حكومة محلب كان لازم ترحل وها هي قد رحلت ونوجه للرجل الشكر العميق علي جهده وما قدم للوطن وتم تكليف المهندس شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة.. لكن السؤال هنا: ماذا كنا نريد بالضبط.. تغيير أشخاص أم تغيير سياسات..؟؟ المفروض ألا نغير أشخاصًا وفقط.. نريد تغيير أشخاص وسياسات معًا. وأولي خطوات التغيير الحقيقي هي تقليص عدد الوزارات بدمج وزارتين أو أكثر في وزارة واحدة.. أن تكون لدينا وزارة واحدة للتربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني والبحث العلمي بدلاً من الوزارات الأربعة الموجودة حاليًا.. وزارة للسياحة والآثار والثقافة والإعلام.. وزارة للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة والعشوائيات والبيئة.. وزارة للزراعة والري.. وزارة للطاقة "البترول والكهرباء" معًا.. وزارة للصحة والسكان.. وزارة للاستثمار والتعاون الدولي.. وزارة للقوي العاملة والتضامن الاجتماعي.. وزارة للنقل بكل أنواعه بري وبحري ونهري وجوي.. وهكذا. سيقول قائل: وكيف لوزير واحد أن يباشر العمل في كل هذه القطاعات بعد الدمج؟؟.. وأرد علي السائل: أن يكون لكل قطاع في الوزارة الواحدة نائب وزير تكنوقراط يحلف اليمين هو أيضًا ولا يجوز للوزير عزله أو تغييره.. وسأضرب مثلاً واحدًا بالتعليم.. أن يكون هناك أربعة نواب للوزير.. واحد للتعليم قبل الجامعي وآخر للجامعات وثالث للتعليم الفني ورابع للبحث العلمي. ليس منطقيًا أبدًا وحالتنا المالية "زفت" أن تكون لدينا 36 وزارة وقد تزيد إذا تم استحداث وزارات للمشروعات الصغيرة والعاملين بالخارج والثروة السمكية. ثاني خطوات التغيير الحقيقي إذا لم يتم الدمج وظل الحال علي قديمه ألا يستعان إلا بأربعة وزراء فقط من حكومة محلب هم الدفاع والداخلية لخوضهما حربًا عالمية ضد الإرهاب ونجاحهما فيها. والخارجية الذي فتح أبواب الدنيا أمام مصر. والكهرباء لانتصاره علي أزمة انقطاع الكهرباء في أشد فترات السنة حرارة. لا معني أبدًا أن يستعين رئيس الوزراء الجديد بأكثر من نصف وزراء حكومة محلب.. وإلا كان الأفضل أن يكون تعديلاً وزاريًا وليس حكومة جديدة. سيادة الرئيس.. نحن نريد "حكومة حرب".. أقل عدد من الوزراء وأضخم إنجازات في أقل مدة.. حكومة تخوض في آن واحد معارك في كل اتجاه.. الإرهاب والفساد والبيروقراطية والمحسوبية والبطالة الظاهرة والمقنعة و"التنبلة" الحكومية والجهل الأبجدي والتقني والديني.. نريد تكليفات واضحة وصريحة وملزمة بتحقيق الأمن والأمان والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية للمواطن وأن تكون هناك مساواة حقيقية بين الكافة في الحقوق والواجبات وإحداث طفرة في التنمية والاستثمار والتجارة البينية وخلق فرص عمل تستوعب غالبية إن لم يكن كل العاطلين وإفاقة التعليم والصحة من الغيبوبة العميقة التي أصابتهما منذ عقود حتي أصبحا علي مشارف الموت الإكلينيكي. سيادة الرئيس.. أعلم أن المهمة ثقيلة لكن لدينا يقين أنك قادر عليها. والله المستعان.