لدي سؤال بريء فعلاً أتوجه به إلي حكومتنا الموقرة خاصة الوزارات التي تمد يدها طوال الليل والنهار!! السؤال يتمثل في: لماذا تنجح المستشفيات القائمة علي التبرعات؟! ولم نسمع عن أي مشكلة واجهتها؟! أو تعرضها لسرقة منظمة أو غير منظمة؟!!.. في حين أن أي مستشفي حكومي تسمع فيه شكاوي يمكن أن تستمر شهراً في السماع ولا تنتهي!! ومثل المستشفيات المجالات الأخري التي تماثلها.. مثل الإسكان ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي والطاقة!! بالطبع الإجابة ستكون عاصية علي الحكومة التي ترفض رفضاً باتاً أن تشرك معها أحداً - من خارجها - في التفكير ووضع الحلول.. ولكن الإجابة بمنتهي الصراحة أن كل المستشفيات القائمة علي التبرعات تدار بفكر القطاع الخاص وتخلصت من الروتين الحكومي.. في حين أن المستشفيات الحكومية غارقة في الروتين بخلاف أن الحكومة في إطار أنها توفر فرص عمل أمام الشباب.. تضع كل شهر الآلاف من الشباب في دولاب الروتين بالمستشفيات وبأجر شهري أقل ما يمكن أن نقوله عنه إن هذا الأجر هو "مشروع بناء حرامي"!! لقد وعدنا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بمحاربة الروتين والبيروقراطية في أول أيام توليه مهام منصبه.. ولكن اتضح لنا بل تأكدنا أن الدولة العميقة أقوي منه بعدة مراحل.. ولهذا لقي الهزيمة حتي الآن - علي الأقل - في هذه المعركة التي من المفترض أن رئيس الوزراء أقوي من هذه الدولة العميقة نظرياً ولكن الواقع العملي يقول إنها الأقوي.. وإذا أردنا إصلاحاً فلابد من سرعة تغيير السياسة التي نسير عليها ونحكم الرقابة وحسن اختيار القيادات.. وإلا سنظل ندور في نفس الدائرة التي نسير فيها منذ أكثر من 60 عاماً رغم اختلاف أسماء الحكام.. ومشكلتنا كما قلنا مراراً في الإدارة!!!