حينما كتبت إلي نافذتكم عنهما كنت أتمني من الله أن نصل معًا إلي تحقيق الصلح بينهما عسي أن يتجاوزا مرارات الماضي من أجل ما بينهما من أبناء؟!.. لذلك كانت رسالتي الأولي التي تناولتموها في 12/2/2014 تحت عنوان "لا تقولواأمي" وفيها حدثتك والقراء عن قصة الحب الجميلة التي جمعت بين ابن خالي وزميلته المدرسة وانتهت بالزواج السعيد.. زواج دام 17 عامًا وأثمر عن ثلاثة أبناء "ولد وبنتان" هؤلاء الذين لم يهنأوا كثيرا بالعيش الهادئ في كنف أبوين متحابين فسرعان ما هبت عاصفة الشك في قلب أمهم تجاه والدهم حينما راح أصدقاء السوء ينزغون بينهما ويهمسون عنه بالباطل عن وصوله البيت متأخرًا.. وهي التي تعلم عنه أنه في الصباح يكون في المدرسة وفي المساء يسعي إلي تحسين دخله بالعمل في مراكز التقوية.. ومع ذلك استسلمت لهذه الشكوك وقررت مغادرة البيت تاركة له الأولاد.. وكانت أصغرهم لا تزال في السادسة من عمرها.. تركتهم لتقيم عند شقيقتها الكبري التي وجدت في قدوم أختها الصغري ضآلتها المنشودة فبدلاً من أن تسعي للصلح بينها وبين زوجها أشعلتها نارًا لتضمن بقاءها معها كجليسة لابنتها المعاقة. في رسالتي الأولي حدثتك أيضًا عن جهودي وزوجتي الراحلة في إذابة الثلج بين ابن خالي وأم أولاده وأشرت للواقعة المؤسفة التي تعرض لها وابنه الكبير حينما ذهبا إليها في بيت شقيقتها في محاولة لإعادتها للبيت وكيف استقبلتهما عائلة الأم بعاصفة من السباب والضرب وكانت محنة كبيرة علي ابنها فظل لسنوات يردد: "لا تقولوا عنها أمي"..!!! وبعد أن فشلت كل هذه الجهود وغيرها طالبتك بمناشدتها عبر بابكم "عودي إلي بيتك فورًا فهم الأحق برعايتك بعد أن كاد المرض النفسي يعصف بهم من ابنة شقيقتك.. عودي كفاك عنادًا فالقلوب مفتوحة والأيدي ممدودة".. ثم.. ثم كانت نصيحتك أنت لها في تعقيبك علي رسالتي بقولك: إن ما تغرسينه اليوم لا تأمنين عواقبه في الغد حينما يتقدم بك العمر ولا تجدين من يأخذ بيدك ويسأل عنك!! وفي أقل من خمسة أشهر كنت أبعث إليك برسالتي الثانية وما استجد في مشكلة ابن خالي ففي 28/7/2014 وتحت عنوان "فات الميعاد" حدثتكم عن عدم قبول ابن خالي وساطة خالة "أم أولاده" حينما أقنعتها بضرورة الذهاب إليه وطلب الصفح منه وإن ما فعلته هو الجنون بعينه عندما تترك زوجها وتتخلي عن أولادها الصغار لمجرد شكوك وظنون.. وعملت بنصيحة خالتها وذهبت تطلب الصفح من أبو أولادها لكنه رفض وهو المطعون في كرامته فما أصابه منها خلال السنوات السبع التي تركته فيه فات أوان إصلاحه. وكم كنت أتمني أن يعمل ابن الخال بنصيحتي ونصيحتك أنت له بأن يعطي لنفسه فرصة أخري لمراجعة ما جري مع أم أولاده دون وسيط ليدور بينهما حديث مكاشفة ومصارحة عسي أن ترجح كفة سنوات زواجهما علي كفة سنوات الخصام والعناد. للأسف سيدتي ضاعت هذه الفرصة من بين أيديهما وللأبد.. وكانت النازلة حينما توجهت في 28 يوليو الماضي مع ابن خالي لاستخراج القيد العائلي لابنه الوحيد لنفاجأ بأن من بين بيانات القيد بيانًا خاص بتاريخ وفاة الأم.. صاعقة نزلت علينا جميعًا لقد رحلت طليقة ابن خالي دون أن تكلف شقيقتها الكبري وزوجها مشقة إبلاغ أبناء شقيقتها الصغري والوحيدة بأن أمهم قد ماتت..!!! ما لا تعلمه هذه الخالة القاسية القلب أن أبناء أختها الذين حرموا من حنان أمهم ما يزيد علي ست سنوات أصروا علي إقامة سرادق كبير لها في بيت العائلة ليتلقوا التعازي فيها. حقًا.. من الأخوة ما قتل!!! الكابتن: م.ع.ا المرج المحررة : لو لم يكن القيد العائلي لغاب عن ابن خالك وأبنائه الثلاثة خبر وفاة أمهم لفترة لا يعلمها إلا الله.. وما أبشعها قطيعة تلك التي راحت تمزق وبسكين بارد أجمل علاقة يمكن أن تعرفها البشرية علاقة أم بأولادها فكان الوسواس الأشر من جانب أصدقاء السوء ثم من شقيقتها الكبري وزوجها هذا الوسواس الذي أمعن في التفريق بين ابن خالك وزوجته حتي حينما كادت وساطة خالتها تنجح في منتصف العام الماضي كان قد فات الميعاد فلم يقبل أبو أولادها الصلح بعد أن امتلأ الكأس عن آخره فهو "المخلوع" بأمر المحكمة وهو المفتري عليه والمفتري علي أولاده الذين ذاقوا معه مرارة فقد البيت للزوجة وللأم. وأثناء إعدادي لهذا الرد حدثتي ابن خال صاحب الرسالة يرجوني أن أبعث بهذا النداء لكل الأزواج والزوجات عالجوا مشكلاتكم فيما بينكم ولا تسمحوا لأي شخص مهما كانت صلة قرابتكم به بأن يفسد عليكم حياتكم.. خذوه درسا من تجربتي فالذي فرَّق بيني وبين أم أولادي ليس الموت وإنما تدخل أهلها وتجاوزهم السافر في حقي رحمها الله وأعانني أن أكون خير عون لأولادي الذين لم أفكر يومًا طوال السبع سنوات التي تركتني فيها والدتهم أن آتي لهم بزوجة أب.. كفانا الله وإياكم شياطين الإنس والجن. إنتهي الرد لكن لم ينته الدرس: "لا تغرنكم الحياة الدنيا.. فالموت أقرب إلينا من حبل الوريد".