روي أبطال ملحمة الشيخ زويد ضد عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابي شهاداتهم عن بطولات زملائهم من الجنود الشهداء. الذين سطروا أنصع أنواع التضحيات بإيمان وثبات قبل أن يجودوا بدمائهم الزكية فداء لمصر وحفاظاً علي ترابها. بثت إدارة الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة شهادات البطولة مصحوبة بالصور والفيديوهات للأبطال متشبثين بأسلحتهم حتي بعد أن فاضت أرواحهم الطاهرة إلي بارئها. كانت القوات المسلحة قد اذاعت تقريراً مصوراً حول الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها مدينتا رفح والشيخ زويد بشمال سيناء يوم الأربعاء الماضي. التي أسفرت عن استشهاد 17 من أفراد الجيش واصابة 13 آخرين. ومقتل أكثر من 100 من الإرهابيين. من بين تلك الشهادات حديث أحد الجنود عن زميله "عوضين" الذي كانت خدمته ستنتهي خلال شهرين فقط. وأصر علي النزول من أعلي نقطة في الكمين لمهاجمة أحد الإرهابيين. وكانت يده ممسكة بالسلاح بقوة وحماسة إلا أنه أصيب بطلقة في ظهره. فظلت يده ممسكة بسلاحه حتي بعدما فاضت روحه إلي خالقها. قائلاً: "عندما جاءت قوات الدعم لتخلي الشهداء كانت يد عوضين ممسكة بالسلاح بقوة. وبصعوبة تم أخذ البندقية من يده". شهادة أخري لأحد المجندين الأبطال يروي خلالها الحادث قائلاً: "عربية نصف نقل حاولت تخترق الكمين. فضربنا عليها نار. فحصل انفجار كبير جداً. وزميلي عبد الرحمن اتحرك من غير خوف أو قلق وقدر يقتل أكثر من 8 إرهابيين لوحده بعد اصابته ب3 طلبات في مناطق مختلفة آخرها كانت طلقة في الرأس" وأضاف المجند البطل خلال الفيديو: "البلد دي بتاعتنا ما حدش هيقدر يدخلها أو ياخد حتة منها. ولو هنموت لازم نموت بشرفنا". وقد ظهر الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في إحدي لقطات الفيديو المعروض وهو يتحدث مع أحد الجنود. وبجواره جندي مسيحي يدعي ميلاد قائلا: "زميلك ميلاد جندي مسيحي صايم معاك. هو فيه في الدنيا أحسن من كدا" وفي تعليق صوتي لأحد ضباط الشئون المعنوية قال: "ما أوسع الفارق بين قاتل معدوم الضمير وبين مقاتل مؤمن بربه. منتم بصدق واخلاص لوطنه. ومنتسب للملايين الشرفاء من أبناء شعبه. هناك فارق بين من يبيع للشيطان دينه وخلقه. وبين ما يبتغي مرضاة الله ويرابط في سبيل الله من أجل أمن وآمان شعبه". وأضاف "ستواصل مصر مسيرتها الحضارية والتنموية بفكر وجهد أبنائها المخلصين ولن يثنيها عن بلوغ أهدافها دعاة التطرف المأجورين". مواجهة الإرهاب وفي شهادة لأحد الجنود عرضت ادارة الشئون المعنوية لقطة له مع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة. يطلب الجندي خلالها الانتقال مع القوات المقاتلة في العريشوسيناء لحماية حدود مصر ومواجهة الإرهاب. علي الرغم من أن خدمته سوف تنتهي بعد شهرين فقط. وسيخرج من الخدمة في 1 سبتمبر المقبل. ويطلب من وزير الدفاع توقيع طلب نقله. ويروي المجند بطولة زملائه قائلاً: "خالد القنبلة كانت بتترمي عليا كان بيشلها ويرميها عليهم تاني. واحنا قدام كل واحد مات من رجالتنا. فيه ما لا يقل عن عشرين تكفيري تمت تصفيته.. وإسلام