1⁄4 بقيت أيام قليلة علي بداية العام الدراسي الجديد.. والمفترض أن يجري الآن تكثيف لجان المتابعة والتفتيش علي المدارس للتأكد من تنفيذ التصريحات الكثيرة التي أدلي بها وزير التربية والتعليم. والوعود القاطعة التي أعلنها.. لا أقصد بالطبع مدارس المدن والأحياء الراقية في العاصمة فقط. وإنما أيضاً أقصد مدارس القري والنجوع البعيدة المحرومة من أبسط الخدمات. لقد أعلن الوزير في أكثر من مناسبة.. أن عمليات الصيانة تجري علي قدمي وساق. وتحت رقابة مشددة في كل المدارس لإصلاح مقاعد التلاميذ ودورات المياه والأبواب والشبابيك المكسورة.. ولن يبدأ العام الدراسي الجديد إلا بعد التأكد من استكمال أعمال الصيانة هذه. بالإضافة إلي عمليات النظافة المستمرة داخل المدرسة وخارجها. وتوفير الكتب كاملة.. حتي نضمن عاماً دراسياً بلا مشاكل. وبعيداً عن الكلام الكبير حول تطوير المناهج واستراتيجيات التعليم الذي فقد معناه من كثرة ترديده دون جدوي.. فإن التركيز علي العناصر الثلاثة البسيطة التي طرحها الوزير. سوف يعطي إشارة بأن هناك اهتماماً جاداً بالعملية التعليمية: الصيانة والنظافة والكتب. حين يذهب أبناؤنا إلي المدارس. فيجدوا مقاعد آدمية للجلوس عليها.. ويجدوا دورات مياه نظيفة.. ويجدوا كتبهم جاهزة من أول يوم. والمدرسين منضبطين.. فسوف تكون هذه نقلة حضارية كبيرة.. ليس في ذلك مبالغة. وإنما هي الحقيقة.. لأننا عانينا كثيراً خلال السنوات الماضية من عدم وجود ميزانيات في المدارس. لتوفير هذه المتطلبات الأساسية.. وقتل تلاميذ في بعض المدارس لسقوط زجاج الأبواب والشبابيك المتهالكة علي رءوسهم. بعد مرور شهرين اثنين فقط من بداية العام الدراسي الماضي. قام وزير التربية والتعليم بجولة في 3 محافظات. فشاهد بنفسه نوافذ الفصول بلا زجاج في عز الشتاء.. والأبواب مكسورة. ومقاعد التلاميذ محطمة ولا تصلح للجلوس عليها.. وعندما سأل مدير إحدي المدارس عن الأموال المخصصة للصيانة في أي شيء تنفق؟!!.. كان الرد أن المبلغ المخصص للصيانة هو ألفا جنيه. وقد تم إنفاقه علي إصلاح دورات المياه فقط!!! وقالت التقارير الصحفية المنشورة في ذلك الوقت إن الوزير فوجئ بتشقق جدران المدارس. وارتفاع كثافة الفصول إلي 60 تلميذاً في الفصل الواحد.. ورأي بعينيه التلاميذ يتسلقون سور المدرسة للهروب.. ثم كانت الطامة الكبري عندما أراد اختبار قدرة طلاب المرحلة الإعدادية علي القراءة. كانت النتيجة كارثة الكوارث.. فالأولاد لا يعرفون القراءة!! وفي يناير الماضي أعلن رئيس الوزراء برنامجاً لتطوير المدارس الحكومية علي مستوي الجمهورية لإعادة تأهيلها.. ويشمل ذلك ترميم وإعادة بناء المدارس الآيلة للسقوط. وإجراء الإصلاحات المطلوبة وأعمال الصيانة. وفي بداية مارس الماضي فاجأنا وزير التربية والتعليم من جديد بأن الوزارة أغلقت ما يقرب من 147 مدرسة لديها مشاكل في البناء.. وتم نقل الطلاب إلي مدارس أخري. حتي يتم حل مشكلة البناء الخاصة بهذه المدارس المغلقة.. وهناك مدارس أخري سيتم إزالتها بالكامل وإعادة بنائها.. مؤكداً أن خطة الوزارة حالياً قائمة علي تطوير التعليم في جميع مراحله. وتستهدف ألا يتجاوز عدد الطلاب داخل الفصل 40 طالباً. فقط مع حلول عام ..2017 ومع زيادة موازنة الوزارة في العام المالي الجديد بنسبة 4% من الدخل القومي. فإن عملية تطوير المدارس ستكون أسرع خلال الفترة القادمة. بالتأكيد.. هذه التصريحات لم تكن للاستهلاك المحلي.. وقد تعمدت أن أنشرها اليوم. ونحن نقترب من بداية العام الدراسي الجديد للذكري فقط.. حتي نتيح الفرصة للوزير ليختبر بنفسه صدق تصريحاته ووعوده.. أما الكلام الكبير عن إغلاق مراكز الدروس الخصوصية وتطوير التعليم. فله شأن آخر.