لا شك أن العزومات الرمضانية تعد من العادات المصرية الأصيلة في شهر الصيام حيث تحقق الترابط الاجتماعي وتزيد من صلة الرحم.. لكنها تحولت مع الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وارتفاع أسعار السلع إلي صداع وكابوس ل "ست البيت".. علي انها أصبحت تتسبب في مشاجرات زوجية لانها ببساطة تلتهم ميزانية البيت.. وتضطر بعض الزوجات إلي الاستدانة من أجل تدبير مصاريف العزومات. تقول الدكتورة عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقاً: إنه من الأفضل أن تدرك الزوجة قبل أن تقوم بعزومة أحد من أهلها ان امكانيات زوجها بذلك حتي لا يشعر بالضيق وكذلك لابد أن يشعر الزوج بزوجته فلا يبالغ في عزومة أصدقائه وأهله وأقاربه علي حساب صحة زوجته. تؤكد ان رمضان ليس شهر الطعام ولكنه شهر التراحم وتوطيد أواصر صلة الرحم في تقديم عدد من النصائح لتجنب المشاكل والخناقات الزوجية بسبب عزومات رمضان. تؤكد د. عالية علي ضرورة تجنب العزومات المفاجئة لأنها تصيب الزوجة بالارتباك.. ولابد من تحديد الموعد مسبقاً حتي تستعد لها الزوجة.. كما يجب ألا يبالغ الزوج في الطلبات أمام الضيوف ويمنح زوجته فرصة الترحيب بهم لانهم إذا شعروا بإجهادها سينصرفون مبكراً. تقول الدكتورة يمني الشريدي رئيس جمعية سيدات أعمال مصر: عزومات رمضان عادة مصرية أصيلة وهي فرصة لتلاقي الأسر التي تحول ظروفها دون الالتقاء إلا في شهر رمضان المبارك وهي عادة لابد أن نحرص عليها رغم الضغوط الاقتصادية .أضافت: ليس شرطاً أن تكون هذه العزومة علي مستوي من الفخامة ولكن لابد أن تتناسب مع شهر رمضان الذي يدعو إلي البساطة والتقشف مشيرة إلي أن الترابط الأسري ودعم صلة الرحم الأهم. أوضحت ان هناك مبادرة شبابية علي مستوي أحياء القاهرة والجيزة حيث تقوم بجمع الأطعمة المتبقية من الفنادق والأسر وتغليفها وإعدادها في شكل وجبات وتوزيعها علي الأسر الفقيرة بالمناطق العشوائية الأكثر احتياجاً وهذه المبادرة يشارك فيها أكثر من 60 شاباً وفتاة. تري تغريد شمس الدين رئيس جمعية التحرر الاقتصادي: انه يمكن التغلب علي مشكلة ارتفاع أسعار السلع وخاصة اللحوم والدواجن من خلال تقليل الكميات بعيداً عن البذخ والاسراف ويمكن بمبلغ بسيط إعداد عزومة مشرفة. المغالاة مرفوضة تضيف الدكتورة سهير سند أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أن العزومات الرمضانية الهدف منها الالتقاء الأسري خاصة انه قد لا تتيح الظروف لإلتقاء الأسر والتعارف فيما بينها. أوضحت انه مع تغير الظروف ظهرت ثقافة جديدة تسمي "البيتش بارتي" وهي تقوم علي ان كل فرد من أفراد الأسرة يقوم بإعداد وجبة معينة ويتم التجمع عند الأسرة المضيفة وتتناول الإفطار معاً. وهذا الأسلوب وهذه الثقافة الجديدة تخفف العبء عن كاهل الأسرة وفي نفس الوقت يتم التقاء الأسر في شهر رمضان الذي قد لا يتم علي مدار العام وتصبح علاقة التواصل هي الهدف بدأت تختفي بين أفراد الأسرة الواحدة!! صنف واحد يكفي تري الدكتورة ماجدة سليمان مدير مشروع التنمية الاجتماعية بمركز