في أمريكا يتساءلون: إذا كان الشمبانزي يشعر بالسعادة والألم. فهل يعني ذلك أنه يحمل صفات إنسانسة؟ أو بكلمات أخري هي يمكن اعتباره إنساناً؟ هناك اثنان من الشمبانزي أحدهما يدعي "هرقل" والآخر يسمي "ليو". وربما يدخلان التاريخ! المحكمة العليا بالولايات المتحدة تنظر قضية رفعها أحد الناشطين. يدعو فيها للحكم بأن وضع الشمبانزي في السجن أو رهن الأسر مسألة غير قانونية. وقد أجلت المحكمة النطق بالحكم. لكنها أبقت الباب مفتوحاً أمام احتمال ضمان الحقوق القانونية للكائنات غير البشرية. ويجري حالياً استخدام الشمبانزي لإجراء التجارب والأبحاث الطبية. ويسعي المحامون لإثبات أن "هرقل" و"ليو" ليسا مجرد أشياء ولا ملكية خاصة ولا يجب معاملتهما علي هذا الأساس. ولكن يجب منحهما وضعية الأشخاص. ومن الصعوبة بمكان إثبات أن أي حيوان يمتلك المقومات اللازمة لاكتساب الشخصية القانونية. لكن يبدو أن هناك احتمالاً كبيراً لأن يحصل الشمبانزي علي هذا الامتياز. حيث تؤكد الأدلة العلمية أنه يتمتع بقدرات إدراكية معقدة وأن لديه وعياً بذاته وباستقلاليته. هذه القضية أول خطوة يأمل من خلالها ستيفن وايز رئيس مبادرة حقوق الكائنات غير البشرية. إطلاق سراح "هرقل" و"ليو". ولو حكمت المحكمة لصالحهما فلن يتم استخدامهما لإجراء الأبحاث. وإنما سينقلان لأحد الملاجيء في فلوريدا. أطلق وايز مبادرة حقوق الكائنات غير البشرية في 2007 وبعد سنوات من الأبحاث أعد أوراق أولي قضاياه في 2013 وحتي الآن رفع ثلاث قضايا دفاعاً عن مخلوقات الشمبانزي رهن الأسر في نيويورك. ويطمح لرفع قضايا مماثلة لصالح الفيلة والحيتان والدلافين. وهناك جدل واسع حول معاملة الكائنات غير البشرية كأشخاص. كما توجد فجوة كبيرة بين أصحاب وجهات النظر المتباينة. فالبعض يري أنها فكرة مثيرة للسخرية. لأن الأشخاص يجب أن يكونوا من البشر وانتهت القصة. ويقولون بأن اقتصار الصفة الشخصية علي الإنسان معناه القول بأن الأشخاص يلزم أن يشاركوا في مجتمع والمجتمع يقوم علي مبدأ التبادلية أو المعاملة بالمثل» فلا حقوق دون واجبات. والحيوانات لا يمكنها تحمل المسئولية. فكيف تحصل علي حقوق؟ وهناك من يقولون إن هناك حزمة كاملة من المعايير التي يجب التوافق معها لاكتساب الشخصية. وهذه المعايير لا تتوافر للحيوان. فيجب أن يتمتع "الشخص" بالعقل. والوعي بالذات والاستقلالية والثقافة والقدرة علي التواصل مع الآخرين. والمشكلة أن أياً من هذه الآراء لا تصمد أمام النقد. فالبعض يري أن كثيراً من البشر يتمتعون بالحقوق دون الوفاء بالواجبات. كالأطفال الصغار والذين لديهم بعض الإعاقات الجسدية أو العقلية. لكن هل المسألة تستحق كل هذا الجدل؟ وهل تمكنت البشرية من حل المشكلات الخاصة بها حتي تلجأ للبحث عن حلول لمشكلات الكائنات غير البشرية؟ وهل لبت البشرية معايير الرفق بالإنسان حتي تبحث عن تطبيق معايير الرفق بالحيوان؟ أسئلة تحتاج لإجابة شافية. خصوصاً وأن القضية تثار في مجتمع يتفنن قادته وساسته في إتعاس بقية خلق الله في مختلف أنحاء العالم. سواء من خلال الحروب المسلحة أو الحروب الاقتصادية أو بأية وسيلة من وسائل التخريب والدمار!!