خيم الصمت والحزن الدفين علي أبناء قرية برج مغيزل مركز مطوبس بكفر الشيخ بعد الفاجعة الأخيرة التي تعرض لها أبناؤهم الصيادون إثر غرق مركب صيد كان علي متنها 32 صياداً من أبناء القرية. أعلن الدكتور أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفر الشيخ عن مصرع 11 صياداً من أبناء القرية لقوا حتفهم جميعاً في حادث غرق مركبين بمنطقة الخمس. ناحية السواحل الليبية وانقاذ 4 آخرين أما باقي الصيادين علي متن المركب مصيرهم في علم الغيب حتي الآن. أدي الآلاف من أهالي قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ والقري المجاورة لها صلاة الغائب علي الغرقي من الصيادين والبالغ عددهم 32 صياداً مصرياً حسب تصريحات الأهالي وأحد الناجين الأربعة. وطالب الأهالي الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بالتدخل لمعرفة مصير جثث الغرقي من الصيادين. قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ والمتحدث الرسمي باسم صيادي مصر. إن قرية برج مغيزل تعيش حالة من الحزن والغضب الشديد بسبب فقدها للصيادين. مشيراً الي أن الصيادين الناجين أكدوا له أن بقية الصيادين فقدوا في مياه البحر بسبب اعصار شديد. وان هؤلاء الصيادين خرجوا جميعاً للعمل في ليبيا علي مراكب مصرية ليبية ولم نعلم عنهم شيئاً إلا من خلال الناجين وأطالب بمعاملة الصيادين في حال الإعلان الرسمي عن موتهم معاملة الذين غرقوا علي مراكب بالقاهرة وصرف تعويضات ومعاش استثنائي لذويهم. وقال إن المفقودين ينفقون علي ذويهم خاصة أنهم فقدوا في مكان يصعب البحث عنه لدواع أمنية وهناك خصومة بين السلطات الليبية ومن يسيطرون علي "خمس" لذا لابد من تعويض الصيادين فهم مواطنون شرفاء خرجوا من أجل لقمة العيش. أضاف نقيب الصيادين بكفر الشيخ إن جميع حالات الصيادين المنكوبين لا يجد ذويهم قوت يومهم لأنهم كانوا عائليهم الوحيدين. ونحاول اخفاء الخبر عن ذويهم حتي لا تتحول القرية لمأتم مفتوح لأن الكارثة كبيرة جداً. وطالب نصار بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي للإفراج عن الصيادين الأربعة الناجين الموجودين حالياً بسجن الخمس بليبيا. وقال إن بعض أهالي القرية يتناولون قصصاً كثيرة ومختلفة عن الحادث إلا أن الواقع يؤكد تعرض 32 من أبناء القرية للموت في اعصار شديد للبحر قبالة سواحل ليبيا. أكد سعيد محمد علي "من أهالي القرية" أن هناك اختلافاً علي عدد الصيادين الذين غرقوا ولكن من المؤكد من خلال مكالمة هاتفية مع أحد الناجين أنهم غرقوا ولكن كم عدد الغرقي؟ فهناك من يقول 26 صياداً وآخر يقول 15 صياداً فقط وهناك من يؤكد أنهم 32 صياداً لأن الغرقي ليسوا من قرية برج مغيزل فقط بل من القري المجاورة وبعضهم من الإسكندرية. قال غالي شحاتة "قريب أحد الضحايا" إن 36 صياداً من القرية والقري المجاورة كانوا برحلات صيد علي مركبين بالبحر المتوسط بمنطقة "الخمس" بليبيا وفوجئوا بأمواج عاتية وعواصف شديدة وابتلع الاعصار المركبين وغرق الصيادون وكانوا برحلة صيد منذ حوالي 20 يوماً ولم ينج منهم أحد سوي 4 فقط إلا أنهم أصيبوا بحالة اغماء وتم نقلهم للمستشفي وبعد افاقتهم تم إيداعهم السجن بالخمس. واتصل بنا "رجب حسن العوام" وبزوجته من 3 أيام فقط وقال لها: إن شقيقها أحمد عبدالقادر درويش لقي حتفه في هذا الاعصار غرقاً ضمن 32 آخرين. وأنه شاهدهم بنفسه وهم يقاومون الاعصار إلا أنه كان شديداً والتهمهم جميعاً. أضافو أن الناجين الأربعة هم: رجب حسن العوام وحسن حسن البدوي وإبراهيم مصطفي الإدكاوي وآخر من أبو قير بالإسكندرية". أما الصيادين ال 32 الذين لقوا حتفهم ومن بين المفقودين "أحمد عبدالقادر درويش وشعبان مصطفي درويش ومصطفي شعبان درويش ومحمد مصطفي درويش وأحمد شحاتة الإدكاوي وأحمد وحيد مصطفي الإدكاوي وحسنين محمد جادو ومحمود محمد داوود ونادر السعيد شعبان وحسن مرسي الشهيبي والبرنس البرنس الصباغ". وجميعهم من قرية برج مغيزل وحمادة السعيد شعبان. شقيق "نادر" متزوج من 4 سنوات ولديه 3 أطفال وضمن من تعرضوا للاعصار الليبي في البحر المتوسط ولا نعرف عنه شيئاً حتي الآن. قال إن الصيادين الغارقين كانوا علي متن مركبي صيد وفي طريقهم للعمل علي مراكب يمتلكها مصري وليبي. وأرغمهم صاحب المركب الليبي علي النزول في مركبين لنقلهم لمركب آخر للعمل عليه. وأثناء نزولهم حدثت النوة. أدي لغرقهم ولم ينج منهم سوي أربعة فقط. تم علاجهم وايداعهم السجن. وقال شحاتة إن القرية يخيم عليها الحزن. مؤكداً أن أحد الصيادين الغارقين زوج شقيقته التي دخلت في غيبوبة لوفاة زوجها أحمد عبدالقادر. وأضاف شحاتة أن مراكب الصيد غير مقننة ولا توجد رقابة عليها. وراح ضحيتها المئات من الصيادين. مطالباً بوضع قيود ورقابة عليها. فمن تلك المراكب ما يهرب عليها السولار. مشيراً الي أن هناك اهمالاً في قطاع الصيد. وأوضح أن الصيادين كانوا متوجهين للعمل علي المراكب الليبية وغرقوا خارج المياه الإقليمية الليبية. وصاحب المركب الليبي هو الذي أجبرهم علي النزول من مركبي الصيد لنقلهم للمركب الذي كانوا سيعملون عليه. قال سعد غريب من أهالي قرية برج مغيزل وقريب أحد الغارقين بسواحل ليبيا. إن الوضع بالقرية سييء بعدما فقد أهالي الصيادين أبناءهم. مضيفاً أن القرية مصدرها الصيد ويضطر الصيادون للتوجه في رحلات الصيد ويتعرضون للنوة ولا يضمنون العودة. وأضاف أن أي نوة من الممكن التأثر بها خاصة لو توقفت المركب بسبب عطل. مشيراً الي أن أربعة صيادين نجوا من الغرق واتصلوا بالقرية وقالوا إن بقية الصيادين لا نعرف أي معلومات عنهم وهم الآن يتم التحقيق معهم. وأوضح "غريب" كل منزل به مأساة فهناك صيادون أشقاء مفقودون وكل منزل به صياد مفقود أو أقارب صيادين مفقودين ومنهم من تربطهم علاقات نسب بصيادين لذا فالقرية كلها تعيش في حالة حزن وألم. مطالباً الدولة بالقيام بدورها تجاه أهالي الصيادين الذين فقدوا مصدر رزقهم. مشيراً الي أن المفقودين ليسوا من قرية برج مغيزل فقط ولكن من قري أخري.