تصاعدت ظاهرة الدروس الخصوصية رغم كل التصريحات الرسمية حول مكافحتها.. وبلغت حد القتال والطوابير أمام بيوت المدرسين في المحافظات المختلفة.. تقدم الغربية نموذجاً صارخاً لما يجري في الكثير من المحافظات. المشهد الأول تحول إلي نوع من الحمي والجنون حيث التهافت علي الحجز لدي مشاهير المدرسين الذين رفعوا لافتات "كامل العدد" وقالوا نحن لا نجبر أحداً بينما أولياء الأمور يقولون إنهم مضطرون لانفاق معظم مرتباتهم علي تعليم أبنائهم بعد أن انهارت المدارس ولم تعد تقدم تعليماً يضمن مقعداً في كلية مرموقة ومركزا اجتماعيا محترما. شهدت مدينة المحلة الكبري زحاماً غير عادي أمام مقار ومعاهد الدروس الخصوصية ومنازل المدرسين المتخصصين في مواد الثانوية العامة خاصة الرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء والإنجليزي واللغة العربية والجيولوجيا حيث امتدت الطوابير أمام هذه المقار لمسافات طويلة سواء من الطلاب أو أولياء الأمور لحجز أماكن عند المدرسين المشهورين في هذه المواد الأساسية حتي أن الأمور وصلت إلي المشاجرات والاشتباكات للتسابق علي أولوية الحجز في مشهد غير مسبوق. ولفت الأنظار أن مقار الدروس الخصوصية ومنازل المدرسين قامت بتعليق لافتات مكتوب عليها "انتهي الحجز" "كامل العدد" وأغلقوا مقارهم ورغم ذلك فقد تجمهرت أعداد كبيرة من الطلاب وأولياء الأمور أمام المقار للإصرار علي الحجز لأولادهم وقالوا إن الاعتماد الأساسي أصبح علي الدروس الخصوصية بعد خروج المدارس من الخدمة ولم يعد لها أي دور ولم يعد الطلاب يعترفون بها ولا يشرح مدرسوها لدروس بل أن الطلاب هجروها ولم يعد هناك طلاب يحضرون إلي المدارس. يقول مجدي السعيد مصطفي موظف بالمحلة الكبري ولي أمر طالب بالثانوية: لابد من وقفة حاسمة للدولة أمام مافيا الدروس الخصوصية وإعادة المدارس لتؤدي دورها الايجابي والفعال التي انشئت من أجله لتقديم رسالتها التربوية والتعليمية للطلاب كما كان يحدث في الماضي حتي تعمل لانقاذ الطلاب أبناء الطبقة المحدودة وغير القادرين في مواجهة ارتفاع نفقات الدروس الخصوصية التي أصبحت بالآلاف من الجنيهات حتي أن البعض أصبح يسدد معظم راتبه الشهري للدروس الخصوصية. بينما أكدت صفاء عبدالحميد علي ولي أمر طالبة بالثانوية العامة بأن الاهمال الذي تشهده المدارس في السنوات الأخيرة أدي لخروجها من الخدمة مع غياب ضمائر المدرسين داخل الفصول هو الذي ساعد علي انتشار وتفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية. ولم يعد أمامهم سوي اللجوء للدروس الخصوصية ومضطرون للتضحية بقوتهم من أجل تعليم أولادهم. بينما يلتقط الحديث أحد أولياء الأمور الذين حضروا للحجز لنجله طالب الثانوية العامة ولكنه فوجئ بانتهاء الحجز وهو ما أصابه بالصدمة وظل يردد رضينا بالهم والهم لم يرض بنا قائلاً رغم ظروفنا المادية الصعبة إلا أننا تحملنا علي أنفسنا لنوفر قيمة مقدم حجوزات الدروس الخصوصية لنجلي للموسم القادم ودبرنا المبالغ المطلوبة وهي بالطبع كانت علي حساب أشياء أخري كثيرة من احتياجاتنا الحياتية ورغم ذلك فوجئنا للأسف الشديد بأن الحجز قد انتهي.. فماذا نقعل أمام هذا المأزق الصعب فهل يعقل ألا تكون هناك مدرسة ولا دروس خصوصية وماذا يفعل الطالب ثانوية عامة في هذا الأمر. يتساءل عبدالرحمن السعيد فهمي ولي أمر طالب بالثانوية ما فائدة المدارس والتي تنفق عليها الدولة المليارات سنوياً لمنح رواتب لأعضاء هيئة التدريس والإداريين والفنيين وغيرهم من المناصب الإشرافية. في المقابل جاء الرد الموحد من مجموعة من المدرسين الذين أطلقوا عليهم أباطرة الدروس الخصوصية حيث لخصوا ردهم في عبارة موجزة قائلين "نحن لا نجبر أحداً ولا نضرب أحداً علي يديه حتي يأتي إلينا للحصول علي دروس خصوصي باننا اكتفينا للحجز للعدد المطلوب لدينا ورغم ذلك فأولياء الأمور الطلاب يضغطون علينا بكافة السبل من أجل الموافقة علي قبولهم ولكننا نرفض أن تتحول الدروس الخصوصية لمدارس من حيث الكثافة العددية التي لا تساعد الطلاب علي الاستيعاب والفهم". سوهاج- محمد حامد: بدأ أولياء الأمور والطلاب في محافظة سوهاج في السعي وراء الدروس الخصوصية بأعداد كبيرة تحسباً للوقت خاصة طلاب الثانوية العامة ويبدو الوضع في مراكز ومدن المحافظة في تلك الأيام شديد السخونة حيث تتراوح الأسعار تبعاً لاسم المدرس وشهرته. وهناك اسماء "كاملة العدد" خاصة في مدن سوهاج وجرجا والبلينا واخميم كما أن بعض المدرسين يحرصون علي استئجاروحدات سكنية مقرات للدروس الخصوصية وتصبح كاملة العدد قبل بدء العام الدراسي بشهر أو شهرين إضافة إلي ظاهرة انتشار مراكز الدروس الخصوصية بكثرة بمحافظة سوهاج خاصة في منطقة الزهراء أما الشيء الغريب قيام البعض من أولياء الأمور والطلاب بحجز الدروس الخصوصية قبلها بسنة والأسر ذات المستوي الاقتصادي المرتفع بسوهاج أكثر الناس حرصاً علي الدروس الخصوصية ولعل ما يزيد الاعتماد علي الدروس الخصوصية في سوهاج أن أوائل الثانوية العامة يرجعون سر تفوقهم خلال السنة الماضية وما قبلها إلي الدروس الخصوصية التي تلقوها في المواد الدراسية ويقول أحد الطلاب إن الحصة ب 15 جنيهاً المجموعة بها 30 طالباً وتضيف مشيرة إبراهيم ان حجز المدرسين يكون من قبل الامتحانات ما تخلص وان ابني داخل ثالثة ثانوي والحجز من نصف التيرم الأول ويقول مؤمن مهران إن ابنه يأخذ الحصة في المنزل ب 120 جنيهاً وتشير داليا جابر ان مدرس الإنجليزي يأخذ 130 جنيهاً عن الحصة في المنزل لابنتها.