قضايا المرأة: ان العزومة يجب ألا تتعدي صنفاً واحداً أو صنفين علي الأكثر مع الحلويات وذلك حتي لا يتم إرهاق ميزانية الأسرة. تتفق معها في الرأي الدكتورة سميرة شندي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس مؤكدة علي ان العزومات بين الأسر محدودة الدخل تراجعت خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف الاقتصادية ولم تعد تتم هذه العزومات إلا في أضيق الحدود مشيرة إلي أن هناك العديد من الأسر الغنية تلجأ إْلي العزومات للتفاخر. تقترح أن يكون الالتقاء الأسري بعد الإفطار أو في السحور وذلك مراعاة للظروف الحالية لأن هناك العديد من الأسر لديها أعباء الدروس الخصوصية ومصروفات الجامعة.. وغيرها وهذه تعد أزمة لأسر كثيرة في المجتمع!! تقول الدكتورة بثينة الديب رئيس قطاع الإحصاء بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء سابقاً ومستشار الأممالمتحدة للتنمية: ان الأغنياء يستطيعون اقامة عزومات للأهل والأصدقاء خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية مشيرة إلي أن الأسر متوسطة الدخل لا تستطيع اقامة مثل هذه العزومات التي تتكلف مئات الجنيهات علي الأقل. أضافت: ان الست الشاطرة تستطيع أن تنفذ أفكاراً جيدة بأسعار مخفضة تتراوح ما بين 25 إلي 30 جنيهاً فقط للوجبة. السلاطة والفاكهة تنصح الدكتورة هالة خطاب أستاذ علوم الأغذية والأطعمة بجامعة حلوان ان تركز ست البيت علي صنفين فقط السلاطة والفاكهة بالإضافة إلي المشروبات الرمضانية مثل عصير التمر هندي والخروب والكركديه وهي من المشروبات المستحبة في الصيف. أضافت: هناك بعض الوجبات مثل الطواجن يمكن طهيها باللحم المفروم مثل الجلاش أو الرقاق وكذلك المحاشي بكل أنواعها وهي لا تحتاج إلي أنواع من اللحوم لكنها تعتمد علي الأرز وبهذه الطريقة يمكن عمل سفرة محببة ودائمة.. كما يمكن الاكتفاء بدجاجة أو دجاجتين علي الأكثر مع طاجن من الخضار. مع السيدات وكان للسيدات رأي في عزومة رمضان: تقول وداد عبدالمجيد بالمعاش: حتي الآن لم أستطع اقامة العزومات في منزلي ولكن ابنتي تقوم بهذه العزومة في بيتها فهي تستضيف أهلها وأهل زوجها في هذه المناسبة من أجل التقاء العائلتين لترسيخ أواصر المحبة بيننا.. وبالفعل لا ننظر إلي الطعام المقدم لنا علي السفرة بقدر الفرحة التي تغمرنا مع الأحفاد والعائلة.. فهي تعد هذه العزومة علي أعلي مستوي من اللحوم والطواجن وهي مكلفة بالفعل ولكن تصر علي إعدادها من أجل الأهل بالرغم من انها مهندسة وزوجها مهندس وفي بداية حياتهما الزوجية. ولكن هناك اصراراً علي استمرار تك العادة الاجتماعية الأصيلة. تؤكد سهير محمود موظفة بإحدي الشركات الخاصة أعد لهذه العزومة بتدبير مبلغ من المال طوال العام لأنها مكلفة بالفعل ويتم تدبيرها لأهل زوجي علي وجه الخصوص.. رغم ان أهلي يتنازلون عن تلك العزومة. تشير سناء عبدالحفيظ بكالوريوس تجارة: هذه هي المرة الأولي التي أستضيف عائلتي وعائلة زوجي علي الإفطار.. من خلال وضع ميزانية لأهم العناصر التي سأقدمها في السفرة.