"وكالة الحضرة" لبيع الخضر والفاكهة بالجملة بالإسكندرية. مركز الفوضي و "البلطجة" لا تختلف كثيرا عن وكالة القاهرة التي رصد أوضاعها فيلم "الفتوة" في خمسينيات القرن الماضي. الذي قام ببطولته الفنان الراحل فريد شوقي. فالسيطرة للأقوي في ظل غياب أمني ورقابي مثيرة للجدل. وتشبه "وكالة الحضرة" المناطق العشوائية. فلم تشهد تطويرا منذ "50" عاما. وأصبحت في غفلة من المسئولين مصدر "رعب" و "قلق" لأهالي المنطقة القاطنين بجوارها. فربما في لحظات تتحول "الوكالة" إلي ساحة لحرب الشوارع ب "الأسلحة البيضاء" وتتناثر الدماء علي "الخضر" التي تبدو "طازجة". وفقا لرواية شهود من المنطقة. بخلاف الزحام الشديد. بسبب تكدس السيارات النقل. لتفريغ وتعبئة البضاعة. وارتكاب مئات المخالفات المرورية. في ظل تراخي "أمني". جعل من "الوكالة" ولاية خارجة عن القانون. في قلب العاصمة الثانية. ولا تذكر "الوكالة". في تصريحات المحافظين المتعاقبين علي الإسكندرية. لتطويرها رغم أهميتها الاستراتيجية. بحكم أنها مصدر الغذاء الرئيسي لقرابة 15 مليون مواطن. وكان تطوير الارصفة أهم من تلك "الوكالة" التي تورد الخضر والفاكهة إلي غالبية بيوت الإسكندرانية. اخترقت "المساء" أمواج الفوضي والزحام. لحجز مكانا داخل "الوكالة" لرصد حالتها. وبخلاف الزحام والضجيج. هناك عدد من اللقطات اللافتة للانتباه. ابرزها أن أصحاب المحلات داخل الوكالة. لا يختلفون عن شخصية "المعلم" التي تظهر في السينما المصرية. منذ عشرات السنين. فتبدو "الكروش" بارزة وأنفاس "الشيشة" تتطاير من أفواههم. ويجلس الصبي منحني لوضع "الفحم" علي الشيشة. ويبدو القلق والتوتر واضحا علي العاملين لدديه. يترقبون نظرات عينيه. لتفادي غضبه. في مشهد "كربوني" من مشاهد السينما التقليدية. ويصف. أحمد عبدالجواد. أحد كبار قدامي التجار. حالة الوكالة ب "المهين" مؤكدا أن الزواحف والفئران تتخذ منها مرتعا بخلاف المباني الآيلة للسقوط. وتهدد أرواح العاملين. انتشار البلطجية الذين يفرضون "الإتاوات" علي سائقي السيارات وتحديد تسعيرة معينة "20" جنيه لتسهيل دخول السيارات. وقال "عبدالجواد": الوكالة أصبحت غابة. وتنتشر فيها الأسلحة البيضاء. بشكل علني. في ظل غياب أمني مثير للجدل. ولا ندري إلي متي سيستمر الوضع بهذه الصورة. مشيرا إلي تهالك دورات المياه وعدم تجديدها. واصفا إياها بأنها لا تصلح للاستخدام الآدمي. واختصر. نبيل نعمان. أحد أصحاب المحلات الوضع في الوكالة بكلمة "التدهور" وقال: المسئولون يسقطون هذه الوكالة. من حساباتهم وكأنها تتبع جزر القمر. ولا تصل نداءتنا إلي المسئولين. بشأن نقل وكالة إلي أحد الأماكن علي أطراف الإسكندرية علي مساحة اوسع تتماشي مع أهمية الوكالة. خصة وان وضعها لم يتغير منذ نشأتها عام 1955 علي مساحة 11 فدان منها 10 أفدنة للمحلات والمبني الإداري وفدان فضاء لتجارة البطيخ. ولكن يسقط المسئولون من حساباتهم أن مساحة الوكالة التي كانت تخدم قرابة مليون سكندري وقت إنشائها. أصبحت تخدم الآن قرابة 15 مليون تخدم 3 محافظاتالإسكندرية ومطروح والبحيرة. والوكالة تكاد تنفجر من الزحام. والمسئولون يتلذذون بشكوانا من الوضع الراهن. دون القيام بأي رد فعل. وناشد "نعمان". إبراهيم محلب. رئيس الوزراء. بالتدخل لإنقاذ "الوكالة" من الفيروسات العشوائية التي تحيط بها. ويقول عبدالحليم العتموني أحد تجار السوق أن المحافظة سبق ووافقت علي تخصيص مساحة 160 فدان بمنطقة ابيس العاشرة لإقامة سوق لتجارة الجملة للخضر والفاكهة ونقل السوق الحالي إلا أن هذا القرار يتم تجميده مشيرا إلي وجود اياد خفية تعرقل نقل السوق الذي يعد بمثابة دجاجة تبيض ذهبا بالنسبة للغرفة التجارية بالإسكندرية موضحا أن حالة نقل السوق سوف تؤول تبعيته إلي وزارة الإسكان والمحافظة وبالتالي تفقد "الغرفة" ملايين الجنيهات التي يتم جمعها سنويا من التجار سواء في صورة ايجارات للمحلات أو رسوم استصدار تراخيص أو ايجار ارض البطيخ والتي يتم حسابها بالمتر وتدر مئات الآلاف من الجنيهات في الموسم الواحد. ويقول رمضان أبوالحجاج نريد سوقا كبيرة مثل سوق العبور يتم تخطيط شوارعها باتساع يناسب سيارات النقل وزيادة عدد المحلات وتزويده بباب خلفي لتحميل البضائع للقضاء علي الازدحام أمام المحلات وإنشاء نقطتي شرطة وإطفاء لحفظ الأمن داخل السوق والقضاء علي المشاجرات مؤكدا علي أن تكون إدارة السوق تابعة للمحافظة وليست تابعة للغرفة التجارية. فيما اتهم خميس هاشم. أحد تجار الوكالة "الغرفة التجارية" وبالتحديد شعبة الخضر والفاكهة بالتقاعس عن القيام بدورها بشأن البحث عن مكان جديدة لنقل الوكالة. خاصة أنها تجمع قرابة "12" مليون جنيه سنويا من التجار في صورة تبرعات ورسوم إدارية. ووضع "هاشم" علامة استفهام حول مصير الأموال التي يتم جمعها من التجار. بينما يؤكد هاشم محمد هاشم. رئيس شعبة الخضر والفاكهة بالإسكندرية. أن الشعبة اقترحت منذ قرابة "10 سنوات. علي اللواء عادل لبيب بنقل "الوكالة" من مكانها الحالي. إلي برج العرب. وأشار إلي أن خالد حنفي. وزير التموين عقد اجتماعا مع هاني المسيري. محافظ الإسكندرية. لبحث مصير الوكالة. وإمكانية تخصيص أرض لها. تضم سوقاًَ متطوراً. من خلال منظومة نقل حديثة. ومن أبرز المناطق المقترحة لنقل الوكالة إليها. خورشيد. والعامرية. وبرج العرب.