ساعات قليلة ونحتفل بعيد رأس السنة الهجرية الجديدة. وفي هذه المناسبة تحرص شاشات التليفزيون الرسمية والخاصة علي اذاعة العديد من الأفلام الدينية القديمة التي حفظها أغلب المشاهدين عن ظهر قلب. وهو ما يدفعنا للتساؤل حول أسباب ندرة انتاج الأفلام الدينية خلال السنوات الأخيرة. في الوقت الذي تعتمد فيه أغلب القنوات علي اذاعة سبعة أفلام فقط تتبادل عرضها فيما بينها خلال هذا اليوم أو أي مناسبة دينية أخري وهي أفلام "الشيماء" للفنانة سميرة أحمد والراحل أحمد مظهر. انتاج عام 1972. واخراج حسام الدين مصطفي. وفيلم "فجر الإسلام" بطولة الراحلين يحيي شاهين ومحمود مرسي وسميحة أيوب واخراج صلاح أبو سيف وسيناريو وحوار عبدالحميد جودة السحار. وانتاج عام 1971. وفيلم "هجرة الرسول" انتاج عام 1964. وقامت ببطولته الفيلم الفنانة ماجدة وشارك في تأليفه حسين حلمي المهندس وعبدالمنعم شميس. وأخرجه ابراهيم عمارة. وفيلم "عظماء الإسلام" الذي أخرجه نيازي مصطفي قام ببطولته عدد كبير من النجوم أبرزهم الفنانة كريمة مختار. وفيلم "رابعة العدوية" الذي تم انتاجه عام 1963. وقامت ببطولته نبيلة عبيد وفريد شوقي وعماد حمدي واخراج نيازي مصطفي. وفيلم "بلال مؤذن الرسول" للمؤلف فؤاد الطوخي والمخرج أحمد الطوخي والذي تم انتاجه عام 1953وقام ببطولته الراحل يحيي شاهين. وفيلم "الرسالة" انتاج عام 1976 والذي شارك في بطولته نخبة من النجوم المصريين والعرب. بخلاف عدة أفلام أخري يتم عرضها بشكل ضعيف ومنها فيلم "انتصار الإسلام" انتاج عام 1952. وبطولة ماجدة ومحسن سرحان تأليف واخراج أحمد الطوخي. وفيلم "ظهور الإسلام" عن قصة الأديب الراحل طه حسين "الوعد الحق". * قالت الفنانة سميرة أحمد: الانتاج الديني حالياً صعب جداً. ولا يوجد منتج خاص سيغامر بانتاج فيلم ديني كما كان يحدث في الماضي. وهنا يبرز دور الانتاج الحكومي وشركات الانتاج المختلفة التابعة للدولة لأنها المنوط بها انتاج مثل تلك النوعية من الأعمال. خاصة وأنها تتطلب أموالاً طائلة ومجهوداً كبيراً في الاعداد والتجهيز لاعداد المجاميع والملابس والديكورات بالإضافة للتصوير المتواصل في الصحراء وسط درجات حرارة عالية. واتذكر أننا خلال تصويرنا لفيلم "الشيماء" الذي افخر واعتز به كثيراً كنا نواصل التصوير لأيام متواصلة في الصحراء وكان هذا مجهوداً كبيراً علي كافة الفنانين المشاركين في العمل. ولكن أي مجهود يهون في سبيل انتاج عمل هادف ومحترم يعيش للأجيال المقبلة. * الفنانة سميحة أيوب: أي منتج حالياً يبحث عن الربح في ظل الأجور العالية والتكاليف الخيالية التي أصبحنا نسمع عنها الآن. ولذلك فهناك صعوبة في أن يتولي المنتج الخاص انتاج تلك النوعية من الأفلام التي تحتاج لديكورات وملابس خاصة واعداد هائلة من المجاميع وغيرها من العناصر الأساسية لأي عمل ديني. وبذلك تظل الدولة هي الجهة الوحيدة التي يمكنها انتاج هذه الأعمال بالشكل اللائق. * المؤلف والكاتب يسري الجندي: المشكلة الحقيقية تكمن في اتجاه أي منتج إلي الأفلام ذات الربح السريع خوفاً من الارتفاع الشديد في تكلفة الأعمال الدينية. علي الرغم من أن عائدها المادي يكون مضموناً والدليل أن هناك أفلاماً دينية قدمت منذ عقود طويلة ويتم بيعها وتطلبها العديد من الدول حتي الآن ومنها مثلاً فيلم "خالد بن الوليد" الذي قدمه الفنان الراحل حسين صدقي في عام 1958. كذلك أفلام مثل "هجرة الرسول" و"بلال مؤذن الرسول" و"فجر الإسلام" والتي تم بيعها في مهرجان مانيلا السينمائي عام 1981. واعتقد انه إذا لم تتدخل الدولة لانتاج هذه الأفلام أو المشاركة في انتاجها فلن نري انتاجاً لأفلام دينية جديدة خاصة أن المنتج الخاص لن يقدم علي ذلك. * الفنان أشرف عبدالغفور: للأسف الشديد تراجع الانتاج الديني سواء السينمائي أو الدرامي نتيجة لعدة أسباب منها ظهور أنظمة حديثة للانتاج مثل المنتج المنفذ والمنتج المشارك. اضافة إلي ارتفاع الأجور والأسعار مما أدي إلي خسارة المنتجين سواء الخاص والعام. فأصبح الاهتمام بالأرباح فقط وهو ما دفع المنتجين للبحث عن مواد أقل تكلفة بعيداً عن التكلفة العالية التي تتسم بها الأعمال الدينية. واعتقد أن الحد الوحيد لعودتها مرة أخري هو اهتمام الدولة وجهاتها الانتاجية المختلفة بتلك النوعية من الأعمال التي تعرض الإسلام الحقيقي الوسطي وتقدم نماذج حميدة وقدوة صالحة لشبابنا الذي يحتاج لتلك الجرعات الدينية الصحيحة بعيداً عن التطرف. * المخرج محمد فاضل: الدولة دائماً هي المسئول الأول والرئيسي عن انتاج معظم إن لم يكن كل الأعمال الدينية. ولكن للأسف فإن انسحاب الدولة وقطاعات انتاجها المختلفة عن الانتاج أدي لتوقف تلك النوعية من الأعمال رغم قيمتها العظيمة. واعتقد أن المشكلة ستظل قائمة طالما غابت الإرادة السياسية والدعم الحكومي وهي أسباب أساسية ستساعد علي تدوير عجلة انتاج الدولة من جديد.