا إلي أنها ليست ظاهرة جديدة لأنها مستمرة حتي الأجيال الحالية من السينمائيين. أضاف: شخصيا في أعمالي أفضل أن أقدم القصة التي تمسني ولي دراية وخبرة بها وبكل تفاصيلها. أشار عبدالله إلي أن تأثره وانشغاله بفكرة أي فيلم هي السبب الوحيد التي تجعله يكتب نصا يعكس رؤيته وتصوره تجاه الموضوع. أضاف: وأحيانا أجد سيناريو يتوافق بالصدفة مع أمر يشغلني بشكل شخصي وهذا ما حدث في تجربة فيلم "ديكور" لشرين ومحمد دياب وبالتالي قدمنا العمل ثلاثتنا علي النص ليصبح السيناريو معبرا عن أفكارنا نحن الثلاثة. قال عبدالله هناك جيل حالي من المخرجين يستطيعون تأليف أعمالهم بصورة متميزة منهم عمرو سلامة وإبراهيم بطوط.. وغيرهم حيث إنهم يمثلون امتدادا للمخرج داوود عبدالسيد.