اثارت التصريحات المثيرة والصادمة للممثلة انتصار عبر برنامجها "نفسنه" الذي يذاع علي قناة "القاهرة والناس" جدلا كبيرا لما تضمنه من أخلاقيات تنافي تقاليد المجتمع وتعاليم الاديان السماوية. دعت الشباب لمشاهدة الأفلام "الاباحية" البورنو كوسيلة لملء غرائزهم وقالت "صبروا نفسكم بالافلام دي" .. وهذا إلي جانب كم كبير من الآراء غير العادية في حلقتين فقط من البرنامج. تلقت القناة التي تصف نفسها ب "الأجرأ" والبرنامج الذي يصف نفسه بأنه ينصف "المرأة" عددا كبيرا من الهجوم اللاذع من مرتادي مواقع "التواصل الاجتماعي" "الفيس بوك وتويتر" حيث تم تدشين حملات بعنوان "معا لوقف برنامج نفسنة" والآخر بعنوان "ضد اسفاف برنامج نفسنة". استطلعت "المساء" آراء أهل الفن وأساتذة الاعلام فيما تقدمه انتصار والقناة وما دور الرقابة التليفزيونية في مثل هذه الامور المثيرة. * عبر الكاتب والسيناريست فيصل ندا: عن استيائه البالغ من هذه الآراء التي وصفها ب "المقززة" وانها خارج نطاق الاخلاق. كما انها تظهر مدي الجهل الفظيع لهذه الممثلة. أضاف: هذا الموقف كشف العورة الحقيقية للاعلام المصري والذي أظهر انه لا يعرف من يختار ليتحدث امام كاميرا التليفزيون وهذا شئ مؤسف لأن ما قالته لا يصح ان يقال في حجرة مغلقة فما بالنا امام جماهير. طالب ندا بمحاكمة المسئولين عن هذا الاسفاف ومنهم الرقباء الذين يدعون لهدم الأخلاق وتدهورها أكد ان هذا يؤدي لانهيار الاحترام والمبادئ العامة. * أعلنت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب عن رفضها لما قامت به الممثلة انتصار حيث وصفته ب "العك" ورفضت الاستماع لباقي آرائها وحديثها علي الشاشة. أضافت أيوب: للأسف في مثل هذه الأمور يعجز اللسان عن الرد. نظرا لبشاعة الألفاظ والكلام الذي يقال. * اعتبر المخرج مجدي أحمد علي ما قالته الممثلة انتصار بانه "هزار" واننا لا يجب أن نعطي للأمور اكثر من حجمها. أضاف : هذا برنامج "تافه" وما يقال جزء من "تفاهته" لذلك لا يجب علينا أن نتابع هذه التفاهات ولا نشغل انفسنا بها. قال مجدي أحمد علي: مواقع التواصل الاجتماعي تجعل من الموضوعات التافهة والتي لا قيمة لها موضوعات مهمة وجادة ونحن لدينا الكثير للانشغال به بدلا من اقاويل انتصار. * بدأت الفنانة آثار الحكيم حديثها بالآية القرآنية قائلة ""إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون". قالت الحكيم: للأسف ما تعرضه انتصار تراه من وجهة نظرها صحيحا وسليما ولكنه بالنسبة لقيم المجتمع وتعاليم ديننا شئ فاحش وسييء ولا يصح. أضافت: ديننا الإسلام يدعو للحياء. وعلاقة الرجل بزوجته تعتبر من الحرمانيات التي لا يجب التدخل فيها وبالتالي لا يجب عليها دعوة الشباب بفعل مثل هذه الامور البذيئة. قالت الحكيم: القنوات الخاصة عاجزة عن النجاح والكسب بالطرق المشروعة. وبالتالي تعتمد علي هذه التجاوزات من أجل المنافسة وكسب الاعلانات. أشارت الحكيم إلي ان هذه القنوات تقدم "السم في العسل" وهذا لانها تدعو لأشياء مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا. لذلك يجب علي الجميع رفض نوعيات