أمامي أكثر من ثلاثين عنوانا لمسلسلات سوف يراها الناس علي شاشات التليفزيون العام والخاص المحلي والعربي في رمضان .2015 بعض القنوات بدأت منذ فترة تعلن عن الأعمال التي تختص بها حصريا.. ومن خلال الملخصات المتاحة علي شبكة التواصل الاجتماعي. وفي الصحف نتوقع وجود مساحة لموضوعات اجتماعية تدور وقائعها في سنوات ما قبل ثورة يناير 2011 وأدت إليها.. ونتوقع أيضاً تحولات في المواقف من قبل كتاب ونجوم ارتبطوا بنظام سابق وأصبحوا يعرون فساده بعد غياب شمس هذا النظام من خلال بعض المسلسلات! تعرية سنوات الفساد للأنظمة السابقة يفتح المجال لتقديم نماذج من رجال الأعمال كانوا دائما "أبطال" في كثير من المسلسلات حتي أصبح لدينا مجلد كامل تختص به الدراما التليفزيونية وبالطبع الأفلام السينمائية. وسوف تشارك كالعادة أجيال من النجوم المخضرمين ومن الشباب وما بين الجيلين.. والأسماء تبدأ من عادل إمام وتمضي حتي آسر ياسين مرورا بعمرو واكد وخالد النبوي وما دونهم. صور النساء وأنشطتهن المتنوعة في الحياة الزوجية والأمور العاطفية والجنسية تغطي مساحة ليست قليلة علي خريطة دراما رمضان فهكذا تعودنا وهكذا نمت الدراما المصرية وترعرعت داخل "عرين" زوجات "الأسود" وعشيقاتهم وزوجاتهم ومغامراتهم وكل ذلك أثناء صناعة الملايين. وأسماء مثل فيفي عبده وسمية الخشاب وهيفاء وهبي وغادة عبدالرازق وعلا غانم.. إلخ لاشك تداعب الخيال بصور من ماض قريب وصراعات ليست بعيدة عن الذاكرة وإثارة وكيد وتنافس حريمي لا يعرف الحدود وذلك في حروب الصراع علي أو ضد بعضهن البعض أو من أجل الاستحواذ علي "الذكر" فقضايا الجنسين "الجندر" عادة ما يتم معالجتها عند أسفل السلم اجتماعيا وطبقيا وثقافيا. وعلي أي حال لا تعطينا "المقدمات" المعروض ولا الملخصات المقروءة ولا أسماء المشاركين في صناعة الأعمال بأنواعها مشروعية في تحديد حجم التوقعات أو رصد التغيرات الدراماتيكية التي أصابت المفاهيم والقيم وصور الناس كما شهدتها سنوات عواصف الربيع المصطنع الذي مازالت رياحه تعصف بأماكن متفرقة من واقعنا الذي نعيش فيه. ومع ذلك هناك عناوين حاسمة للدلالة تحدد نوع المسلسل دون لبس. علي سبيل المثال "حارة اليهود" يحدد المكان والزمان والإنسان والحقبة التاريخية والموضوع بالضرورة وهو موضوع جدير بالاهتمام وقد حظي مؤخرا بأضواء كاشفة في مجال الفيلم التسجيلي اثارت قدرا غير قليل من الجدل وشهية نفر من المثقفين والمهتمين بقضايا اليهود في مصر وكانوا "فصيلا" يعيش بيننا حتي بعد قيام ثورة 1952 إلي أن تفرقت بهم السبل. هناك أيضاً مسلسل "بين السرايات" الذي ينتمي إلي نوعية الدراما الاجتماعية المشغولة بقطاع من الناس يسكنون حياً بعينه له سماته وتاريخه وموقعه المهم ودوره الذي فرض عليه ولا نملك ونحن إزاء مجرد "عنوان" ومقدمة أي متكهن بمضمون العمل أو الرؤية الاجتماعية التي يجسدها عبر الأحداث والشخصيات! ومن الممكن أن نضع في سياق التنبؤ مسلسل "ألف ليلة وليلة".. هذا العمل التراثي الذي كان ومازال نبعا فياضا وثريا وملونا بشتي الألوان وقد نهلت منه فنون الشرق والغرب. ** هذه مجرد انطباعات سريعة لا تتكئ علي أساس قوي.. أو لعلها "فرشة" قبل الجلوس أمام الشاشة الصغيرة طوال شهر كامل.