استعدوا لبلوة جديدة. مجموعة من الأفراد لم نعرف هويتهم ربنا يحرقهم في نار جهنم أعلنوا عن حملة سوف يبدأونها في أول يوم من رمضان بعنوان "الغاية تبرر الوسيلة إذا لم تستر نفسها نفضحها". موجهة إلي كل فتاة أو سيدة في مصر. ينذرونها بأنهم سوف يلتقطون لها صوراً ويصورنوها بالفيديو في حالة ارتداء أي ملابس فاضحة من وجهة نظرهم. وسينشرون تلك الصور ومقاطع الفيديو علي كل المواقع لفضحها تحت مبرر "اذا لم تستر نفسها نفضحها". هكذا وصلنا. وكما يقولون إن أول الغيث قطرة. فربما تكون تلك الحملة القذرة هي القطرة التي تلت حكم المحكمة الإدارية منذ أسبوع بحجب المواقع الإباحية. لينشط شياطين الإنس الذين يتاجرون بالدين ويتخذونها فرصة للعبث بأمن الوطن وهم مؤمنون بمنطق ميكافيلي الملعون إن الغاية تبرر الوسيلة. ولمن لا يعرف. لكي يعرف. فإن هذه القاعدة كان قد نادي بها نيكولو ميكافيلي وكان مفكراً وفيلسوفا سياسياً إيطالياً إبان عصر النهضة. وأصبح ميكافيلي بعد أن نشر كتابه "الأمير" أشهر كتبه علي الإطلاق بعد وفاته. الشخصية الرئيسية والمؤسس لتنظير السياسي الواقعي في إيطاليا. وأصبح هذا الكتاب فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي لأنه أسس فيه للحكام قوانين صراعهم علي السلطة. أيد ميكافيلي في الكتاب فكرة شيطانية تري أن كل ما هو مفيد فهو ضروري معتبراً أنه من المسموح استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي. مبرراً القسوة والوحشية في صراع الحكام علي السلطة. وبذلك اعتبرت آراء ميكافيلي ونظرياته صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. ومن هنا نكتشف أن الحملة تفضح نفسها بنفسها. باعتمادها علي هذه النظرية النفعية السياسة. مؤكدة أنها لا تمت بصلة إلي القيم أو الأخلاق أو الدين بل هي حملة أهدافها سياسية تصب في مصلحة من يريدون بمصرنا سوءا. خاصة أن الأديان جميعها اعتبرت أن هذه النظرية أتت بسد الذرائع المفضية إلي المحرمات. إنها الحق الذي يراد به باطل. فلتحاسبوا من ينادي بتلك الحملة ولتمنعوها قبل أن ينتشر الفساد والإفساد وتخيلوا أن تلك الصور ومقاطع الفيديو التي يهددون بنشرها علي المواقع هي لأختك أو لأمك أو لابنتك. فنحن لا نعلم أية قواعد سوف يستندون إليها في الحكم علي أن هذه متبرجة أو تلك سافرة أو تلك تستحق التصوير والفضيحة. ولن يكون مستبعداً أن يظهر من يطلق حملة للتحرش بالفتيات والسيدات تحت مبرر إجبارهن علي التحشم أو بحجة أن ما يرتدينه من ملابس هو السبب في الإغراء والإثارة. فما أكثر من سوف يصرخن وقتها : "يا فضيحتي".