في الوقت الذي رفعت فيه بعض الشواطئ والمطاعم خاصة في القري السياحية شعار "ممنوع دخول المحجبات" شهدت شواطئ غرب الإسكندرية ظاهرة جديدة هذا العام أثني عليها الجميع حيث امتلأت بالمحجبات ونزولهن البحر بالزي الشرعي مما أدي إلي اختفاء ظاهرة التحرش وإجبار الشباب علي احترامهن.. بالإضافة إلي تخصيص أماكن للصلاة وركن خاص بالعائلات احتراما للخصوصية. قامت "المساء" بجولة تفقدية علي شواطئ غرب الإسكندرية حيث أكدت أميرة رضوان من القاهرة أن نزول الفتيات والسيدات بالحجاب شيء طيب وظاهرة حسنة تجبر الشباب علي عدم التحرش وتؤكد علي احترام الآخر وشعور الرواد بالاطمئنان والاستمتاع بالمصيف مشيرة إلي أن فتيات البكيني هربن إلي القري السياحية التي تشترط عدم النزول بالحجاب وارتداء المايوه. إقامة الصلوات قال سامي محمود أحد المصطافين: إنه تم تخصيص أماكن لإقامة الصلوات في أماكن منعزلة تحت شعار "صيف واستمتع وارضي ربك" أيضاً كان هناك زحاماً شديداً بالمساجد والشوارع المحيطة بالشواطئ في صلاة الجمعة واضطر أهالي المنطقة إلي فرش السجاجيد بالشوارع وغلقها لاستيعاب المصلين من زوار الإسكندرية. أكد اللواء أحمد حجازي وكيل وزارة السياحة والمصايف بالإسكندرية أن شواطئ عروس البحر المتوسط شهدت هذا العام طفرة هائلة لراحة المصطافين تبدأ من توفير مجموعات من الغطاسين المهرة وأماكن الخدمات وغرف تبديل الملابس مما كان له الأثر في زيارة أعداد الزوار وكانت الظاهرة الجميلة أن هناك التزاما شديدا من قبل الشباب والفتيات سواء بالاحتشام في الملبس أو السلوك. قال محمد جابر وأحمد عبد العزيز مديرا شاطئ البيطاش 2 المميز: إن عملية تنظيف الرمال والشاطئ وجمع الشوائب التي يتركها المصطافون تتم يومياً بانتظام في نهاية كل يوم مؤكدين أنه تم توفير مصلي كي يؤدي المصطافون صلواتهم في أوقاتها بالإضافة إلي تخصيص أماكن للعائلات حتي تكون هناك خصوصية ويستمتع المصطافون بأوقاتهم. أشار عدنان حسن مشرف الشاطئ إلي أنه يتم الإعلان عن الأسعار بمدخل الشاطئ طبقاً للقائمة المعتمدة من السياحة بحيث يكون دخول الفرد شامل الخدمات من كراسي وشماسي بسعر 7 جنيهات مضيفا أنه تم تخصيص مظلة مجهزة لرحلات اليوم الواحد وكبار السن كما أن الشاطئ لم يشهد أي حالات غرق بسبب يقظة رجال الإنقاذ. رأي الدين يقول د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: من المقرر شرعا أن الترويح عن النفس مباح وجائز في حدود الآداب الشرعية.. فقد ورد أن سيدنا حنظلة ذهب إلي سيدنا أبي بكر رضي الله عنهما فقال : يا أبا بكر نكون عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فيذكرنا بالجنة والنار كأننا نراها رأي العين فإذا خرجنا من عنده اشتغلنا بالضيعات أي الأعمال والمكاسب ولاعبنا الأبناء والزوجات فهل تري أني نافقت؟.. فقال أبو بكر رضي الله عنه : والله إني لأجد في نفسي ما تجد في نفسك هلم بنا نسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فقال عليه الصلاة والسلام : "يا حنظلة والله لو تداومون علي ما أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في طرقكم وفرشكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة". ومما يروي عن الإمام علي رضي الله عنه قال : "إن القلوب إذا كلت عميت فالتمسوا لها طرف الحكمة".. ولذلك كان يستمع النبي صلي الله عليه وسلم إلي الشعر وشجع عليه ومارس بعض الألعاب الرياضية من مسابقته للسيدة عائشة رضي الله عنها.. ومن الصحابة من استمع إلي الغناء. وحول ظاهرة نزول الفتيات إلي البحر بالحجاب والنقاب قال د. كريمة إن الشعب المصري متدين بفطرته فالسواد الأعظم يعظمون أمر الدين أما وجود بعض الأحوال الفردية الشاذة فلا تعبر عن الكل أو الجميع. وعلي ضوء هذا فصور الترويح عن النفس من الشعر والغناء الحسن والرياضة والفنون الجميلة والمسابقات كلها جائزة بلسان الشرع ولا حرج من ذهاب الناس إلي المتنزهات وشواطئ الأنهار والبحار ما سلموا مما حرمه الشارع.. ولا يحرم علي الناس إلا ما ورد فيه نص قطعي فإذا لم يوجد النص يبقي الأمر علي الأصل من الحل والإباحة. د. عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أكد أن الإسلام لا يحجر علي أحد أن يسري عنه نفسه وأن يذهب إلي البحر للاستمتاع بنسيمه من الحر القائظ ولكن كل حق في الإسلام أو غيره له ضوابط.. فضوابط الذهاب إلي هذه الشواطئ ألا ينظر الإنسان إلي عورة غيره رجلا كان أو امرأة وألا يمكن أحدا من النظر إلي عورته أحد من محارمه رجلا كان أو امرأة أيضا. أما النزول إلي الشواطئ بملابس ضيقة تبرز تفاصيل الجسم فهذا مرفوض شرعا وعلي المصطافين من الرجال والنساء أن يلتزموا بما شرعه الله سبحانه وتعالي.