صاحبي وقف بطل قدام التكفيريين وخد طلقة آر بي جي لوحدة الساعة بتاعته صارت عليا. وأنا خدتها ولسه محتفظ بيها لغاية دلوقت". جاء في التقرير انه "في مطلع يوم جديد من أيام رمضان الأربعاء. في الأول من يوليو كانت القوات المسلحة بأبطالها البواسل مع موعد ملحمة جديدة لافشال مخطط محكم للهجوم علي الأماكن والارتكازات الأمنية والعسكرية بمدينتي رفح والشيخ زويد لإحداث نوع من الفوضي والفراغ الأمني والإيحاء بسقوط مدينة الشيخ زويد في أيدي العناصر التكفيرية لإعلان تكوين إمارة إسلامية متطرفة بما يسمي "ولاية سيناء" وبمساعدة وسائل إعلام مناهضة لمصر فكانت معركة الثأر. تمكن أبطال الكمين البواسل "بقوة 17" فرداً بالتعامل الفوري مع عربة يشتبه بحملها مواد متفجرة أثناء الاقتراب من الكمين. ما أدي لانفجارها محدثة موجة انفجارية هائلة. أكد قائد الكمين انه في الساعة السابعة صباحاً بدأ التعامل وعندما دخلت السيارة المفخخة الي الكمين اعترضها الجنود. وفشل سائقها في الدخول الي حرم الكمين ففجر السائق نفسه في الجنود ما أدي لاستشهادهم. وتابع: "كان يهاجمنا عدد كبير جداً. في حين ان قوة الكمين لا تتجاوز 17 فرداً. فقمنا بإعادة انتشار وتم التعامل مع القوي المهاجمة والتمسك» بالكمين لآخر وقت". بسالة ورجولة ووصف قائد الكمين جنوده بأنهم "وحوش" دافعوا عن الكمين بمنتهي الوطنية والبسالة والرجولة كاشفاً بطولة مجند يدعي عبد الرحمن نجح بمفرده في قتل 12 تكفيرياً وهو مصاب حتي جاءته رصاصة في رأسه ما أدي لاستشهاده. وكشف عن أن جنوده تعاملوا مع الإرهابيين بمنتهي الكفاءة. فنزل بعضهم من الكمين الي قتلي العناصر الإرهابية واستولوا علي سلاحهم وتم التعامل ضدهم دون الحاجة الي دعم. وأكد أنه بعد اصابته فقد القدرة علي حمل السلاح نتيجة النزيف ولكنه زحف إلي صندوق القنابل وألقي 20 قنبلة علي العناصر الارهابية المهاجمة فتخوفوا من الصعود إلي أعلي الكمين رغم عددهم الكبير. وقال أحب أقول لأهالي الشهداء ما تقلقوش جبنا تار ولادكم بزيادة ودول إخواتي مشيراً إلي أنه بعد وصول الدعم كان مصراً علي نقل الشهداء أولاً لأن ذلك من حق الذين ضحوا بحياتهم من أجل البلد. أشار إلي أنه يتشرف في الخدمة في هذا المكان من أرض الوطن مشيراً إلي أن ما يؤلمه أنه لم يستطع رؤية الجنود الشهداء معه مؤكداً أنه كان يتمني حضور عزائهم وتشييع جثامينهم لأن الفضل يعود إليهم في التضحية بحياتهم من أجل الوطن ومن أجل عدم سقوط الكمين في يد التكفيريين رغم القوة التدميرية الشديدة في المعركة متابعاً أنا فخور أنني اشتغلت مع مثل هؤلاء والعمل معهم وسام علي صدري وأعلم أنهم وحوش واخترتهم بالأمس تمنوا الشهادة ونالوها. وقال أحمد جنود كمين أبورفاعي إن قوة الكمين تتكون من 17 فرداً فقط وان الضابط قائد الكمين أصيب خلال الاشتباكات ب 3 رصاصات غير الشظايا في أنحاء متفرقة من الجسد ورفض ترك الكمين. وأضاف ان الضابط رغم اصابته الشديدة أصر ان يكون آخر فرد يتم نقله إلي المستشفي بعد نقل كل الجنود المصابين والشهداء. نقل التقرير شهادات حية من أفراد القوات المسلحة المصابين من داخل أحد مستشفيات القوات