في سنة 162هجرية جاء إلي مصر يحيي ابن داوود الشهير بابن ممدود الأمير أبوصالح الخرشي ليتولي ولاية مصر.. وكان رجلا تركيا شديدا وحاسما في الحق. عندما وصل إلي مصر وكان ذلك في شهر رمضان فوجئ بغياب مظاهر هذا الشهر.. حيث قبع الناس في بيوتهم.. ووجد الشوارع مغلقة والحواري والأزقة كلها تبعث علي الخوف فقد انحسر عنها الأمن. والمارة لا يأمنون من تعدي قطاع الطرق واللصوص. والشرطة غائبة والفوضي ضاربة أطنابها.. فقرر ان يقتحم كل هذا بقوة وعنف فعين عسامه بن عمرو علي الشرطة لمساعدته في مقاومة الفساد والمفسدين. قتل وأعدم أعدادا كبيرة من الفاسدين وقطاع الطرق واللصوص ونتيجة لذلك شعر الناس بالطمأنينة من جهة فضلا عن الخوف والرعب من الوالي الجديد. بعد أن استقرت الاحوال.. نادي المنادي في الشوارع والحواري يقول ان الوالي قطع علي نفسه عهدا بأنه سيعاقب بمنتهي الشدة كل من تسول له نفسه بتعكير صفو الأمن.. وانه أصدر أوامر بأن تفتح الحوانيت والبيوت أبوابها ولا يخشي أحد ضياع أي شيء من ممتلكاته.. وإذا حدث وهذا لن يحدث وضاع أي شيء من حانوت أو بيت فإن الوالي يتعهد بدفع قيمة ما ضاع ودفع تعويض من جيبه الخاص.. ذكر المؤرخون عن هذه الفترة.. انه بالفعل قضي تماما علي كل المفسدين في أرض مصر.. واعتبره المؤرخون ايضا افضل الأمراء الذين حكموا مصر.. ورغم ذلك فإن الخليفة المهدي.. عزله من الإمارة ولم يحكم فيها إلا مدة تقل عن عامين.