في مثل هذا اليوم من كل عام .. يوم الوقفة.. ومذن أيام الزمن الجميل.. وبالتحديد منذ 75 عاماً.. وكلما هل هلال العيد.. تشعرنا هذه الأغنية أو.. الأنشودة.. بقدومه وفرحه.. وتعتبر اللحن المميز للاحتفال بالعيد لما تحمله كلماتها من معاني كتبها شاعر الشباب أحمد رامي وموسيقاها المعبرة التي وضعها الملحن الكبير رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق وسيدة الغناء "أم كلثوم" ويقول مطلعها: يا ليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا هذه الأغنية تم تسجيلها بالاستديو عام 1939 ثم غنتها أم كلثوم في ثالث أفلامها السينمائية "دنانير" إخراج أحمد بدرخان والذي عرض عام 1940 حيث جاءت ليلة عيد الفطر في إطار أحداث الفيلم.. فقد أقيم حفل ساهر في قصر الخليفة هارون الرشيد ببغداد حيث قام الوزير "جعفر" بتقديم المطربة "دنانير" أم كلثوم لتغني أمام هارون الرشيد أنشودة يا ليلة العيد والتي ظلت تتغني بها في كل حفلاتها. أحيت أم كلثوم حفلاً ساهراً بحديقة النادي الأهلي بالجزيرة جزيرة الخديوي إسماعيل وقتئذ وفي وصلتها الثانية غنت "يا ليلة العيد" وبعد نحو دقيقتين فقط من ظهورها علي المسرح دخل السرادق فجأة الملك فاروق "ملك مصر والسودان في ذلك الوقت" وما أن أعلن حافظ عبدالوهاب مذيع الحفل عن حضور الملك حتي ضج الحضور بالتصفيق والهتاف بحياة الملك.. وتوقفت أم كلثوم عن الغناء "لي أن جلس سموه وأذن لها وفرقتها بمواصلة الغناء. وبالفعل واصلت أم كلثوم الغناء وسط إعجاب وتهليل الجماهير التي قاطعتها أكثر من مرة للإعادة لدرجة ان الأغنية والتي تبلغ مدتها في الفيلم 4 دقائق فقط قدمتها في 40 دقيقة.. كما غيرت في الأغنية وارتجلت بعض كلماتها قائلة: يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور يعيش فاروق ويتهني ونحيي له ليالي العيد ووسط التصفيق والتهليل والهتافات انتقلت أم كلثوم وهي في نفس الأغنية واستكملتها بأغنية أخري هي "حبيبي يسعد أوقاته" وقالت موجهة كلماتها إلي الملك: حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد حبيبي زي القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد.. وكل ما يهل هلاله تتقاد الأعياد والليلة عيد علي الدنيا سعيد عز وتمجيد لك يا مليكي وتقديراًپلها ولحسن استقبالها لملك.. استدعاها فاروق وصافحها وشكرها.. وبعد ان قبلت يده.. أبلغها رئيس الديوان الملكي سعادة أحمد حسنين باشا بالإنعام الملكي عليها ومنحها "نيشان الكمال" وفي صباح يوم الاثنين "أول أيام عيد الفطر" ذهبت أم كلثوم علي رأس وفد يمثل نقابة المهن الموسيقية والتي كانت ترأسها إلي القصر الملكي في عابدين حيث قاموا بقيد أسمائهم في سجل الزيارات وتقديم الشكر للملك علي إنعامه السامي عليها.. وكان هذا النيشان هو الثالث الذي منح لها بعد مينشان الاستحقاق السوري ونيشان الاستحقاق اللبناني.