الأمل .. الكفاح .. الطموح .. صفات تجمعت في هذا الرجل الذي تجاوز الستين من عمره وتشعر وكأنه في ريعان الشباب ابتكر وسيلة جديدة يتعايش من خلالها.. يطوف شوارع القاهرة شرقاً وغرباً رغم الاعاقة بلا ملل وكل ما يسعي إليه هو أن تنظر بعينيك إلي مشروعه الصغير المتنقل فحاورناه وكان لنا معه هذا الحوار : عم حسن محمود عبدالصمد يبلغ من العمر 61 عاماً.. بكالوريوس تجارة جامعة الأزهر تعرض لحادث قطار وهو في سن العاشرة أدي إلي بتر ساقه اليسري وقام بتركيب جهاز صناعي وبدأ رحلة الكفاح كمقاول منذ تخرجه حتي عام 1997 وأثناء عمله بأحد المشروعات في الإسماعيلية سقط من "السقالة" فاخترق الجهاز قدمه وأصابه في المفصل واضطر إلي ترك الجهاز التعويضي.. ولم يستسلم للظروف أو للعرض الذي قدَّمه له مجموعة من المتسولين ليقوم بالشحاتة معهم بأجر 120 جنيهاً في الساعة الواحدة وكان رده عليهم "الجنيه الحلال الذي يأتي من عرق جبيني.. أبرك من مليون جنيه حرام".. وظل يفكر في وسيلة لجلب الرزق حتي هداه تفكيره لعمل مشروع عجيب وغريب وهو عبارة عن دراجة ثلاثية تتناسب مع اعاقته حتي يبيع من خلاله المناديل وكروت الشحن وأعلام الأهلي والزمالك ولكن مع الوقت طرأت في باله فكرة صندوق أعلي الدراجة يضع عليه إعلان أو منتج معين لأي مشروع تجاري أو شركة تريد أن تعلن عن نفسه مقابل أجر رمزي وتطورت الفكرة ووضع الإعلان في جميع الاتجاهات الخاصة بالدراجة وترك المناديل وتخصص في الإعلان فقط وقام بتسجيل الفكرة في الشهر العقاري ثم بعد ذلك تطورت الفكرة بوضع شاشة كمبيوتر وإضاءة مناسبة وعرض الإعلان بداية من شارع جامعة الدول العربية والتحرير مروراً بميدان سفنكس نهاية بشارع فيصل من الأول إلي الآخر. كل ما يتمناه أن يجد شخصاً يتبني الفكرة لأن الموضوع كما يؤكد مكلف جداً ومجهد جداً جداً.. يختتم قائلاً الحمد لله أنا راض برزقي من هذا المشروع حتي لا ألجأ للتسول خاصة أنني وحيد وأعيش علي ذكري زوجتي الحبيبة التي رحلت منذ عشرين عاما ولم ولن أجد إنسانة تعوضني حنانها وطيبة قلبها.