أكد د.أحمد خليل المفكر الشاب وصاحب الخبرات في مجال السياسة والدواء أن مصر تحتاج الي برلمان قادر علي رقابة الحكومة والتشريع وايجاد حلول غير تقليدية لمشاكلها وأننا نحتاج الي نواب كفاءات وخبرات وعلماء في كل التخصصات.. نحتاج الي نائب صوت الحق والعدل وليس التصفيق والاتجار بمخصصات الشعب من العلاج وخلافه. أوضح أن المدن الجديدة وفي مقدمتها القاهرة الجديدة تحتاج الي المزيد من الخدمات حتي تكون جاذبة للسكان.. كما أشار الي أنه ينبغي علينا الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخري ونقلها الي مصر. أكد أن الشباب قوة مؤثرة في الفترة القادمة مشيراً الي أن الكفاءة تقضي علي ما يطلق عليه صراع الأجيال. .. وإلي نص الحوار * بمناسبة اقتراب الانتخابات البرلمانية.. ما هي مواصفات البرلمان الذي نحتاج إليه وماهو المطلوب من الناخب؟ ** نحن نحتاج مجلس خبراء وعلماء في كل التخصصات.. قادر علي الرقابة لأداء الحكومة وشن التشريعات وقادر علي ايجاد حلول غير تقليدية لمشاكل مصر وله دور فعال ملموس في تنمية البلاد ووضع تشريعات غير متضاربة وقابلة للتطبيق وتفعيل ما جاء بالدستور من حقوق وواجبات.. وناخب اليوم مختلف عما قبل فقد أصبح علي درجة من الوعي لاختيار الأنسب مهما كانت المغريات والضغوط.. فالنائب المطلوب للمرحلة القادمة مهمته أن يكون صوتاً للحق والعدل وليس نائباً للتصفيق أو للاتجار بمخصصات الشعب في العلاج والسكن وخلافه.. لذا اتفق تماماً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطالبته للشعب بالاختيار بدقة وعناية وأعتقد أن الفترة السابقة وطول مدتها كشفت للناس كل الحقائق كما كشفت من يعمل علي الأرض فعلاً لمصلحة المواطنين والبلاد والدائرة بغض النظر عن وجود انتخابات من عدمه ومن توقف بعد تأجيل الانتخابات واختلفت مواقفه. * وماهي الرسالة في إجراء الانتخابات قبل نهاية العام؟! ** هناك رسائل هامة للجميع في الداخل والخارج أهمها أن مصر دولة مستقرة وديمقراطية وقادرة علي استكمال خارطة المستقبل رغم كل التحديات وأن الإرهاب لن يوقف مسيرتنا وأننا قادرون علي الانتصار عليه.. هذه أهم الرسائل أما الرسائل الأخري فإن مجلس النواب له دور هام في مراقبة الحكومة وترشيد الانفاق الاستهلاكي وزيادة الانفاق الاستثماري مما يعود علي الدولة بالنفع وعلي المواطنين أيضاً. * وكيف يمكن ترجمة نداءات الرئيس المتكررة للقوي السياسية والأحزاب والشعب بالدفع بالشباب والاستفادة منه؟! ** الشباب قوة مؤثرة في الفترة القادمة ودور الشباب والوجوه الشابة مهم جداً ولا تنسي أن الشباب استطاع أن يقوم بثورتين وتغيير نظامين خلال سنوات قليلة.. لقد أثبت أنه قوة لا يستهان بها تعدت قوة المال والنفوذ.. كما أن الشباب هو محور التنمية في العالم كله وطاقة وطموح كبيرين.. عند لقائي بمعظم ممثلي شركات الأدوية في العالم معظمهم من الشباب وللعلم الشباب فترة سنية متنقلة ليست ثابتة فشاب اليوم هو طفل الأمس ورجل الغد ودائماً وأبداً هناك قواسم مشتركة تقضي علي صراع الأجيال إذا وضعنا المقياس الكفاءة وتحمل المسئولية والاخلاص والصدق والانتاج والمواهب المتميزة التي يجب علينا أن نتبناها ونستفيد منها بشكل أفضل هنا ينتهي صراع الأجيال.. علينا جميعاً أن نعلم أن النجاح لا يأتي صدفة فهناك 4 أسباب رئيسية للنجاح أولها الرغبة في النجاح والعزيمة التي تفجر الطاقات والمجهود المخلص.. وثانيها التوجيه الجيد للوقت والجهد والمال.. ثم إصقال الموهبة بالمهارات واكتساب مهارات جديدة.. وأخيراً تقويم السلوك.. وعلينا تقسيم الشباب الي مجموعات مجموعة مكافحة وطموحة تؤدي ما عليها وهؤلاء يجب دعمهم وتوفير وظائف