تداعيات فكرة تجديد الخطاب الديني لا تزال حديث مختلف الأوساط الإعلامية وتشغل في المقدمة الأزهر الشريف ورجاله في الجامعة ومجمع البحوث الإسلامية كما يقع علي وزارة الأوقاف مسئولية متضاعفة للنهوض بالتجديد وأساليبه وتنظيم قوافل دعوية إلي مواقع الشباب وتجمعات مختلف الهيئات والمؤسسات كما دعت في الفترة الأخيرة إلي مؤتمر تجديد الخطاب الديني وشارك في أعماله لفيف من أساتذة وعلماء الأزهر ومفتي الجمهورية ووزارات الشباب والثقافة والتعليم. وقد حفل بمناقشات وحوارات تميزت بالجدية والسعي لانجاز هذه المهمة حتي يصبح لدينا خطاب ديني جاذب بموضوعية للشباب والفئات الأخري تتواءم مع وسطية الإسلام واعتداله مع الحفاظ علي التراث في وسط مهام التجديد. ولا شك أن انعقاد المؤتمر ومشاركة هذه الأجهزة جاء في وقت تموج فيه الساحة بالكثير من الاجتهادات والآراء.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد مؤتمر التجديد وهو ماذا يعد المؤتمر الآمال تحدونا أن نجد تحركاً فاعلاً ودوراً رائداً للأزهر والأوقاف والوزارات التي شاركت في هذا المؤتمر لكي نري صورة متكاملة علي أرض الواقع فكل الطوائف الشعبية تتعطش لهذا الدور والجهود المشتركة لكل الأطراف التي شاركت في المناقشات الفعالة ولفتت الانظار بصورة تثير اعجاب الجماهير مما يتطلب أن نشاهد أعمالاً تتسم بالموضوعية وتجيب عن كل تساؤلات الشباب في مختلف الأعمار وتضع أمامهم صورة ناصعة لوسطية الإسلام وتحرر عقول الشباب من التبعية السلبية لبعض الجهات والجماعات المتطرفة والمتشددة مع التخلص من الحديث في المطلق وتحديد الخطاب في المسائل التي تشغل بال الشباب والطوائف الأخري مع الحفاظ علي جهود الأقدمين وعدم المساس بالثوابت الدينية. في نفس الوقت يقع علي كاهل الأزهر والأوقاف مهام تتطلب اصدار مؤلفات بلغات متعددة تتوجه بها للأجانب في أوروبا وأمريكا ودول شرق أوروبا وأن تتضمن هذه المؤلفات معلومات تفصيلية ودقيقة حول كل ما يثار ضد الإسلام وتقديم ردود موضوعية للتساؤلات كما يجب أن يكون للتعليم دور في انجاز مؤلفات للتربية الدينية للتلاميذ في مختلف المراحل التعليمية وكذلك في التعليم العالي بحيث تساهم في تربية الأبناء من الجنسين تساعدهم في أن تكون لديهم رؤية واضحة عن الدين الإسلامي والجوانب المشرقةالتي تؤهلهم كي يكونوا علي بينة حول مختلف معاملة الإسلام في كل المجالات المتعلقة بالمعاملات المالية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وطالبه بعمل جاد ينير العقول ويوضح المفاهيم في ندوات ولقاءات دائمة ووزارة الشباب يجب أن تنهض بدورها في أوساط الشباب.. نريد جهوداً مشتركة وبفاعلية حتي نجد مؤلفات تتخلص من كل الأفكار القديمة والخروج من دائرة الجمود بكل أشكاله. هذه المهام يجب أن تتطرق لكل ما يثار حول عمل المرأة وخروجها من البيت وما يتردد حول الصور الفوتوغرافية والمعاملات المعرفية وتهنئة غير المسلمين بمناسباتهم المتعددة. وغير ذلك من المهام التي تتطلب تنقية كتب التراث من الإسرائيليات والمسائل التي تثير اللغط حول الإسلام بحيث نري ردوداً واضحة بعيداً عن الأحاديث المطولة دون تحديد قاطع للاجابة عن أي تساءل مهما تكن جوانبه المتشددة. ولغة الحديث التي تطرحه. لابد أن يكون الاخلاص والعزيمة الصادقة في تجديد الخطاب الديني هي بحيث نري كتباً ومؤلفات تتواءم مع عصر المعلومات والسماوات المفتوحة وتتسم برؤية لا تقبل اللبس حول المسائل المثيرة.. الآمال معقودة علي أعمال علي أرض الواقع ولا يكتفي بعقد المؤتمرات واللقاءات الأهم أن نجد عملاً تشفي الغليل حول كل الجوانب المشرقة للدين الحنيف والتخلف من الأساليب القديمة فقد آن الأوان لتوضيح صورة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأن يكون لدينا دعاة يستوعبون لغة العصر فالأقدمون قاموا بدورهم وعلي الدعاة هذه الأيام النهوض بهذه الأطباء بكفاءة واقتدار فكل زمان له رجاله ليت الجميع ينهض بدوره والله من وراء القصد.