هذه البرامج. * قالت الفنانة رانيا محمود ياسين: بالرغم من انني لم أشاهد حلقات برنامج انتصار. ولكنني فوجئت بالضجة الكبيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي وتمكنت من مشاهدة بعض المقتطفات من الحلقات ولكنني لا أستطيع معرفة مضمون الحلقات نفسها. أضافت: لكل قناة فضائية ايديولوجيتها الخاصة وتوجهاتها التي تسعي اليها. لذلك فمن الممكن ان تكون قناة "القاهرة والناس" سامحة لانتصار ان تقول مثل هذا الكلام.. أشارت ياسين إلي أن برنامجها الذي تقدمه علي إحدي القنوات الخاصة الاخري. مختلف تماما عما تقدمه انتصار ولا يجوز المقارنة بينهما. حيث وصفت نفسها بانها "مذيعة" وليست فنانة تقدم برنامجا مثلما تقوم انتصار. أكدت ياسين علي رفضها ان يقوم أي شخص ب "هرتلة" الكلام وهذا بشكل عام أمام كاميرا التليفزيون. * أكد أسامة هيكل رئيس مدينة الانتاج ان المدينة ليس لها سلطة علي القنوات وان المتحكم في هذه المسألة هي الهيئة العامة للاستثمار وخاصة المنطقة الحرة لانها هي من تعطي التراخيص للقنوات. أضاف: وللأسف الهيئة العامة غير مؤهلة بأن تقوم بهذا الدور لانها تختص بالجانب الاقتصادي وليس لها دخل بالمحتوي الاعلامي.. أشار هيكل إلي أن الحل في هذه الأمور اما عن طريق اعادة وزارة الاعلام باختصاصات جديدة. أو إصدار ثلاثة قوانين منظمة للعمل الاعلامي وفقا للدستور وهم مواد 211 و212 و.213 قال هيكل أرفض آراء انتصار وما يقال انها حرية مطلقة. حيث ان العمل الإعلامي لابد ان ينضبط بقوانين وابسطها القواعد الاخلاقية التي تحكمنا في المجتمع. * أما اساتذة الاعلام فقد أعلنوا رفضهم لهذا البرنامج. * رفض د. صفوت العالم استاذ الاعلام السياسي والرأي العام بجامعة القاهرة فكرة ظهور "كل من هب ودب" في الإعلام واعتباره مذيعا بدون دراسة وخبرة ومعرفة بآليات الاذاعة والتقديم. قال العالم: للأسف ما يتم تقديمه في البرنامج لا يتناسب مع القيم والاخلاق التي تربينا عليها ومين انتصار دي عشان تقدم برنامج حيث وصفها بانها شبه معروفة بين الفنانين.. أضاف: الإعلامي يجب ان يكون صاحب رسالة ومبدأ وهدف. ولا يصح ان تقوم بارتجال أي كلام امام الشاشة مؤكدا أن مستوي البرنامج لا يحتوي علي رؤية أو مضمون. طالب العالم: بأن من يريد العمل في مهنة الاعلام لابد ان يخضع لدراسة لمدة عام كامل حتي يستطيع مواجهة الجمهور لانها مهنة تخصصات بدلا من ان المهنة أصبحت بلا قيمة بهذا الشكل. واتفقت معه الخبيرة الإعلامية د. مني الحديدي قائلة: هذا النوع من البرامج يفتقر الشكل والمضمون لانها لا تقدم أي متعة ولا فائدة للمشاهد أيا كان عمره. أضافت: كم المعلومات التي يقولونها مغلوطة ولا تعتمد علي مصادر معروفة وموثوق منها لذلك هذا النوع من التقديم لا ينطبق عليه اسم برنامج بل انه شيء عشوائي غير سوي لانه بلا فكرة ولا سيناريو. أشارت إلي ان الثلاث فنانات لايجدن التخاطب امام الكاميرا أو الميكروفون لذلك فهن يرتجلن أي كلام باعتبار ان القناة "الأجرأ" ويجب علي هذه القناة استخدام برامجها بشئ مفيد وتقديم موضوعات هادفة تكاد تكون محظورة في القنوات الاخري.