كشفت التحقيقات الأولية في حادث تحطم طائرة الشحن المصرية في الصومال أن المطار الذي كان من المقرر أن تهبط فيه الطائرة نهاري فقط وأن الطائرة وصلت إليه ليلا .. وأن قائد الطائرة بعد فشله في 3 محاولات للهبوط في المطار بسبب عدم توافر الإضاءة اللازمة والأجهزة الملاحية للهبوط الليلي قرر تحويل مساره للهبوط في أقرب مطار بديل لكنه فوجئ بعدم وجود وقود كاف داخل خزانات الوقود للطائرة فإضطر للهبوط داخل مزرعة للموز مما أدي إلي تحطم الطائرة . كان الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني قد أصدر قرارا بتشكيل لجنة من الإدارة المركزية لتحقيق الحوادث بالوزارة وسلطة الطيران المدني لمتابعة التحقيقات في حادث طائرة شركة "تراي ستار" للشحن الجوي و المسجلة بجمهورية مصر العربية وذلك بالقرب من مطار مقديشيو .. حيث أن السلطات الصومالية هي المنوط بها التحقيق في الحادث الذي وقع علي أراضيها طبقاً لقوانين الطيران المدني الدولية. كانت الطائرة التابعة لإحدي شركات الشحن المصرية الخاصة " تراي ستار " وهي من طراز الإيرباص " " قد أقلعت من مطار "اوستند " ببلجيكا وعلي متنها شحنة من الخضراوات والفواكه في طريقها الي مدينة "مقديشيو" بالصومال وتوقفت بمطار القاهرة للتزود بالوقود وتغيير طاقم الطائرة وكان علي متنها 6 أفراد "طياران ومهندس و3 فنيين هم طاقم الطائرة.. لكن الطائرة وصلت إلي المجال الجوي الصومالي بعد زوال ضوء النهار في حين أن المطار المقرر الهبوط فيه نهاري فقط وغير مجهز بالإضاءات والإجهزة الملاحية لهبوط الطائرات ليلا .. وبعد فشل 3 محاولات قام بها قائد الطائرة بمساعدة برج المراقبة الجوية للهبوط إضطر قائد الرحلة لتحويل مسار الطائرة للهبوط في أقرب مطار بديل لكنه فوجئ بعدم توفر الوقود الكافي للوصول بطائرته إلي أقرب مطار والهبوط فيه فاضطر للهبوط في مزرعة موز علي بعد 20 كيلومترا من المطار الذي كان من المقرر الهبوط فيه قبل سقوط الطائرة .. لكن العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ حياة الطاقم رغم . تصادف وجود معسكر للأمم المتحدة بالقرب من مزرعة الموز التي شهدت الحادث حيث أسرعت مجموعة من القوات إلي موقع الطائرة وقامت بنقل الطاقم وتقديم الإسعافات الأولية لهم قبل نقلهم إلي مقديشو تمهيدا لعودتهم إلي القاهرة . أكد قائد الطائرة " أشرف بيومي في إتصال مع مسئولي سلطة الطيران المدني المصرية أن قوات الطوارئ الدولية والسلطات الصومالية عرضوا عليهم نقلهم إلي أحد الفنادق لحين إنتهاء السلطات هناك من التحقيقات وعودتهم إلي مصر إلا أن طاقم الطائرة فضل البقاء داخل المعسكر لأنه أكثر أمانا بسبب النزاعات والقتال الدائر بالمنطقة من ناحية أخري أكد أحد كبار الطيارين " رفض ذكر إسمه " أنه طبقا للتشريعات الدولية في هذه الحالة أن يقوم قائد الرحلة بتغيير مسار طائرته إلي أقرب مطار بديل للهبوط الآمن بعد فشل أول محاولة للهبوط في المطار النهاري .. وأنه طبقا للقوانين كان يتعين توافر الوقود الكافي داخل خزانات الطائرة بما يكفي الوصول. للمطار البديل والدوران فوقه " الإنتظار " علي إرتفاع 1500 قدم لمدة 30 دقيقة قبل الهبوط .. وأنه قد يتبين خلال التحقيقات وجود مخالفة من شركة الطيران الخاصة بعدم تزويد الطائرة بالكمية القانونية من الوقود للإستفادة من زيادة وزن البضائع المشحونة علي متن الطائرة لتحقيق المزيد من المكاسب المادية علي حساب السلامة والأمان طبقا للتشريعات والقوانين الدولية . الجدير بالذكر أن شركة " تراي ستار " هي إحدي شركات الطيران المصرية الخاصة التي تعمل في نشاط الشحن الجوي ولا تمتلك سوي هذه الطائرة المنكوبة والتي تعرضت لتلفيات شاملة وتحطم بعض أجزائها.