في مهزلة أمنية.. اقتحم ثلاثة بلطجية مكتب "المساء" بالإسكندرية أحدهم يحمل سلاحاً نارياً وتعدوا بالضرب علي الزملاء المتواجدين وحاول المجني عليهم الاستغاثة بمديرية أمن الإسكندرية التي تبعد أمتاراً عن المكتب دون جدوي ولولا العناية الإلهية واستبسال الزملاء في الدفاع عن أنفسهم لحدث ما لا يحمد عقباه. قالت الزميلة دينا زكي مدير المكتب: إن المعتدين حاولوا إحراق المكتب وقاموا بتحطيم محتوياته. تقول: كنت اعقد الاجتماع اليومي بزملائي مرشدي عبدالنبي وعزت طلعت وجمال مجدي كمجلس تحرير.. ففوجئنا باقتحام ثلاثة أشخاص ضخام الجثة يتقدمهم شخص ادعي انه صاحب شركة للتسويق العقاري.. فحاولت الاستعلام منه عن الأمر فقال إنه يريد أن يقابل سيدة تدعي "مني" فحاولنا إفهامه انه لا يعمل بمكتب "المساء" صحفية تحمل هذا الاسم فأخذ في الصراخ بأنه لا يتحدث مع "نساء" ويريد ان يكلم "رجل" وأشار بيده إلي زميلي الشاب "جمال مجدي".. فطلبت من باقي الزملاء الجلوس معه ومعرفة مشكلته.. فما كان منه إلا أن قام "بسبي" بأفظع الشتائم والألفاظ النابية بأنه يختار من يريد ان يتحدث معه.. وفي لحظات هجم ذلك الشخص علي زميلي مرشدي عبدالنبي ليخنقه من رقبته بينما قام زميلاه بالهجوم علي الزملاء عزت وجمال وأخذت أصرخ بكل قوتي لإنقاذ زميلي مرشدي من محاولة قتله.. وسارعت بالاتصال بشرطة النجدة "122" فكانت الإجابة بأن هذه هي "نجدة المنصورة" وعلينا إعادة المحاولة.. فقمت بإعادة المحاولة من جديد دون جدوي أو رد من قبل النجدة.. فقمنا بالاتصال برئيس مباحث العطارين الرائد "خيري نصار" فلم يرد علي تليفونه.. كل هذا وزملائي في معركة ضروس لحماية أنفسهم ومكتبنا من التحطيم بما يحتويه من أجهزة ومعدات. وأخيراًپتمكنت من التواصل مع اللواء ناجي أنس رئيس العلاقات العامة بالمديرية الذي قام بالاتصال بقسم العطارين لإرسال نجدة سريعة.. ونحن نتعرض للتهديد بالموت خاصة بعد أن هجم علي زعيمهم محاولاً ضربي وتمزيق ملابسي وأنا أدفعه بعيداً عن زملائي. من هنا تبدأ مرحلة جديدة من تقاعس أجهزة الأمن بالإسكندرية في صورة لم نشهدها من قبل فنقطة محطة الرمل لا تبعد سوي خمس دقائق عن مكتبنا ولكننا ظللنا "نصف ساعة" لحين وصول ثلاثة منجدين.. كان البلطجي وشركاه قد تمكنوا من الهرب.. بينما توجهت مع المنجدين الثلاثة لقسم العطارين لتقديم بلاغ للرائد "خيري نصار" رئيس المباحث.. مع زملائي حيث وجدنا "نصار" يجلس في حجرة مظلمة في عز النهار مع أحد أصدقائه في التكييف وأمامه شاشة التليفزيون يتابع البرامج وبعدما شرحنا له الواقعة فوجئنا به يتحدث بتعال ويصرخ في وجوهنا لنذهب إلي مكتب "البلوكامين" لتحرير محضر وتبين ان المهاجمين يتقدمهم شخص مسجل أمنياً في قضايا أموال عامة وإحراز سلاح بدون ترخيص. قال العميد حلمي أبوالليل وكيل مباحث وسط انه يتابع الموقف وان البلطجي سيتم ضبطه علي الفور.. وعلي مدار ساعة تقريباً ونحن في القسم لم يتحرك أحد لضبط البلطجي المهاجم ولا من معه بالرغم من تواجدهم بالمنطقة.. أما الكارثة التي ننقلها إلي وزير الداخلية فكانت ان رئيس مباحث القسم حيث قال إنه بناء علي تحرياته وهو لم يتحرك من مكتبه تبين أننا نفتعل أزمة!! وأننا استدرجنا البلطجية للاعتداء عليهم؟ فوجئنا برئيس المباحث يطلب من معاون القسم ان نظل بمكتبه حتي ينهي تليفوناته الخاصة!! وكأننا تحت التحفظ فقمنا بالاتصال بحكمدار الإسكندرية لإبلاغه بالأمر الذي قام مشكوراً بالاتصال بالقسم حيث أبلغه رئيس المباحث اننا قد رحلنا بينما نحن تحت التحفظ.. ولولا ذلك لتحولنا إلي متهمين وبعدها اكتشفنا ان رئيس المباحث اعتبر ما حدث "فحص إداري" وإنما حدث هو اختلاف في الرأي ولم نتمكن من الحصول علي رقم المحضر إلا بعد ساعات وأبلغنا الأمن العام بمديرية الأمن خوفاً من عودة البلطجية لإحراق مكتبنا أو التعدي علينا أمام منازلنا. وتتساءل دينا زكي: إذا كنا صحفيين وأعضاء نقابة الصحفيين قد تعرضنا للهجوم والضرب والإهانة داخل عملنا دون ان يتحرك جهاز أمني واحد لنجدتنا.. وإذا كان رئيس مباحث العطارين التابع له مكتبنا الصحفي قد عاملنا كمجرمين وأنصف "البلطجية" علي حسابنا ويجلس منعزلاً عن دائرة معروف فيها الاتجار العلني للمخدرات والآداب والباعة الجائلين والبلطجة وسبق ان قمنا بإجراء العديد من التحقيقات عن منطقة محطة الرمل ومحطة مصر وباقي الأماكن التابعة لدائرة القسم.. فكيف يكون التعاون مع المواطن البسيط.. وهل هذا ما أصبح عليه حال الأمن فيپالإسكندرية لا حسيب ولا رقيب؟!