عانينا كثيراً ومازلنا نعاني من غلبة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين وأكثر في السياسة.. وكم انتقدنا وعن حق أمريكا والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية تري بعين عوراء فتهاجم مواقفنا المستحقة لمجرد أنها مواقفنا نحن نثمن نفس المواقف أو تتغاضي عنها إذا صدرت من إسرائيل أو تركيا أو أي بلد حليف للقوي العظمي أو مرضي عنه منها. هذا الأسلوب الذي يتنافي مع أبسط قواعد العدالة كان المفروض أن يجعلنا أكثر سمواً وعدلاً ومصداقية وحرصاً وسعياً لتطبيق "وحدة المعايير" في كل شئون حياتنا دون النظر إلي كنه الشخوص وشهرتهم وأرصدتهم في البنوك ومدي نفاذهم أو أنهم هامشيون وغير واصلين. لكننا وللأسف الشديد نقول ما لا نفعل.. نلعن أم أمريكا وأوروبا واذيالهما بسبب معاييرهم المزدوجة ومكاييلهم المتعددة وهم يستحقون فعلاً اللعن في كل كتاب ثم نتبع نفس ملتهم في كثير من أمور حياتنا.. ولعل مايحدث علي الساحة الفنية خير مثل وأبلغ دليل. هاجمنا وقاضينا كلاً من رضا الفولي صاحبة كليب "سيب ايدي" والراقصتين شاكيرا وبرديس بسبب كليبيهما "الكمون" و"يا واد يا تقيل" علي التوالي.. والتهم الموجهة للثلاثة: التحريض علي الفسق والفجور والدعوة للدعارة. لا ادافع هنا عن الثلاثة ولا يجوز مطلقاً الدفاع عنهن بل اؤيد تماماً ضرورة محاكمتهن علي هذه التهم المشينة التي تتنافي مع قواعد أي مجتمع متدين فما بالكم بالمجتمع المصري؟؟.. لكن من حقي أن اسأل: اشمعني رضا وشاكير وبرديس فقط؟؟.. ما الفرق بين ما تحتويه هذه الكليبات من تحريض علي الرذيلة وايحاءات جنسية وألفاظ سوقية خارجة وحركات زبالة لا تكون إلا في غرف النوم وبين مشاهد كثيرة في أفلام السبكي مثلاً التي تعتمد علي مفردات ثابتة هي قواد وبنات ليل عاريات وحشاش وقمصان نوم فاضحة وكلام سوقي افضح.. أو بينها وبين ما تقدمه هيفاء وهبي مثلاً أيضاً؟؟.. هل هذه الكليبات دعارة والأخري فن وابداع؟؟.. لا ياسادة.. كله سواء وارجعوا إلي القواعد الفقهية والأصول والعادات والتقاليد المجتمعية والمعايير الفنية وسوف تتأكدون من ذلك. وحدوا المعايير ولا تكيلوا بمكيالين وأكثر في الفن وغيره.. عاقبوهم جميعاً أو اتركوهم جميعاً وتحملوا التبعة أمام الله والرسول والمؤمنين. رحم الله الإمام الشافعي فقد قال: نعيب زماننا والعيب فينا .. ومالزماننا عيب سوانا . ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا . وعلي الله قصد السبيل .