"الاسكندرانية" قرروا الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك بطريقة مختلفة تتماشي مع روح الثورة فبعد أن كانت الفوانيس الصينية المستوردة والتي تحمل أشكال الشخصيات الشهيرة مثل أبوتريكة والمفتش كرومبو تتربع علي العرش وتستحوذ علي اهتمام المواطنين أصبح الاهتمام بالفوانيس التي تحمل أشكال الرشاشات والمدافع والدبابات في المقدمة بعيدا عن ارتباط الجيش والشعب. حتي الزينات في الشوارع اختلفت هذا العام فبعد أن كان أهالي الأحياء المختلفة تزين بالمصابيح الملونة والشرائط قرر المواطنون هذا العام الاقتصاد في استهلاك الكهرباء وإقامة الزينات بأعلام مصر وشعارات الثورة وأيضا صور الشهداء . محلات الفوانيس خاصة "محطة مصر" و"المنشية" تعرض مجموعة من الفوانيس أطلق عليها اسماء "فوانيس الثورة" و"25 يناير" وفانوس "الجيش" بجانب الفانوس التقليدي "أبوشمعة" والفوانيس "كبيرة الحجم" والتي يشتريها المواطن لتزين منزله وأضاف ديكورا رمضانيا جميلا خلال الشهر الكريم. * علي أبوزيد "صنايعي فوانيس": الفانوس المصري يأخذ وقتا وجهدا في صناعته حيث تكون من الصفيح المميز والزجاج الملون ويتم لحامهما معا بمادة القصدير ومنه أحجام وأشكال مختلفة منه تتعدد لنحو 50 حجما تبدأ من 15سم وتصل الي 180سم وكلما زاد حجمه ارتفع سعره ولكن يباع الفانوس المتوسط أكثر من غيره بسعر 30 جنيها وبالرغم من انخفاض مبيعات هذا العام الي النصف تقريبا إلا أن الأهالي يقبلون علي شراء الفانوس كبير الحجم لتزيين منازلهم به والاحتفال بالجو الرمضاني علي المنازل والذي يتراوح سعره من 100 جنيه الي 300 حسب حجمه وشكله. * عبدالسلام أبوزيد صانع فوانيس بجانب الفانوس الصيني المستورد ويسمي "البلازما" حيث يعطي اضاءة من الجانبين ويتراوح سعره من 20 الي 30 جنيها حسب حجمه. ظهرت فوانيس جديدة هذا العام تماشيا مع الثورة أطلق عليها "فانوس الثورة" و"25 يناير" و"التحرير" وكلها ملونة بألوان علم مصر وبعضها يحمل صور الشهداء وبعض صور المظاهرات. أضاف: هناك الفوانيس التقليدية مثل "تاج الملك" و"كلبوظة" و"الشحاتة" ولكن الإقبال عليها ضعيف وهناك بعض المواطنين يفضلون فوانيس "الأبراج" والتي تمثل أبراج الحظ حيث يشتري كل فرد "فانوس برجه الخاص" طلبا للحظ. * السيد حسن بائع فوانيس: الأطفال رفضوا هذا العام اختيار فوانيس علي شكل معدات الجيش والتي توافرت بشكل ملحوظ وهي الدبابة والمدفع الرشاش والطائرة الحربية وجندي الصاعقة وتتراوح أسعارها من 15 الي 20 جنيها فقط. بالاضافة لفانوس علم مصر والذي يتم صناعته بألوان العلم ويسأل عليه المواطنون لتزيين منازلهم به. * محمود يوسف بائع فوانيس بميدان "الجيش":يشهد السوق الفوانيس هذا العام علي غير المعتاد ركودا وإقبالا ضعيفا من المواطنين مما جعل التجار يرفعون السعر لأن المعروض من الفوانيس قليل لكن مازالت هناك رسائل في الجمارك لم يفرج عنها وبعد وصولها يمكن أن تؤدي الي تراجع الأسعار. أكد أن بعض الطبقات الراقية تفضل شراء النجف والفوانيس الإسلامية لوضعها في الشاليهات والفلل لاضفاء الجو الروماني عليها ولكن نظرا لارتفاع السعر والذي يتعدي نحو ال 200 جنيها يلاقي اقبالا ضعيفا ومعينة فقط. أكد بعض الأطفال "نورهان ونسمة عادل" 9 و8 سنوات و"محمد عباس" 6سنوات بأنهم فضلوا هذا العام شراء فوانيس الجيش كما أطلقوا عليها لأنهم يحبون الثورة والثوار ولأنها أشكال جديدة وغريبة وليست مثل أشكال الفانوس التقليدي الذي يشترونه كل عام. وأكد كلا من "شريف رمضان" و"محمد بشير" و"محمد هشام" و"هند حنفي" بأنهم نظموا موقعا علي "الفيس بوك" لجذب الشباب لزيارة مصر وعنوان الموقع باسم "رمضان في مصر بعد الثورة أحلي" وذلك في محاولة منهم لانعاش الحالة الاقتصادية بعد وصول عدد من الأفواج السياحية وخاصة للإسكندرية لزيارة معالمها الأثرية. قالوا أنهم ترشيدا لاستهلاك الكهرباء قرروا توعية المواطنين بعدم استخدام الإنارة في الشوارع والميادين بل تزيينها بأعلام مصر وشرائط ملونة بألوان العلم بجانب صور الشهداء لتكون حتي زينة رمضان امتدادا لروح ثورة "25يناير" الذي يفتخر بها كل شاب وفتاة. قالت "ميرفت سلطان" مهندسة ديكور أن الحالة الاقتصادية للأسرة تفرض نفسها خاصة في مشتروات المناسبات مثل رمضان والأعياد ولأن الأسرة الصغيرة يكون عدد أطفالها ثلاثة فمن المبالغ فيه شراء فوانيس لكل طفل مما يتسبب في إهدار الأسرة لنحو 100 جنيه لشراء الفوانيس فقط ولذلك فأن كل أم من الممكن ان تضع فانوسا خاصا بطفلها عن طريق اخبار بعض الكاسات أو الأكواب الملونة والتي يتراوح سعرها ما بين 2 الي 3 جنيهات فقط ويختار الطفل الشكل الذي يحبه ويوضع بداخله شمعة بحامل معدن تباع بنحو جنيه الي جنبه ونصف ليصبح عند كل طفل فانوسه الخاص ولا تزيد تكلفته 5جنيهات فقط.