دخلت حملة الرئاسة الأمريكية مرحلة السخونة. أو مرحلة الغليان! والصراع أصبح علي أشده من أجل الوصول للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض. ولا يقتصر هذا الصراع علي الجمهوريين من جهة والديمقراطيين من الجهة المقابلة. وإنما هو صراع بين أعضاء الحزب الواحد الذين يتسابقون للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية. وإذا كان الديمقراطيون يركزون علي حماية إسرائيل وتوفير الأمن لها. فإن الجمهوريين يسيرون في الاتجاه نفسه. إضافة إلي التسابق في إظهار العداء للإسلام والمسلمين. وربما كنا - نحن المسلمين - نعاني من المشاكل ما تنوء به الجبال وما يشغلنا عن متابعة أجواء الانتخابات الأمريكية وما يدور فيها. والحقيقة أن هذه المشاكل التي نعاني منها. أو معظمها. هي صناعة أمريكية سواء أكانت الولاياتالمتحدة تحت حكم الجمهوريين أو تحت حكم الديمقراطيين. منذ أيام. قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية بن كارسون إنه لا يؤيد أن يتولي مسلم رئاسة أمريكا. وفي برنامج ¢واجه الصحافة¢. قال جراح الأعصاب المتقاعد: ¢لن أدافع عن تولي مسلم مسئولية هذه الأمة. ولن أوافق علي ذلك مطلقا¢. وقال إن الإسلام كديانة. لا يتفق مع الدستور الأمريكي. ويقول كارسون - الذي يقترب من احتلال القمة في استطلاعات الرأي المبكرة حول الرئاسة - إن ديانة الرئيس لها أهميتها. خصوصا ما يتعلق بجوهر هذه الديانة. ¢فإذا تعارضت الديانة مع الدستور والقيم والمبادئ الأمريكية. فلا بد بالطبع أن يكون ذلك أمرا بالغ الأهمية¢. وتأتي تصريحات كارسون بعد أيام قليلة من تصريح مرشح جمهوري آخر هو دونالد ترامب. وصف فيه الرئيس أوباما بأنه مسلم مولود في الخارج وقال إن المسلمين هم مشكلة أمريكا. اللافت للنظر أن ترامب يقول ذلك رغم أن سياسات أوباما - الديمقراطي - ألحقت بالعرب والمسلمين من الضرر ما لم تلحقه بهم سياسة رئيس أمريكي آخر. وفي برنامج ¢واجه الصحافة¢ سئل ترامب عما إذا كان يشعر بالارتياح لو تولي مسلم الرئاسة الأمريكية. فكان رده: ¢ربما يحدث ذلك يوما. ويجب علينا مواجهة المشكلة من الآن¢. وقال ترامب. إنه سيستخدم كل الإمكانات والموارد المتاحة للتعامل مع تنظيم داعش في العراق. ومع ذلك أبدي ترامب ترددا حيال إرسال قوات أمريكية إلي سوريا. ويأمل ترامب في طرد داعش من العراق إلي داخل سوريا. لأن ¢هذا يضعهم في مواجهات قتالية بمفردهم مع حكومة الأسد¢. وكان كارسون قد ذكر أنه يفضل الدفع بداعش إلي داخل سوريا. فالواضح أن وجودهم هناك سيفجر المزيد من الصراعات. وقال: ¢دعهم يحاربون بعضهم البعض¢. نعم.. إنهم يريدون منا أن نحارب بعضنا البعض.. فلماذا يحاربوننا بأنفسهم ما دام بيننا من لديه الاستعداد لمحاربتنا¢. ولماذا يحاربوننا وبيننا داعش والحوثيون ومن يزعمون أنهم ¢أنصار بيت المقدس¢ وغيرهم ممن يطلقون علي أنفسهم مسميات إسلامية ويزعمون الدفاع عن الإسلام. ورغم ذلك يحاربون الإسلام والمسلمين. وينفذون السياسات الأمريكية الرامية لحماية إسرائيل وتأمين مصالح اليهود. ثم أين هي التعددية التي تزعم أمريكا و¢القيم الأمريكية¢ الدفاع عنها. مع أن أوراق اعتماد المرشحين للبيت الأبيض ¢تشترط في المتقدم معاداة الإسلام والمسلمين. ورفض وصول المسلم للبيت الأبيض. حتي لو كان يحمل الجنسية الأمريكية¢. تلك هي أمريكا!!