المسلحة وقصص بطولات ضباط وجنود استبسلوا في الدفاع عن أماكن ارتكازهم وتفاصيل الهجوم عليهم بسيارات دفع رباعي وعربة مفخخة. التضحية بالنفس أكد التقرير أنه في توقيت متزامن قامت عناصر تكفيرية تتراوح بين 40 و50 فرداً مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة هاون وقذائف آر. بي. جي بدفع عربة مفخخة وحاول أحد الجنود معارضتها إلا أنها لم تمتثل للأمر فضحي بنفسه وأطلق النيران علي العربة خارج منطقة الكمين. وتابع التقرير كاشفاً تفاصيل الهجوم الارهابي يأتي هذا بالتزامن مع قيام العناصر الارهابية بإطلاق قذائف الهاون والآر بي جي علي الكمين إلا ان عناصر تأمين الكمين دافعت عنه ببسالة رغم وجود شهداء ومصابين وقتل 7 أفراد من العناصر التكفيرية ما أدي إلي انسحاب باقي العناصر الارهابية باتجاه الشيخ زويد. وكشف أحد الجنود المصابين عن أنه تم التعامل مع العناصر الارهابية ما يقرب من 7 ساعات وتم قتل أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية المهاجمة للكمين الذين استدعوا سيارتين وحملوا حوالي نصف من تم اسقاطهم من العناصر الارهابية. وأشار إلي أنه تمت ملاحظة الأجسام الكبيرة للعناصر الارهابية المهاجمة متابعاً: دول ميخوفوناش هاتلي سلاح وأنا أنزل سيناء تاني دلوقتي مؤكداً أنه أمام كل شهيد قتل حوالي 20 تكفيرياً من المهاجمين. وأكد جندي مصاب آخر عندما أتعافي وأعود لكامل صحتي سأحمل خوزتي وبندقيتي إلي الكمين مرة أخري وسنظل خلفهم حتي يتم تنظيف البلد من أمثالهم. ولفت التقرير إلي أن عدداً من سيارات الدفع الرباعي المسلحة وحوالي 3 إلي 4 موتوسيكلات أطلقت النار بشكل مباشر علي كمائن بوابة الشيخ زويد كمين سيدروت وكمين الماسورة وكمين الوحش وكمين جرادة وكمين الشولاق وكمين العبيدات وكمين قبر عميرة. وأوضح التقرير أن العناصر التكفيرية رفعت أعلام التنظيم الارهابي "ولاية سيناء" علي عدد من المباني لتصويرها واستخدامها إعلامياً للإدعاء بتمكن العناصر الارهابية من اسقاط مدينة الشيخ زويد مع بث بيانات كاذبة وصور مغلوطة عن الهجمات الارهابية في إطار الجيل الرابع من الحروب وحرب المعلومات للتأثير علي الروح المعنوية للقوات. فرار التكفيريين وأشار التقرير إلي أن جميع الكمائن الأخري نجحت في التصدي للعناصر المهاجمة وفرار العناصر التكفيرية جنوب الشيخ زويد في الوقت الذي قامت فيه طائرات الأباتشي بتوجيه الضربات ضد مركزين لتجميع العناصر التكفيرية جنوب العلامة الدولية رقم 6 وتدمير 20 عربة دفع رباعي أثناء فرارها من أمام كمائن القوات المسلحة. وتضمن التقرير رسالة استغاثة التقطتها أجهزة القوات المسلحة تقوم العناصر التكفيرية بطلب المساعدة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من القوات المسلحة بشمال سيناء والتي يقول فيها "الحقونا.. الحقونا.. إحنا مصابين". واختتم التقرير بأنه تم تجميع جثث العناصر التكفيرية ونقل جثامين شهدائنا وإجلاء المصابين إلي المستشفيات مع فرض السيطرة الكاملة علي مدن رفح والشيخ زويد وإعادة الأوضاع الأمنية إلي ما كانت عليه وتشديد الإجراءات الأمنية لمنع العناصر الإرهابية من الهروب.