اليوم تمر 22 عاما علي اتفاق غزة- اريحا الذي وقعته اسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية والذي هلل له البعض وقتها واعتبروا ان القضية الفلسطينية بدأت في طريق الحل الحقيقي.. لكن تبين ان الامر لم يكن اكثر من خدعة لم يستفد منها الفلسطينيون شيئا والت كل الفوائد إلي اسرائيل.. وأول فائدة كانت اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي المعترف به دوليا بسيادة اسرائيل علي 78% من ارض فلسطين التاريخية وبمعني اخر التنازل لاسرائيل عن أربعة اخماس أرض فلسطين لتصبج من حقها باعتراف فلسطيني. لم يجن الفلسطينيون شيئا من هذا الاتفاق أكثر من انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة مع الابقاء عليه محاصرا يمكن لقواتها اقتحامه واعمال مذابحها فيه كما حدث اكثر من مرة.. وفي الضفة الغربية انسحبت اسرائيل انسحابا شكليا من المدن الفلسطينية التي لا تزيد مساحتها علي 3% من مساحة اراضي الضفة.. وباقي الضفة اما ان اسرائيل لم تنسحب منها أو كانت تابعة لما يعرف بالمناطق ج التي تخضع لاشراف اسرائيلي- فلسطيني مشترك.. وظلت اسرائيل تقتحم هذه المدن بين الحين والاخر وحتي الآن. واعتقد بعض الفلسطينيين خطأ ان غول الاستيطان سوف يتوقف لكن الحقيقة ان وتيرته زادت.. كما تظاهرت اسرائيل بالسماح لقيادات المقاومة الفلسطينية بالعودة الي الاراضي الفلسطينية ثم قامت بتصفية معظمها. كما ان مفاوضات الوضع النهائي حول القضايا الرئيسية لم تحقق أي شيء. والحديث ذو شجون. واذا كان الرئيس الفلسطيني لمح إلي انه سوف يعلن الغاء الاتفاق مع اسرائيل خلال دورة انعقاد الجمعية العامة. فالاتفاق لم يعد له وجود.. والمهم الغاء تبعاته مثل التنسيق مع اسرائيل وحل وحدة الامن الوقائي المسئولة عن منع العمليات ضد اسرائيل.