أتمني ألا تلتفت الدولة للمحاولات المقصودة التي لن تنتهي لتعطيل صدور قانون الإرهاب.. فالبعض لديه هواية وعشق لكلمة "لا" سواء بحق أو باطل. مع ذلك فإن هناك أموراً يجب الوقوف أمامها ووضعها أمام أولي الأمر: * خطر جدا "السربعة" في إصدار القانون علي خلفية الأحداث الدامية. التي تعرضت لها مصر الأسبوع الماضي من اغتيال النائب العام والهجوم علي كمائن شمال سيناء.. ففي التأني السلامة كما يقولون. * يجب الحذر عند صياغة مواد القانون في صورتها النهائية حتي لا تأتي مواد مخالفة للدستور.. ولذا أقترح عرض القانون علي المحكمة الدستورية العليا لإبداء الرأي الدستوري فيه كرقابة سابقة قبل إصداره إذا كان هذا جائزاً دستورياً وقانونياً. * التمييز في تطبيق القانون كما يريد البعض مرفوض بالثلاثة.. المفروض تطبيقه علي كافة المواطنين بلا استثناء.. فلا أحد فوق رأسه ريشة.. الكل سواء وبنص الدستور. * إصرار البعض علي أن تبقي درجات التقاضي كما هي دون نقصان أمر مرفوض.. من الضرورات والأهمية بمكان أن يصبح التقاضي علي درجتين فقط "جنايات ثم نقض" وإذا قبلت محكمة النقض الطعن علي حكم الجنايات نقضته وفصلت هي فيه من أول مرة دون عودة القضية مرة ثانية للجنايات. وهو ما يقلل مدة التقاضي ويحقق العدالة الناجزة. * البعض يطالب بأن يظل استماع المحكمة للشهود وجوبياً مطلقاً كما هو.. والبعض الآخر يطلب أن يكون هذا الاستماع اختيارياً مطلقاً.. وفي رأيي يجب أن يكون استماع المحكمة للشهود وجوبياً مشروطاً بمدة معينة لا يتم تجاوزها بأي شكل. ولأي سبب. وبالتالي لا نبخس حق المتهم في الضمانات. ولا نضُر العدالة بإطالة أمد التقاضي بلعبة الشهود.. وإذا فشل أحد طرفي القضية في توفير الشهود خلال المدة القانونية سقط حقه في ذلك. نحن في أمس الحاجة فعلاً إلي إصدار قانون الإرهاب ليس الآن فقط. بل منذ أربع سنوات.. لكن البعض انبري لمهاجمته في محاولة لتعطيله.. سواء لغرض أو لمرض. أو لهواية متأصلة في نفوسهم أو لعشق دفين في توقيف المراكب السايرة وفي داهية أي شيء آخر. حتي لو كان أمن واستقرار واستقلال البلد وحياة شعبه. أرجوكم اتركوا القانون يأخذ وقته الطبيعي من الدراسة حتي يصدر "صح".. ووقتها لا تبالوا بالمعترضين.. براحتهم بقي. واغفر لنا وارحمنا.. قال سبحانه وتعالي في ختام سورة البقرة: "لا يُكلِّف اللَّه نفسًا إلا وُسعهَا. لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَت. ربنا لا تُؤاخذنا إن نَسِينَا أوْ أخطأنا. رَبَنا ولا تَحْمل عَليْنا إصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ علي الَّذين من قَبْلِنا. رَبَنا ولا تُحَملنَا مَا لا طاقة لنَا بِه. واعْفُ عَنَّا. واغْفِر لنَا وارْحَمْنا. أنْتَ مَوْلانا فَانْصُرنا عَلَي الْقَوْمِ الكَافِرين".. "صدق اللّه العظيم".