مناسبة لهم وفرص عمل ومناخ.. وأخري تحتاج الي تقويم سلوك وإعادة تأهيل بعدما تعرضت لضغوط أدت الي تطرفها أياً كان هذا التطرف إرهاب أو مخدرات أو خلافه وبناء علي التشخيص نضع العلاج المناسب ونقوم بإعادة التأهيل.. وللعلم مستقبل بلدنا في التعليم المهني والحرفي.. مصر لم تحقق نهضتها أيام جمال عبدالناصر إلا بالتدريب المهني والخبرات.. علينا إعادة تأهيل الخريجين حسب متطلبات سوق العمل في الداخل والخارج.. وإعادة التأهيل مدتها لا تزيد علي 6 شهور. * وماذا استفدت من كثرة سفرياتك للخارج والمؤتمرات السياسية والعلمية التي حضرتها وماهو العائد علي البلاد؟! ** شغلي الشاغل كان ومازال ماذا استطيع أن أنقله الي مصر للاستفادة من خبرات البلاد المتقدمة المختلفة سواء في التكنولوجيا أو السلوك والممارسات.. تصور مثلاً أنني كنت أحضر معرضاً لخامات الأدوية في ألمانيا فسمعت صوت موسيقي في الشارع فخرجت لاستطلاع الأمر ووجدت شباباً جامعياً يرفع لافتة "لا لزيادة الرسوم الجامعية" والأمن يحيط بهم في تصرف حضاري لم يؤذ أحداً.. هذه هي ثقافة الاعتراض والاختلاف.. هل تصدق أنه في دولة مثل أريتريا نصفها من المسلمين والنصف الآخر من الأقباط.. سألتهم كيف يتعايشون قالوا نحن نعتبر أنفسنا في حفل زفاف.. وهناك طعام مطابق لشريعة كل واحد.. هذا تعبير جيد للمواطنين.. في أمريكا شاهدت مصانع مساحة كل مصنع 300 متر مزود بكل الخدمات يقدم بإيجار رمزي للشباب يستطيع الشاب أن ينتج بدلاً من الجلوس علي المقاهي.. في باريس شاهدت قوص النصر الذي يدر المليارات علي فرنسا ونحن لدينا ميدان التحرير لو أقمنا به قوس الثورة وتحول الي مزار تاريخي شاهد علي ثورتين لحقق لنا المليارات.. في لندن توجد علي نهر التايمز "عيون لندن" التي تشاهد من خلالها لندن كلها ونحن لدينا النيل لو أقمنا عليه عيون النيل لن تجد كاناً في الدنيا يضاهيها. * تكلمنا عن الشباب فماذا عن المرأة؟! ** المرأة تجلت عظمتها في الفترة الأخيرة وتصدرت المشهد بفاعلية غير متوقعة ربما لأنها المسئولة عن اقتصاد المنزل وتتأثر بالتصرفات السياسية.. المرأة أصبحت شريكاً أساسياً في التنمية لذا كان أقل واجب التميز الايجابي لها في الدستور والبرلمان. * وماذا عن المدن الجديدة؟! ** لو تكلمت عن منطقتي وهي القاهرة الجديدة فمساحتها تعادل مساحة القاهرة الكبري "القاهرة والجيزة والقليوبية" ربما حوالي مليون مواطن يحق التصويت في الانتخابات ل 150 ألف نسمة فقط لماذا.. لأن معظم ساكنيها أغراب.. غير مقيمين بها اقامة دائمة.. وهنا لابد أن نتوقف لكي نقول إنه يجب أن يوضع في الاعتبار في مخصصات الدولة أن يكون للمدن الجديدة وفي مقدمتها القاهرة الجديدة الخدمات التعليمية والصحية والمرافق اللازمة للمقيمين فعلاً حتي تكون جاذبة للاقامة الدائمة.. فالقاهرة الجديدة صالحة لأن تكون أجمل المدن والمدن الجديدة لن تكتمل إلا بتوافر الخدمات المطلوبة ويجب تمثيل مؤسسات الدولة بها من وزارات وهيئات خدمية وشركات كبري مما سيتبعه توفير فرص عمل واقامة دائمة لأبناء هذه المدن. * أخيراً ما هو تقييمكم لما تحقق خلال الفترة الماضية علي المستوي القومي والي أين نحن سائرون؟! ** أعتقد أن أهم انجاز هو أننا مازلنا نعيش في أمان ولم يحدث لنا ما حدث في البلاد العربية المجاورة وغيرها.. هذا في حد ذاته انجاز كبير.. لم نتقاتل ولم نهاجر.. ولم ينقسم جيشنا.. وما يحدث علي الأرض من انجازات كبير وفي وقت قياسي.. انظر الي افتتاح قناة السويس الجديدة عما قريب وما سيكون له من مردود ايجابي علي الاقتصاد المصري.. ما علينا الي المزيد من العطاء وشيء من الصبر والثقة والدعم للقيادة السياسية والمسئولين.