فشلت الحكومة اللبنانية في إيجاد مخرج لأزمة النفايات المستمرة. والتي دفعت آلاف اللبنانيين للنزول إلي الشارع. إذ ألغت نتائج المناقصة الحكومية لاختيار ست شركات لجمع ومعالجة النفايات. بينما انسحب وزراء من الجلسة احتجاجا علي ما أسموه غياب مبدأ الشراكة. قال بيان صادر عن الحكومة. بعد جلسة استثنائية دامت نحو خمس ساعات "قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة علي نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها الي مجلس الوزراء" علي خلفية الكلفة المادية المرتفعة.وقال وزير الإعلام رمزي جريج. في مؤتمر صحفي اعقب الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة بالسراي الحكومي وسط بيروت لبحث أزمة النفايات ومطالب المظاهرات. إن الحكومة قررت "إلغاء نتائج المناقصة الخاصة بالنفايات".. وأوضح جريج أن السبب في إلغاء المناقصة يعود إلي "ارتفاع عرض الأسعار الذي تقدمت به الشركات الرابحة". كما قرر الوزراء المعنيون إعادة الملف للجنة الوزارية المعنية لإيجاد حلول بديلة. فضلا عن تقديم مساعدات بقيمة مائة مليون دولار لمنطقة عكار بشمال لبنان. لتأمين أماكن بالمنطقة لنقل النفايات إليها.ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن رئيس الحكومة تمام سلام قوله "اتخذنا قرارا بتقديم هذا الدعم الضروري. وباشرنا فورا اعتماد المشاريع التنموية لتعزيز أوضاع أهلنا في عكار. نستطيع في ظل ذلك أن نتواصل معهم لمساعدتنا علي إيجاد حل سريع لموضوع النفايات". وتأتي هذه التطورات. عقب اتهام ناشطين في المجتمع المدني السلطة السياسية بأنها تتقاسم ملكية الشركات التي فازت في المناقصة الحكومية. ملمحين إلي غياب "الشفافية".. وعقدت حملة "طلعت ريحتكم" مؤتمرا صحفيا مؤخرا. أكدت فيه أن "كل المناقصات التي أعلن عنها هي سرقة للمال العام لأن الحكومة تسيطر علي أموال البلديات".. ووصف البيان الصادر عن الحركة المناقصات بأنها "صفقة مشبوهة".. وأضاف أن "المناقصة وما رست عليه باطلة". من جهة أخري انسحبَ وزراء من جلسة الحكومة اللبنانية التي عقدت لمتابعة أزمة النفايات. وقال الوزراء المنسحبون إنّ طريقة إدارة الأمور داخل الحكومة لا تُراعي الشراكة. ووصفوا التعامل مع ملف النفايات بالمسرحية.وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه بعد نحو أربع ساعات من انعقاد الجلسة الاستثنائية. انسحب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه الزعيم المسيحي ميشال عون وحزب الطاشناق الأرمني وحزب المردة الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية احتجاجا علي ما وصفوه ب"مسرحية النفايات". وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المنضوي في كتلة عون "انسحبنا من الجلسة لأن هناك مسرحية في موضوع النفايات" بينما قال وزير الصناعة حسين الحاج حسن "نحن انسحبنا أيضا من الجلسة بسبب الانقلاب علي الشراكة والتفاهم". علي صعيد مواز. رفعت الحكومة اللبنانية بقرار من رئيسها تمام سلام. الجدار الإسمنتي الذي كانت قد بنته قبل أقل من 24 ساعة حول مقرها. وسط بيروت. عقب مظاهرات واسعة ضد الفساد وتفاقم أزمة النفايات.وأصدر سلام تعليماته برفع الجدار فورا. بعد أن حوّله ناشطون لبنانيون إلي "منبر حر" ومنصّة يعبرون من خلالها عما وصفوه "آلام الشعب".. وبدأت الآليات برفع الجدار في ظل تجمهر عشرات النشطاء. الذين واكبوا رفع كل حجر منه بالتصفيق والصيحات المرحبة.