* سيدتي: تري لو تحدثت إليك بما يحيك في صدري.. وأخشي أن يطلع عليه الناس.. ستمدين لي يد العون.. أم ستكونين مع الأيام ضدي لا أعلم؟ لكنني سأحكي لك لأنني بحاجة لعونك ومشورتك.. فقط أرجو سعة صدرك.. وسرعة الرد.. وعدم القسوة علي فيكفيني ما أعانيه فقد لجأت إليك بعد ما سمعته عنك من دعمك وعدم سخريتك من مشاكلنا وعدم تسلطك أيضا فكوني لنا ما نتمناه منك رجاء. حكايتي بدأت عندما تخرجت وعملت في شركة.. مرتبها مغر لفتاة حديثة التخرج.. سعدت كثيرا بهذه الوظيفة.. ولسبب آخر وهو أن الشركة التي أعمل فيها.. مليئة بالشباب.. وهذا يعني أن فرصتي في الزواج لن تتأخر.. ثم حدث أن تكلم معي هذا الرجل الحلم من وجهة نظري والذي ما إن رأيته حتي وقعت في هواه. في البداية أراد أن يقيم معي علاقة معتقدا أنني سهلة.. رفضت وابتعدت فأرسل يعاتبني.. لم أجب.. ثم بعد فترة عاود الاتصال بي وواعدني للقاء نتحدث فيه..ووافقت وقلت لعله أفاق.. ثم فجأة وقبل الموعد بقليل طلب أن يكون مكان اللقاء في منزله حتي لا يرانا أحد ويسيء لسمعتي.. فكرت ووجدته علي حق.. وافقت وقابلته هناك وقلت لنفسي الفتاة تستطيع أن تحافظ علي نفسها في أي مكان..كان حديثا كله عن حبنا وكيف سنرتبط.. وعرفت منه أنه متزوج.. لكنه يريد أن ينفصل عن زوجته وأن الزملاء يعرفون هذا. وبعد أن رتبنا كل شيء لزواجنا.. وكيف سيترك زوجته قبل الزواج مني.. باغتني بقبلة.. صفعته وخاصمته وتركت الشقة غاضبة.. ثم أرسلت إليه رسالة عاتبته فيها.. اعتذر وصالحني.. ثم تقابلنا ثانية بعد إلحاح طويل منه.. وخوفا من الكلام والناس كما سبق واتفقنا كان اللقاء الثاني في منزله.. لكنه عاود الكرة ثانية.. وحاول تقبيلي وحضني فرفضت.. غضب وثار هذه المرة وقال انه يحبني وأنني أراوغه وأنني غير جادة في حبي له ولعلي أعبث به!! تركته وانصرفت دون أن أعرف أي شيء عن موعد زواجنا ومتي يطلق زوجته أو يتقدم لي.. الآن يحاول مقابلتي مجددا ولكنني أرفض ولا أدري ماذا أفعل لقد أحببته ولا أستطيع الابتعاد عنه.. وعلي الرغم من محاولة كثير من الزملاء للتقرب مني ومحاولة استرضائي إلا أنني لا أطيق مجرد التفكير في غيره. أرجوك ماذا أفعل؟ عمري الآن 22 عاما وأهلي يرغبون في تزويجي وبسرعة فهل أنتظره حتي يطلق زوجته أم بماذا تشيرين علي؟ أشعر أن ما أفعله إثم كبير وسيعاقبني الله.. لكنني أحببته فهو ساحر يفيض حبا وعذب الكلام وله طريقة غير عادية في التعبير عن مشاعره أكاد أجن به. أرجوك لا تسخري مني ولا تلوميني فلم أفرق بينه وبين زوجته هو قال انه سيطلقها وأن الزملاء يعرفون ذلك يعني هذا أن الموضوع قديم بينهما أرجوك ساعديني وردي بسرعة. ** عزيزتي: حقاً إن "الإثم هو ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".. وقد قال "قاسم أمين" الرجل الذي دعا إلي تحرير المرأة وبحقها في العلم والعمل: "الفضيلة والرذيلة يتنازعان السلطة علي نفس الانسان في جميع أدوار حياته فتارة يخضع للأولي.. وتارة تتغلب عليه الثانية.. ولا يوجد إنسان مهما بلغ في التربية والعلم أن يكون آمنا من السقوط يوما في الرذيلة. كما لا يوجد إنسان مهما أحاطت به الرذيلة إلا وفيه استعداد لأن يأتي يوما بأفضل الأعمال". هذا هو قول الرجل الذي دافع عن حريتك التي تحاولين استغلالها بأسوأ أنواع الاستغلال فتذهبين بمحض إرادتك لمنزل سيدة أخري آمنة ولا تعلم خيانة زوجها لها.. لتدبري معه كيفية الخلاص منها وخلعها عن منزلها لتحتليه. أية أخلاق تلك التي تربيت عليها وأي قيم ستحملينها كأم للمستقبل وماذا ستعلمين أطفالك؟!! يا صديقة بابي.. اعذريني لو كنت قاسية عليك بعض الشيء ولكن أي نفس سوية تكره الغدر وأنت نفسك تكرهينه وإلا ما حاك بصدرك شيء.. وما أرسلت تطلبين العون والنصيحة فهذا دليل علي أن الخير مازال فيك.. يناشدك العودة إلي الطريق الصواب.. ولك أقول: هذا الرجل المتصابي المراهق.. لن يطلق زوجته أبدا.. لكنه يستعمل هذه الخدعة ليغرر بك.. فأنت منذ دخلت الشركة وعيناك تبحث عن زوج وتلك جريمة في حق نفسك.. وهو صائد محترف.. أوقعك في شباكه لأنك مازلت صائدة مبتدئة بالنسبة إليه وقد أقنعك دون جهد يذكر بأن يكون أول لقاء بمنزله ومؤكد أن زوجته المسكينة لا تعلم بهذا العبث.. ولا يعنيننا هذا ولكن المهم هو تصرفك..والحجج التي تبررين بها لنفسك تلك السرقة..نعم سرقة حق غيرك بمبررات واهية فموافقتك علي أن تذهبي إليه في منزله خوفا من كلام الناس.. ولا يوجد خوف من الله الذي يطلع عليكما أم أنه غير هام لك المهم كلام الناس.. أفلا تخافين من هذا الذئب الشرس الذي يسعي لمتعته الحرام علي حساب أي شيء؟! سيظل يحاول ويحاول حتي يصل لما يريد. ويلقي بك فريسة لمن يريد فهو يعلم بخبرته أنك تلهثين خلف صيد ثمين بغباء أنثي لا تحسب العواقب أمام الغاية التي جعلتك تبررين الوسيلة القذرة.. ولكن ثقي أن من يريدك بعده أبدا لن يكون إنسانا راغبا في زوجة سيدرك أنك أصبحت ساقطة تبحث عن فرصة.. سيكون راغبا في الصورة التي ستتحولين إليها. لماذا يا عزيزتي.. تسيئين إلي نفسك وأهلك هكذا؟ أنت متعلمة.. ومثقفة ولست في سن مراهقة. أرجوك.. أفيقي وابتعدي عنه.. لا حب.. ولا زواج. هوالخداع وفقط.. استغفري الله فقد سعيت في خراب منزل سيدة آمنة حتي وإن كان زوجها رجلا عابثا ماجنا ولن يفعل هذا فمثله لا يترك زوجته لمثلك ولكن سعيك أنت في تخريب بيتها هو الصادم.. توبي إلي الله وابتعدي عنه واعلمي أن الله يغفر الذنوب جميعا عدا الشرك به.. وسيأخذ الله بيدك للخروج من أزمتك.. فقط ادعيه يستجب لك.. وفي النهاية أذكرك بأن المكر السييء لا يحيق إلا بأهله.. وعذرا لقسوتي فأنت بالغة تتصرف كطفلة لم تحل ضفائرها بعد وهذا ليس جميلا في زمننا هذا.. اتق الله ليجعل لك مخرجا.