تجمع المئات من المصريين أمام مسجد المشير حسين طنطاوي بالتجمع الخامس للمشاركة في صلاة الجنازة علي النائب العام المستشار هشام بركات وسط تواجد أمني مكثف وحلقت الطائرات الهليوكبتر في محيط المسجد وانتشرت فرق الانتشار السريع والمدرعات العسكرية كما تم الدفع بسيارات قطع الاتصالات لتأمين الجنازة التي انتهت بانتقال جثمان الشهيد إلي مثواه الأخير. حمل المواطنون الأعلام المصرية وصوراً للشهيد المستشار هشام بركات وأيضاً صوراً للرئيس عبدالفتاح السيسي مدوناً عليها "تحيا مصر" ونددوا بجماعة الإخوان الإرهابية وطالبوا بإعدام قياداتها وعلي رأسهم مرسي وبديع والبلتاجي والعريان وحجازي ورفع أحد الأشخاص المصحف في يده والصليب في يده الأخري دليلاً علي الوحدة الوطنية ورفع شخص آخر لافتة عليها صورة الشهيد المستشار هشام بركات مدوناً عليها "لا ينتهي الحداد ولكن سينتهي الإرهاب سيادة النائب العام هشام بركات شهيد الغدر والخيانة" ولافتة أخري مدون عليها لا يستطيع أحد أن يفسد ثورة 30 يونيو لأنها ثورة بإرادة المصريين وتحيا مصر. أخذت إحدي السيدات في الصراخ وتولت الهتاف ضد الإخوان ومن ورائها الآخرون وظلوا يرددون "الشعب يريد إعدام الإخوان" القصاص القصاص.. والإخوان أعداء الله" "الجيش والشعب والقضاء إيد واحدة" وقام المتظاهرون بحرق صورة للرئيس المعزول محمد مرسي وضربوا الصورة بالحذاء قبل إشعال النيران بها وأشار الجميع بعلامة النصر وأكدوا أنهم وراء الرئيس عبدالفتاح السيسي في مسيرته لتحقيق التنمية وأن تلك الأعمال لن تنال من عزيمته في الارتقاء بهذا الوطن ثم قاموا بتقبيل صورة الرئيس السيسي. قام المواطنون بالاعتداء علي شاب رفع إشارة رابعة وهتف ضد الرئيس السيسي وأجهزة الدولة حيث أبرحوه ضرباً وسلموه إلي قوات الأمن. خرج جثمان الشهيد الراحل في موكب من مستشفي النزهة في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً ودخلت زوجة الشهيد وأبناؤه الثلاثة في نوبة انهيار وبكاء أمام المستشفي واتجه الموكب إلي مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس لصلاة الجنازة وتشييع الجثمان وسط تواجد أمني مكثف حيث رافق الجثمان ضباط العمليات لخاصة وحلقت طائرة هليكوبتر أثناء خروج الجثمان من المستشفي واستقبله المواطنون من خارج المسجد بالبكاء الهستيري والصراخ والعويل وظلوا يرددون "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" وبعد أداء صلاة الجنازة التي تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي تم نقل جثمان النائب العام محاطاً بباقات الزهور والعلم المصري إلي مثواه الأخير بمقابر عائلته بمنطقة القطامية شرق محافظة القاهرة وضم الموكب أكثر من 100 سيارة والآلاف من أعضاء النيابة العامة ورجال القضاة والشخصيات العامة وسط احتياطات أمنية مشددة من رجال الجيش والشرطة والقوات الخاصة. أصيب أعضاء النيابة العامة والهيئات القضائية بحالة من الحزن الشديد والبكاء ورفض الكثير منهم الإدلاء بتصريحات نظراً لحالة الحزن الشديد التي ألمت بهم بعد سماعهم خبر استشهاد النائب العام بينما أكد البعض منهم أن الشهيد المستشار هشام بركات كان بمثابة الأب والشقيق الأكبر بالنسبة لأعضاء النيابة وأن دمه لن يذهب هدراً ولن ننام الليل حتي نقتص له ونقدم مرتكبي هذا العمل الجبان الغادر إلي المحاكمة العاجلة لينالوا أشد العقاب. وبعد الانتهاء من مراسم الدفن دخلت نجلة الشهيد في حالة من الانهيار والبكاء الهستيري وقدم ممثلو وفد رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع ومجلس الوزراء واجب العزاء لأسرة المستشار الشهيد ووضعوا أكاليل الزهور علي قبره. أكد المستشار أحمد الزند وزير العدل أثناء مشاركته في تشييع الجنازة أن مصر لن تهدأ حتي تضبط المسئولين عن الجرائم الخسيسة التي ترتكبها الجماعة الإرهابية في حق الشعب المصري ولن تهدأ روح المستشار هشام بركات حتي نقتص له. أضاف قائلاً: "الإرهاب قتل المستشار بركات والدور القادم عليَّ وأنا مرحب جداً لأنها شهادة لا يعلوها أجر". أكد المستشار معتز خفاجي صاحب الحكم في قضية أحداث مكتب الإرشاد والذي تعرض لمحاولة اغتيال من قبل أن تلك الأعمال لن تثني رجال القضاء عن أداء عملهم قائلاً "لا نخشي أحداً إلا الله والأعمار بيد الله" مؤكداً أن النائب العام كان شخصية عادلة وعلي علاقة طيبة بجميع القضاة. قال المستشار خالد محجوب عضو المكتب الفني للنائب العام ورئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية الذي تصدي لقضية الهروب من سجن وادي النطرون إبان فترة حكم المعزول للبلاد وإحالة باقي المتهمين إلي النيابة العامة إن المستشار هشام بركات أثناء عمله كرئيس للمكتب الفني لمحكمة استئناف الإسماعيلية وقف بجانبي وشد من أزري أثناء نظري لقضية الهروب من سجن وادي النطرون بمحكمة الإسماعيلية وطلب من مدير الأمن آنذاك أن يرافقني أثناء إصداره الحكم في تلك القضية وضرورة تأميني منذ خروجي من المحكمة وحتي وصوله إلي منزله. أضاف أن هذا اليوم يتم تكريم هشام بركات الذي استشهد في أيام مباركة وهو صائم ومتوجهاً إلي عمله مؤكداً أنه يمكن اختصار شخصية هشام بركات في كلمة واحدة وهو أنها "شخصية عدل".