اتفق تماماً مع مؤسسة كارنيجي الأمريكية للأبحاث في مجمل تقريرها عن اخفاقات جماعة الإخوان الإرهابية سياسياً وأيديولوجياً وتنظيمياً.. تعالوا نفند هذه الاخفاقات ثلاثية الأبعاد. * "اندفاع الإخوان للسيطرة علي المشهد بعد 25 يناير 2011 تخللته أخطاء تكتيكية فادحة واخفاقات سياسية مما جعلهم يفشلون في تبني أفكار الديموقراطية والحداثة". ** كلام صحيح ولكن لم يذكر التقرير ان سبب هذا الفشل أنهم لا يؤمنون أصلاً بالديموقراطية.. واغفل تحديد هذه الأخطاء وتلك الاخفاقات مثل السيطرة والاستحواذ واستقطاب الإرهابيين وتوطينهم في سيناء ليكونوا ظهيراً لهم عند الحاجة وهو ما نراه اليوم وكذلك الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي واعتبر نفسه فيه إلهاً ومثل أحداث الاتحادية وغيرها. * "فكر الإخوان السياسي ضحل وانتهازي مما نسف ادعاءهم الشرعية وامتلاكهم مشروعاً لإقامة نظام حكم إسلامي حيث اعتبروا الانتصارات الانتخابية التي حققوها تفويضاً شعبياً مطلقاً همشوا من خلاله باقي النخب وبالتالي فشلوا في ترجمة ما حققوه إلي انتصارات علي الأرض مما أفقد الثقة في شعارهم "الإسلام هو الحل"". ** كلام صحيح أيضاً ولكن التقرير اغفل ان الانتصارات الانتخابية التي حققوها كانت نتيجة الخداع وشراء الأصوات بالمال والسكر والزيت وركوب اللجان الانتخابية بالسلاح.. وبالتالي لم يفقد الإخوان الثقة فيهم وفي شعارهم فقط بل فقدوا الاعتبار أيضاً. * "التدرج الهرمي للجماعة كان كارثة الكوارث حيث المركزية الشديدة وعدم الشفافية في صنع القرار والانغلاق علي الأعضاء والعزلة عن باقي أطياف الشعب واسكات الآراء المخالفة وطغيان الانطواء والتحجر وأوهام العظمة علي عقلية القادة التنظيميين ومن ثم لم يتكيف الإخوان مع المتغيرات المجتمعية وفشلوا في بناء شبكة من الحلفاء الداعمين لهم". ** هذه نصف الحقيقة فقد اغفل التقرير ان الإخوان اهتموا ببناء شبكة خارجية لإسقاط مصر. * "اتسم الإخوان بضيق الأفق السياسي الذي لم ير في 25 يناير سوي فرصة سانحة للقفز علي المشهد والانقضاض علي السلطة غافلين العوامل التي أدت إلي اندلاع الأحداث وعلي رأسها رغبة الشعب في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.. وبالتالي كان افتقاد الإخوان للرؤية وعدم قدرتهم علي بلورة أجندة اصلاحية أحد الأسباب المهمة لسقوطهم المدوي". ** كلام صحيح كذلك ولكن اغفل التقرير حقيقة مهمة وهي ان أي أجندة اصلاحية تتعارض حتماً مع مبادئهم وأهدافهم ولذا لم يفكروا أصلاً في أي إصلاح. * "الإخوان وجدوا في نموذج "أردوغان" مثالاً يُحتذي رغم غياب كوادرهم المؤهلة والقادرة علي تحقيق التنمية الاقتصادية وبالتالي كان اندفاعهم نحو السلطة بمثابة انتحار سياسي سريع". ** هذه مغالطة لأن أردوغان لم يكن مثالاً احتذوه بل كن حليفاً إخوانياً ضمن مؤامرة عالمية.. والتقت الرغبات.. هم بأجندتهم التدميرية وهو بأجندته لإحياء الخلافة العثمانية.. يا سادة لم يكن انتحارهم السياسي سريعاً فحسب بل كان الأسرع علي الاطلاق وهي نتيجة طبيعية جداً. * "أيديولوجية الإخوان التي يغلب عليها الجمود والتمسك بأفكار حسن البنا وسيد قطب وكانت شديدة التطرف قد تجاوزتها حركات إسلامية في دول أخري مثل تونس والمغرب والسودان كفكرة الخلافة الإسلامية وغيرها من الأفكار غير القابلة للتحقق والمتنافية مع روح العصر". ** الكلام ناقص فقد اغفل التقرير ان حتي هذه الحركات التي ضرب لها أمثلة في بلدان أخري ليست أسعد حالاً من جماعة الإخوان في مصر.. لأنها جميعاً خرجت من رحم الإخوان ومن تحت عباءتهم.. فالأصل واحد وان حدث بعض التغيير بين حركة وأخري.. ومع هذا فإن إخوان تونس مثلاً أصابهم ما أصاب إخوان مصر وانتظروا نفس المصير للباقين. من كل ما سبق يتضح ان التقرير لم يأت بجديد.. الأمر الجيد فيه انه صادر من مؤسسة بحثية أمريكية وليس من مركز مصري قد يُتهم بأنه حكومي ويتم الطعن والتشكيك في رأيه.. وهو اعتراف ضمني بأن ما حدث في 30 يونيه 2013 لم يكن انقلاباً عسكرياً بل ثورة شعبية فرضها فشل الإخوان وجمودهم وانتهازيتهم وضيق افقهم السياسي وضحالة فكرهم واخطاؤهم الكارثية في الحكم وفي التعامل مع أطياف المجتمع وتجردهم من الوطنية. أيها الإخوان ومن يدعمونكم ويطبلون لكم هنا وخارج هنا.. الأ تستحون..؟؟