التلوث في هواء القاهرة فاق الحدود! وجو العاصمة أصبح مشبعاً بالأدخنة والعوادم. وليست بحاجة لأجهزة قياس للتلوث أو غيرها. حيث يمكن إدراك ذلك بالعين المجردة. السيارات المتهالكة تملأ الشوارع بلا ضابط ولا رابط! والتطلع وحب المظاهر دفعا الناس إلي السعي لاقتناء سيارة حتي لو كانت "خردة".. وأصبح بإمكان من يمسك بخمسة آلاف جنيه أن يشتري سيارة أو هيكل سيارة ويجوب بها العاصمة. لمجرد أن يقال إن لديه سيارة. ولا يهم بعد ذلك أن تتعطل "زوبة" في أي مكان وتزيد طين الزحام بلة. كما تزيد وحل التلوث بالعوادم! وحتي الآن لم يجرؤ أحد علي وضع قانون يحدد العمر الافتراضي للسيارة أو الفترة التي تكون فيها صالحة للاستعمال منذ تاريخ شرائها جديدة أو تاريخ انتاجها. أو بدء استعمالها. والنتيجة أن عاصمة مصر المحروسة باتت متحفا مفتوحا للسيارات التي عفي عليها الزمن. علاوة علي السيارات الميكروباص التي هلكت محركاتها وصارت تبث العوادم السامة أو المسرطنة في وجوه الجميع. ولا أحد يتحرك! والتخلص من السيارات القديمة أو المتهالكة ليس ترفا. بل ضرورة حاسمة للقضاء علي الأمراض الخطيرة والمزمنة التي تكلف الدولة والمجتمع الكثير من المال في علاجها. علاوة علي تأثر الانتاج نتيجة لمرض الموظفين والعمال. ولا أتفق أبدا مع من يدعون أن هذه السيارات تمثل "ثروة قومية"!! بل أري أنها "نكبة قومية" و"عار قومي" لابد من محوه بكافة السبل والوسائل!! علاوة علي ما سبق. فلابد من وضع حد للزيادة المهولة في أعداد السيارات التي تسير في العاصمة. حتي لو كانت جديدة. خصوصا بعد تفجر فضيحة زيادة الملوثات الصادرة عن السيارات التي تنتجها شركة فولكس فاجن الألمانية.. وبعد أن أثبتت دراسات أجريت بعد الفضيحة أن معظم السيارات الحديثة التي تنتجها شركات أخري تصدر من الملوثات. عشرة أضعاف المسموح به عالميا!! وتعالوا ننظر الي مدينة نيودلهي عاصمة الهند. والتي أعلنت كأكثر المدن تلوثا عام .2014 أعلنت حكومة العاصمة أنها ستمنع السيارات التجارية الأجرة والنقل من السير في الطرق الرئيسية. يوما في الشهر. بدءا من 22 أكتوبر. وقال وزير المواصلات والتنمية الريفية في دلهي. انه سيتم فرض ضريبة تلوث قيمتها 1300 روبية هندية "20 دولارا" علي الشاحنات التي تدخل العاصمة بدءا من نهاية هذا العام. ودعا الوزير المواطنين لاتباع عادات صديقة للبيئة. كاستخدام سيارة واحدة للأسرة وركوب المواصلات العامة. وإلي جانب فرض ضريبة التلوث. وضعت حكومة نيودلهي خطة طويلة الأجل لإنشاء طريق دائري جديد لتحويل مسار السيارات فلا تدخل المدينة وكما تشير التقارير.. فمن الممكن أن يتم تعديل مواعيد العمل بحيث تكون غير موحدة في مختلف الجهات الحكومية وذلك لتجنب الزحام في ساعات الذروة. وتأتي هذه الأفكار والتصورات بعد أن صدر أمر من المحكمة الفيدرالية العليا في الهند بأن علي الحكومة الفيدرالية والحكومة المحلية في دلهي والبلديات أن تضع خطة للحد من تلوث الهواء خلال ثلاثة أيام. وفي اعتقادي أن التلوث في هواء القاهرة لا يقل كثيرا عن التلوث بالعاصمة الهندية. ولابد من تحرك عاجل وفعال للقضاء علي هذه المشكلة لأن ثمنها باهظ.. وباهظ جدا!!